السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ذكرى وفاة ياسر عرفات والحاجة الى نتائج مقنعه!!!

نشر بتاريخ: 11/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )

الكاتب: عقل ابو قرع

تصادف في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام، ذكرى وفاة الرئيس ابوعمار، وتأتي هذه الذكرى في ظل اوضاع سياسية واقتصاديه واجتماعيه غير مستقرة، وفي ظل جمود سياسي يتمثل في تواصل الانقسام الفلسطيني وتعطل وبل تناسي أية عملية سلام، وفي ظل متغيرات عربية ودولية لم يتوقعها الكثير من الناس، وفي نفس الوقت تمر هذه الذكرى في ظل استمرار عدم الوضوح، أوفي ظل عدم توفر الاجابات المقنعة والواضحة والنهائية عن الوفاة بحد ذاتها، وبالاخص ان هذه الذكرى تأتي، في ظل تواصل تناقض تقارير او توجهات او اراء، فيما يتعلق بنتائج او بمتابعات التحقيق في اسباب الوفاة.
حيث من المعروف انه قبل فتره، كان هناك قرارا فرنسيا بأغلاق ملف التحقيق في قضية الريئس الراحل ابوعمار، او بالتحديد حول احتمال وفاتة مسموما، وما زالت هناك العديد من الاسئلة التي لم تجد الاجابة الواضحة او القاطعة عليها، ورغم الفحوصات المختلفة، سواء اكانت لعينات من رفات ابوعمار، او من متعلقاته، او من سوائل وانسجة جسمه، كان من الممكن الحصول عليها قبل او بعد وفاتة، الا انه حتى الان لم تظهر الاجابات الواضحة والنتائج التي لا تترك شكا، فيما يتعلق بوفاته، ولم تظهر نتائج نهائية ومتفق عليها، وترضي الجهات الرسمية والناس والاهم المواطن الفلسطيني الذي ما زال غير مقتنعا، وما زالت لجنة التحقيق الفلسطينية تباشرعملها، من اجل الوصول الى استخلاصات نهائيه لم تعلنها حتى الان.
ونحن نعرف انة وبالاضافه الى لجنة التحقيق الفلسطينية، كانت هناك جهات اخرى، قامت بأخذ عينات من اجل اجراء الفحوصات وبالتالي من اجل محاولة التوصل الى ادلة او الى طرف خيط، ومن ضمنها فرنسا، حيث توفي ابوعمار على الاراضي الفرنسية، وفي المستشفيات الفرنسية، وكذلك الجهات السويسرية، والجهات الروسية، وقامت هذه الجهات بنشر او بتسليم تقارير تحوي نتائج للفحوصات، وبالاخص لفحوصات الرفات من عظام ومن محتوى القبر وغير ذلك، ونحن نعرف ان الهدف الاساسي المعلن من اخذ عينات من رفات الريئس ابو عمار، كان من اجل اجراء تحاليل لامكانية وجود مواد سامة في الرفات، او فيما تبقى منه وبالاخص العظام، وبالتحديد البحث عن امكانية وجود مواد سامة مشعة، تتمثل في مادة" البولونيوم" وما ينتج عنها من متحللات او ما يصاحبها من مواد او من مخلفات.
واصبح لا يخفى على احد، انه وبعد اجراء الفحوصات المطلوبة والمتكررة، ان هناك نوعا من عدم التوافق او عدم الاتفاق أو الشكوك المتبادله بين هذه الاطراف، سواء على نتائج الفحوصات وبالتالي التقارير التي صدرت عن هذه الجهات، او على الاسباب التي ربما ادت الى وفاة ابوعمار، وبالتالي ما زالت القضية مفتوحة، ولم يتم بعد توفير الاجابة القاطعه المقنعه، على السؤال الاهم والذي يرواد المواطن الفلسطيني وغير الفلسطيني، منذ حوالي خمسةعشر عاما، الا وهو كيف توفي ابوعمار، وما السبب او الاسباب، ومن كان المسؤول عن ذلك، هذا اذا كان هناك مسؤول او مسؤوليه عن ذلك.
وما يزيد الامور غموضا وبلبلة وتعقيدا، ان معظم بل كافة الفحوصات المتعلقة بقضية الرئيس ابو عمار، قد تم اجراؤها في الخارج، اي ليس على اراض فلسطينية، او عن طريق أيادي فلسطينية، او في مختبرات فلسطينية، او في ظل القوانين والاجراءات الفلسطينية، او على الاقل بدون مشاركة جهات فلسطينية مختصة في عملية التحاليل والفحوصات واستخلاص النتائج، ومن ثم صياغة التقارير، بغض النظر عن الاسباب، سواء اكانت هذه الاسباب علمية او قانونية او غير ذلك من الاسباب.
ومع حلول الذكرى الخامسه عشرة لوفاة ابو عمار، ومع اقفال باب التحقيق الفرنسي ولو بشكل رسمي، ومع صدور تقارير متناقضة من هنا او من هناك من قبل الجهات المتدخلة او الضالعة أو المهتمه في القضية، من الواضح انه لم يتم حتى الان تقديم اجابات واضحة او مقنعة للناس، ولكن ومع مواصلة لجنة التحقيق الفلسطينية اعمالها، أو على الاقل، عدم الاعلان عن انتهاء اعمالها بشكل رسمي ونهائي ومقنع، يبقى الباب مفتوحا من اجل تقديم اجابات واضحة ومقنعة وشافية وغير معقدة، مرة وللابد، عن هذه القضية التي ما زالت تدور من بلد الى اخر ومن جهة الى اخرى، بدون تحقيق التقدم الذي كان من المؤمل تحقيقة قبل زمن طويل، وبدون اقناع المواطن البسيط العادي بنتائج وحتى لو كانت معقده فأنه قادر على فهمها والاقتناع بها أذا كانت مقنعه.