الخميس: 21/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هالة دياب - أول كاتبة عربية تتناول موضوع الارهاب في الدراما

نشر بتاريخ: 13/05/2011 ( آخر تحديث: 14/05/2011 الساعة: 20:25 )
مؤلفة "ما ملكت ايمانكم "و"الحور العين"تتحدث للزميل عبد الرؤوف ارنائوط في باريس :انتظروني في "شيفون"

باريس-من عبد الرؤوف ارناؤوط
"عندما كتبت (ما ملكت ايمانكم) و أنجزته كنت أتوقع الصدى الاعلامي الذي سيرافق عرضه.. و لكن الذي لم اتوقعه هو الهجوم اللاموضوعي الذي واجهه المسلسل حتى قبل عرضه،فلقد تم اتهام المسلسل بأنه يزدري الاسلام وبأنه اقتباس من الثقافة الغربية و اتهمت بالنمطية "قالت د.هاله دياب كاتبة مسلسل "ما ملكت ايمانكم"في حديث ل"الأيام" غير انها اضافت"اعتقد ان الجدل الذي اثاره المسلسل برهن وصول الرسالة التي اريد ايصالها "لنتحرر من الخوف" فأول خطوات الحرية هي التحدث عن الاشياء التي تخيفنا و التي تحبسنا".
واكدت على ان "الهدف من استخدامي و اختياري لتعبير (ما ملكت) المأخوذة من سورة النساء ليس تحديا للمعنى الديني لهذه العبارة بل بالأحرى للترميز لحال النساء في الشرق الأوسط والضغوط التي تمارس عليهن وتشكل بالتالي هويتهن وعلاقتهن مع أنفسهن ومع من حولهن"وقالت"سميت المسلسل ما ملكت لاعتقادي الشديد أن القرآن الكريم هو من أجمل وأغنى الكتب السماوية والكتب أجمع بما يحمله من مفردات مجازية تلخص التجربة الانسانية أجمع و أنا أرى القرأن الكريم نهج حياتي و فلسفي يجب الاستناد اليه في حياتنا و في تجربتنا الحياتية".
وتشير دياب الى ان "أنا كنت أول كاتبة عربية تتناول موضوع الارهاب في الدراما "وتقول في اشارة الى مسلسل (الحور العين)"لقد اعتمد النص على قصص واقعية سقطت ضحية في التفجير و اعتمدت على البحث فكان أقرب الى تسجيل واقعة حدثت بشكل درامي منه الى دراما مرئية".
وتطمح دياب "لاعادة قراءة هوية المرأة نفسها و كيف يتم طرحها في المجتمع العربي" ولكنها تقول"أنا أواجه الكثير من الهجوم......ربما كوني امرأة يزيد من الهجوم علي....ونحن اعتدنا في مجتماعتنا العربية ان نسكت المراة و نحاربها بمفهوم الحرام و العيب ...و لكن الهجوم علي يزيدني ثقة أنما أكتب ناجح و له وقع و سيقوم بالتغيير".
|129472|

وفيما يلي نص الحديث مع د.هالة دياب الذي جرى جزء منه في باريس والجزء الاخر عبر البريد الالكتروني:
الأيام:في البداية هل لك ان تعرفينا بنفسك؟
دياب:انا حاصلة على دكتوراة في الدراما "الأقليات و التهميش في دراما تينسي وليامز"،أنا بالأساس قد درست الدراما في جامعة ليستر في بريطانيا ،وحاصلة على شهادة الماجستير في النوع و دراسات المرأة من بريطانيا و تغطي انجازاتي مجالات واسعة تتراوح بين التأليف وكتابة السيناريو للأعمال الدرامية التلفزيونية و الاستشارات الاعلامية و اعداد و كتابة الأفلام الوثائقية .
