السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

استغلال حتى الوريد لعمال الاعشاب الطبية في مستوطنات غور الاردن

نشر بتاريخ: 06/09/2009 ( آخر تحديث: 06/09/2009 الساعة: 12:41 )
بيت لحم- معا- خلال لقاء مع عمال قرية عين البيضا الفلسطينية، الواقعة شرقي طوباس، والبالغ عدد سكانها 12 الف نسمة، تبين ان عمال القرية العاملين في المستوطنات الزراعية الاسرائيلية في غور الاردن يتعرضون لانتهاكات في حقوقهم وخاصة في الاجر والسلامة في العمل.

عمال باجرة زهيدة وارباح طائلة من التصدير للخارج

واستمع ممثلو اتحاد نقابات عمال فلسطين في محافظة طوباس وجمعية عنوان للعامل الذين حضروا اللقاء الى ظروف عملهم حيث تبين بأنه يعمل حوالي 70 عاملا فلسطينيا من القرية في المستوطنات الإسرائيلية المجاورة مثل مخولة وشدموت مخولة.

الاغلبية الساحقة يعملون من خلال مقاولين فلسطينيين، ودون الحصول على اثبات عمل مثل قسيمة الراتب ولا أي نوع من أنواع الحقوق الاجتماعية، اضافة الى ان اجرهم اقل من الحد الادنى للاجور فهم يحصلون ما بين 65 شيقلا إلى 90 شيقلا مقابل يوم عمل يمتد من السادسة صباحا وحتى الخامسة مساء أي ما يقارب 11 ساعة عمل.

ورغم أن قانون الحد الأدنى للأجر يلزم صاحب العمل بأن يدفع للعامل على الأقل 21 شيقلا مقابل ساعة العمل العادية، الا ان المشغلين الاسرائيليين يتنصلون من المسؤولية من تطبيق قانون العمل الاسرائيلي على عمالهم الفلسطينيين، وبهذه الطريقة يتم الاستفادة من الايدي العاملة الرخيصة الفلسطينية، في ظل عدم وجود رقابة للسلطات الاسرائيلية على قوانين العمل في المستوطنات.

وحسب المعطيات في مستوطنات غور الاردن فان ما بين 70% الى 100% من منتجاتهم تصدر الى الخارج، وخاصة دول اوروبا ومن هذه المنتجات الاعشاب الطبية، والتمر، والفلفل، والبندورة وغيرها.

وبهذه الطريقة يربح المشغلون مرتين: اولا من دفع اجور زهيدة لعمالهم، وثانيا من الارباح التي يجنوها من التصدير. ويعمل عمال قرية عين البيضا في الأعشاب الطبية والنخيل، ويشتكون من عدم توفر وسائل الحماية والوقاية في العمل.

وعلى الرغم من ان عمال الاعشاب الطبية لا يتعرضون لاصابات العمل الا ان الناظر اليهم يلاحظ التعب والارهاق نتيجة للوقوف المتواصل واستنشاق كميات كبيرة من المبيدات التي ترش على هذا النوع من المنتجات.

ويقول بعض العمال انهم يحصلون على كمامات خفيفة لا تقلل من استنشاقهم للمواد السامة. ويعاني العمال من امراض صدرية، حساسية في الجلد، مشاكل في الظهر نتيجة لعملهم وقوفا.

خطر التسمم، الحاجة الى فحوصات طبية ومؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلي لا ترد

ونصح رائد ابو يوسف، مستشار السلامة المهنية في جمعية عنوان للعامل العمال محاولة البقاء في جو رطب داخل البيوت البلاستيكية وخصوصا في شهر رمضان، حيث يكون العمال صائمون، وتفقد اجسامهم الكثير من السوائل.

واضاف ابو يوسف ان المبيدات الزراعية لا تنتقل فقط عن طريق الاستنشاق ولكن أيضا عن طريق الجلد، وبهذا فان خطر اصابة العمال بالتسمم على المدى البعيد امر وارد.

ونصح ابو يوسف العمال بالتوجه الى مراكز الفحص الطبية من خلال وزارة الصحة الفلسطينية من اجل الكشف المبكر عن امراض المهنة.

وفي هذا السياق يشار الى ان مؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلي ملزمة حسب القانون بمتابعة اصابات العمل للعمال الفلسطينيين في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، الا ان هذا الحق الفلسطيني يبقى حبرا على ورق في ظل سياسة المؤسسة والتي تعتمد على عدم الوضوح في كيفية الاستفادة عمليا من هذا الحق.

وفي الشهر الماضي قامت جمعية عنوان للعامل، وهي جمعية إسرائيلية حقوقية عمالية، بمراسلة مؤسسة التامين الوطني بخصوص عمال المستوطنات الا انها لم تحصل على رد حتى الان.

المقاولون مرة اخرى

وكشف اللقاء العمالي عن تفرق عمال المستوطنات الزراعية بسبب وجود المقاولين الفلسطينيين الذين يتبعون سياسة فرّق تسد، وسهولة استبدال العمال بآخرين في حالة مطالبته.