بيت لحم- معا- تشهد مناطق الضفة ارتفاعاً حاداً في ثمن الأسلحة التي يستعملها المواطن الفلسطيني، وتحديداً شريحة الشباب، بحسب ما نشره موقع "المصدر" الإسرائيلي.
وقال مصدر أمني فلسطيني على دراية بسوق الأسلحة في الضفة، إن بعض الأسلحة تضاعف ثمنها في الأشهر الأخيرة، مما يوحي أن الجميع بدأ يجمع السلاح، في ظل عودة سريعة للإنتشار المجدد للسلاح.
وأشار المصدر إلى أنه لم يكون هناك رفض للمعطيات، والحديث عن عودة الفلتان الأمني مبالغ فيه بعض الشيء، رغم اعترافه أن شمال الضفة وتحديداً مدينة نابلس ومخيمتها، وبنسبة أقل مدينة جنين، بدأت تشهد بعض الحالات المقلقة مثل مسيرات السلاح، كتلك التي شهدتها نابلس خلال مراسم تشييع أحد ضباط الأمن الذي قتل قبل عدة أسابيع.
وأضاف المصدر أن ثمن السلاح ارتفع بعشرات ألف الشواقل، فعلى سبيل المثال بندقية "الـ M4" والتي كان ثمنها قبل عدة أشهر 60 ألف شيكل، أصبح ثمنها اليوم 85 ألف شيكل، وقطعة "الـ M16" التي كان ثمنها 40 ألف شيكل يتراوح ثمنها في هذه الأيام بين 60- 70 ألف شيكل.
وبحسب المصدر، بدأ الكثيرون مؤخراً يشترون "بندقية الطابور" ليصل ثمنها إلى 90 ألف شيكل "وعليها طلب كبير".
وقال المصدر إن الكثير من الشبان الفلسطينيين بدأوا يشترون "بنادق الخرز"، وهي تلك البنادق التي كان يستعملها الجيش الإسرائيلي لتفريق التظاهرات، مضيفا أن بعض الخبراء يجرون بعض التعديلات عليها لتصبح "بندقية رصاص"، يتراوح ثمنها بين 28- 35 ألف شيكل.
من جهة أخرى، أوضح أن سوق المسدسات لم يتخلف هو الأخر عن هذا الارتفاع الكبير بالأسعار، فقد ارتفع ثمن "مسدس الجلوك 14" ليصل إلى 42 ألف شيكل، بعد أن كان ثمنه 22 ألف شيكل، أما "مسدس الجريكو" فقد ضاعف ثمنه ليصل إلى 36 ألف شيكل بعد أن كان ثمنه 18 ألف شيكل.
وقال المصدر الفلسطيني المطلع على سوق الأسلحة، "إن الشعور السائد هو أن الأوضاع أخذت بالتدهور، ودفع بالكثيرين إلى التفكير بالتسلح، الأمر الذي يزيد الطلب على السلاح وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع ثمنها".
وأضاف "أن الجميع يرى أن الناس بدأت تتسلح، ولا أحد يريد أن يبقى في الخلف أو أن يبقى غير محمي كما يقول البعض، والشعور بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، وتساهم هي الأخرى في حالة الصرع هذه تجاه السلاح مما يدفع بثمنها إلى الأعلى".
وبحسب المصدر، حينما يكثر السلاح تصبح الطريق أكثر إلى استعماله، فقد تتلقى الأجهزة الامنية يوميا عشرات البلاغات عن استعمال السلاح وعن سماع صوت إطلاق نار.
وعادت ظاهرة المسيرات المسلحة التي يخرج بها البعض مكشوف الوجه، وبطبيعة الحال ارتفاع نسبة الجريمة، ولكن في المحصلة كل هذا يشير إلى أن "الفلتان الأمني" وعلى الأقل في بعض المناطق، يعود وبقوة ليصبح جزء من الواقع اليومي للفلسطينيين.
وأكد المصدر الأمني الفلسطيني الذي تحدثنا إليه كل هذه المعطيات، لكنه رفض فكرة أن الفلتان الأمني يعود وأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، مشيراً الى أن المناطق التي عاد إليها السلاح "ستشهد قريبا حملة أمنية للحد من ظاهرة انتشار السلاح خارج المنظومة الأمنية الفلسطينية الرسمية".-"المصدر الإسرائيلي"