كما عملت مذيعة و مقدمة برنامجيين تلفزيونين يتناول قضايا المرأة في الشرق الأوسط على قناة روتانا سينما الفضائية في الفترة ما بين 2006-2007 مع د.هالة سرحان التي دربتني امام الكاميرا،و عملت كمنتجة تنفيذية لبعض الأفلام الوثائقية التلفزيونية و السينمائية في الشرق الأوسط و في بريطانيا و لي خبرة واسعة في الكتابة و التحرير والتدريس الأكاديمي و لي حضور في مجال البحث العلمي في بريطانيا حيث قدمت أبحاث في مجال الثقافة و الأدب الحديث و موضوع الأقليات في أكثر من عشرين مؤتمرا أكاديميا على مستوى العالم.
و لقد تم نشر رسالة الدكتوراة في المكتبة البريطانية في بريطانيا و مجمع نيو اولينز التاريخي و مركز الأرشيفات للبحث العلمي في جامعة ليستر في بريطانيا،وتم اختياري في قائمة المرأة الحديدية في مجلة الاقتصادي كأحد النساء الأكثر تأثيرا في سورية.
في العام 2005 انجزت"الحور العين" ككاتبة ومن ثم انجزت "يقتلون الياسمين"والذي تناول تفجيرات لندن ومشاكل المسلمين في بريطانيا بعد التفجيرات وبعد قانون الارهاب 2000 الذي شرع القاء القبض على أي مسلم في بريطانيا اذا ما حامت الشكوك حوله، ثم انجزت الفيلم الوثائق"سوا يا شباب"ثم مسلسل"ما ملكت ايمانكم"ككاتبة.
الان انا املك شركة انتاج في بريطانيا وهي شركة صغيرة اعمل فيها مع اخصائيين بريطانيين نعمل على انتاج وثائقيات معظمها عن الالتحام والتعايش البريطاني العربي والمسلمين والشباب العربي وبعض البرامج عن الشرق الاوسط.
والان لدي برنامج تلفزيوني على شكل وثائقي اسمه "فتنة"يتناول وضع الشباب العربي ضمن الثورات التي تحدث.
والدي في الاصل هو من اللد وعاش في سوريا ووالدتي لبنانية اما انا فقد ولدت في ليبيا بسبب عمل الوالد وعشت في سوريا ولبنان وباريس والان انا اقيم في لندن منذ العام 2000.
الأيام:من اين جاء اسم ما ملكت ايمانكم؟
دياب:عنوان المسلسل يحمل رمزا مجازيا لنظرية الإماء والجواري التي تعيشها المرأة و الانسان العربي مجازيا في الشرق الأوسط في كنف الضغوط الاجتماعية والدينية والسياسية والعولمة والحرب والفساد الاجتماعي وصراع القوة. نظرية الخوف.....هي التي دفعتني للفكرة...نحن نعيش في قوقعة الخوف في مجتمعنا العربي....و هذا ما يجعلنا اماء وجواري....نحن نخاف من كل شيء لا نستطيع تغييره....نخاف من السياسة و من الدين و من الجار و من المجتمع و من الزوج و من الأب حتى من الحب و من الرغبة و من الجنس نخاف ...و نخاف أيضا من الحلم.... الخوف من أن نتحدث عن أي شيء و ربما ان نحلم بأي شيء....و "ما ملكت" هو مسلسل يعكس نظرية الخوف هذه ....هذه النظرية جعلت من أبطاله اماء و جواري...
سر اختياري للاسم : والهدف من استخدامي و اختياري لتعبير 'ما ملكت' المأخوذة من سورة النساء ليس تحديا للمعنى الديني لهذه العبارة بل بالأحرى للترميز لحال النساء في الشرق الأوسط والضغوط التي تمارس عليهن وتشكل بالتالي هويتهن وعلاقتهن مع أنفسهن ومع من حولهن.
وسميت المسلسل ما ملكت لاعتقادي الشديد أن القرآن الكريم هو من أجمل وأغنى الكتب السماوية والكتب أجمع بما يحمله من مفردات مجازية تلخص التجربة الانسانية أجمع و أنا أرى القرأن الكريم نهج حياتي و فلسفي يجب الاستناد اليه في حياتنا و في تجربتنا الحياتية.
