الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عرب الداخل بين الوطنية لفلسطين وسياسة اسرائيل

نشر بتاريخ: 19/11/2019 ( آخر تحديث: 19/11/2019 الساعة: 11:02 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لست هنا حاضرا لاعرف او اعرفكم على اسباب انضمام العرب في فلسطين الداخل كما يسمونها ولكن نحن نعرفها فلسطين كل فلسطين وهي محتلة، عند دخول العرب لحسبة السياسة في اسرائيل وبدأ لهم تمثيل في الكنيست، اصبح الامر فيه بحث معمق وفي تناقض اعمق وفي سياسة لا تتفق مع النهج الوطني الفلسطيني، فانت هنا لا تستطيع المحاربة لوحدك وانت لا تشكل سوى عشرين في المائة من اجمالي السكان وان كان لك ثقل مع حزب او اخر، فانك ستكون معه وهو من اقصى اليمين وحتى اقصى اليسار ضد الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية وخاصة في الوقت الراهن الذي اصبح فيه الامر بغاية الخطورة في غياب عناصر السلام واشتداد الضغط على الحقوق الفلسطينية وبالتالي فانك ربما تكون قد وقعت في اصعب المعارك.
اليوم، وقع العرب في الكنسيت باصعب معركة سياساية فهم يريدون دخول التاريخ باسقاط اكبر مجرمي الحرب الصهاينة وهم المخضرمين وبالتالي منعه من الاستمرار في حكم الكيان وهو نتنياهو الذي صار يشكل خطرا حقيقيا لم يسبق له مثيل على الحقوق العربية والفلسطينية واسقاطه مشروع وطني، ولكن هل لو اتى الغير من اليسار يمكن ان يكون رحيم بغزة او ان يعيد القدس والحقوق الفلسطينية؟ كلا، لن يكون هذا الامر موجود بل سيكون الامر اشبه بقلب العملة على الوجه الاخر، وانك لا ترى وجهها الاخر فهو ما يزال على نفس جسدها دون تغيير وهو امر في غاية التعقيد، ولا يمكن قبوله لانها ستبقى عملة غير مرغوب فيها.
ان تشكيل الحكومة الصهيونية في ظل دعم الجميع لحرب ضد غزة وتاييد اجراءات ترامب في ضم القدس وتصعيد الوضع ضد الفلسطينيين، سيكون انتحار سياسي، ربما المفارقة فيه تكون اقل الخسائر لان اسرائيل جسد مليء بالكره للفلسطينيين والحرب مستمرة بين الشعب المحتل ودولة الاحتلال وما تزال الثورة قائمة وعناصرها متوفرة، فهي مسالة اخلاقية ووطنية قبل ان تكون غير هذا وهذا وخلال اشهر او سنوات قليلة سيكتشف العرب في الداخل ان الامر صار مفارقة وقطيعة نهاية ليس بعدها ولا قبلها وانما ستكون حل مجدي ومنطقي فقط. والامر القائم صعب وفي غاية الانهزام النفسي وخيانة وطنية ان لم تكن في ظلال مشروعية وطنية واستراتيجية يجمع عليها العرب والفلسطينيون في كل مكان. ذلك ان الاحزاب الصهيونية تدين بالولاء لاسرائيل فقط وتحارب الفلسطينيين وتسرق ارضهم والعرب ليس لهم سوى الولاء لفلسطين والمطالبة بحقوقها التاريخية وشتان بين هذا وهذا كما بين السماء والارض.