الرسالة نقلت للمشاهد العربي من خلال عكس هذه الشخصيات المكسرة و الهشة و المريضة و الفاسدة التي خلفها التخلف و الفساد الاجتماعي و الاخلاقي و التطرف الفكري و شهوة القوة و ابتزاز الضعيف و الفقراء و لابد من التغيير و الا مجتمعنا سيتحول من سيء الى أسوء..... ما ملكت هو محاولة للتحرر من الخوف الذي جعل هذه الشخصيات كجواري ....و أول خطوة للتحرر من الخوف هو التحدث عن الاشياء التي تخيفنا.....و مواجهتها....
. و المسلسل هو رؤية درامية للوضع في الشرق الأوسط الحديث يرصد بشكل درامي الأحداث و التحديات المعاصرة، ومعاناة المواطن العربي وخاصة الفئة المتوسطة التي تمثل الموازنة بين الجسد والعقل ويهدف المسلسل إلى إثارة وعي المشاهد العربي على رؤية هذه الفئة والنظر من قرب إلى الأحداث التي تسيطر على المواطن العربي في الوقت الحاضر، المسلسل هو محاولة درامية لكشف حقائق من خلال حكايا الشخصيات الأنثوية الأساسية، تهدف للتغيير وجهة نظر المشاهد والمواطن العربي لرؤيته لنفسه و لهويته وللوضع الراهن للشرق الأوسط.
جمعت قصص المسلسل لأكثر من ثلاث سنوات....و للكتابة طقوس عندي....ربما لأنني لست كاتبة هاوية فقط بل كاتبة محترفة....درست الدراما و السينما و السيناريو خلال دراستي الجامعية و في مرحلتي الدكتوراة و الماجستير ....فأقوم بالكتابة على مراحل.... بدأت بوضع الخطوط العريضة للمسلسل و بدأت الشخصيات التي أقابلها تغني محور الشخصيات التي يتحدث عنها المسلسل اليوم أسأل نفسي لماذا استغرق المسلسل كل هذا الوقت ليخرج الى النور.... فقد عاش "ما ملكت " معي خلال سنوات عديدة ربما سبب ترددي في انتاجه هو أنني كنت أخاف أيضا..... .... و كنت كاتبة جبانة الى نوع ما ....و يبدو انني كنت أنتظر الوقت لانضج فنيا و دراميا قبل طرحه للعالم العربي.....الان لا أقول تماما أنني امرأة و كاتبة حرة من الخوف...مازال الخوف حالة هاربة الى زوايا فكري....و لكن الحياة أكسبتني ثقة و قوة ساعدتني في اتخاذ القرار أن يخرج ما ملكت الى النور و أشارك به الناس....و الان ما ملكت لم يعد من حقي فقط بل أصبح من حق الناس أيضا.....
توقعت الصدى الاعلامي الكبير ولم اتوقع الهجوم
الأيام:لقد اثار المسلسل ردود فعل متفاوتة في العالم العربي ، ربما الكثير منها كان مهاجم ،كيف تعاملت مع ردود الفعل هذه؟
دياب:لا اخفي القول أنني عندما كتبت ما ملكت ايمانكم و أنجزته كنت أتوقع الصدى الاعلامي الذي سيرافق عرضه....و لكن الذي لم اتوقعه هو الهجوم اللاموضوعي الذي واجهه المسلسل حتى قبل عرضه....فلقد تم اتهام المسلسل بأنه يزدري الاسلام وبأنه اقتباس من الثقافة الغربية و اتهمت بالنمطية ويبدو أن كثير من الصحف العربية تتداول ما كتب من قبل الأوراق الصفراء ضدي و ضد المسلسل ..... لكن في معظم لقاءاتي كنت حريصة أن أبين للمشاهد والقارئ العربي بعض النقاط و المحاور التي تخص المسلسل ليس من باب الدفاع ولكن من باب التوضيح لبعض نقاط سيء فهمها و استخدامها لأنني أؤمن بنظرية الحوار كأداة للتغيير و محرك لتجاوز الاختلافات و الصراعات الفكرية و الاجتماعية.
اعتقد ان الجدل الذي اثاره المسلسل برهن وصول الرسالة التي اريد ايصالها "لنتحرر من الخوف" فأول خطوات الحرية هي التحدث عن الاشياء التي تخيفنا و التي تحبسنا.... و انا يسعدني الرأي المؤيد و الرأي المعارض و لكن الذي يزعجني هو النقد الهجومي و الغير معتمد على نقد موضوعي و بناء....هناك اشخاص بدل ان تنقد العمل تنقد الكاتبة و تهاجم حياتها الخاصة و هذا ليس نقد ....انا أتمنى ان نستطيع في المستقبل بدل أن ننتقد شخصا بمهاجمته ان ننقده بشكل ايجابي و بناء من خلال كتابة ما يدعى "كاونتر دراما" يعني دراما تنقد دراما أخرى ....النقد البناء هو الذي سيجعلنا شعب متقدم و حر ... نحن لا نستطيع ان نصنع مستقبل و وطن متحرر و ديمقراطي و نحن لا نحترم الاخر و نحن نهاجم انتاجاتنا الدرامية .....النقد البناء و الموضوعي و المنطقي هو الذي سيجعلنا شعب متحرر و متقدم و ليس الصحافة الصفراء و القيل و القال و النقد الهجومي الرخيص..... و لكن و رغم تباين الاراء بين مؤيد و معارض فأنا أقبل بالرأيين لأنني أؤمن بالحرية الفكرية و أؤمن أنني يجب أن أقبل الرأي المؤيد و الرأي المعارض.
لست عالمة دين وقد استعنت بأكثر من مصدر ديني
الأيام:هل استعنت بشخصية دينية مثلا من اجل التأكد من معلومات معينة لها علاقة بالقرآن والسنة خاصة وان عبارة "ما ملكت ايمانكم" مأخوذة من سورة النساء؟
دياب:طبعا كان هناك أكثر من مصدر ديني في الشريعة و الفقه و الدراسات الاسلامية فأنا لست عالمة دين و كان لابد لي الرجوع الى مصادر دينية معتمدة على الحجة و الأسس لمساعدتي في مناقشة الأمر بشكل مقنع و على أسس علمية.
ولكن أنا سميت المسلسل "ما ملكت" قبل أن يتم الرجوع الى المصادر الدينية ....و المسلسل ليس عمل ديني ....المسلسل عمل و رؤية اجتماعية.
انا اول كاتبة عربية تتناول الارهاب
الأيام:فيما يتعلق بمسلسل الحور العين ، من اين جاءت الفكرة؟
دياب:الحور العين هو أول عمل لي كتبته في 2005.....و كنت في تلك الفترة مازلت أدرس الدكتوراة في بريطانيا و كان لي عمل مع أحد المحطات في بريطانيا على فيلم وثائقي عن الالتحام الديني و التعايش الاجتماعي في بريطانيا وكنت أعمل بحث له علاقة في رسالة الدكتوراة عن الأقليات و التطرف الديني . و كنت أريد أن أكتب عمل درامي يتناول موضوع الارهاب لأن التطرف و الارهاب هو من أهم المشاكل التي نعاني منها و خاصة بعد تفجيرات سبتمبر و اعتمدت الفكرة على قصة واقعية و هي تفجيرات المحيا في السعودية. و أنا كنت أول كاتبة عربية تتناول موضوع الارهاب في الدراما . لقد اعتمد النص على قصص واقعية سقطت ضحية في التفجير و اعتمدت على البحث فكان أقرب الى تسجيل واقعة حدثت بشكل درامي منه الى دراما مرئية.
الأيام:هل تعتقدين ان الرسالة التي اردتيها من العمل قد وصلت حقا الى الناس؟
دياب:اعتقد ان الحور العين كسر حاجز الخوف من تناول موضوع الارهاب في الدراما العربية و معالجتها. التطرف الديني و الفكري هو من أخطر المشاكل التي تواجه مجتمعنا العربي و موت بن لادن لا يعني ان هذا الفكر قد دفن معه.
لنرى بموت بن لادن نقطة تحول
الأيام:كيف تردين على الاتهامات بأن العمل مسيء للاسلام والعرب وهي اتهامات تكررت كثيرا؟
دياب:للأسف اعتدنا في المجتمع العربي محاربة الابداع و الفكر و النهج الحر اما بالتشكيك بمصداقيته و بابداعه أو مهاجمته على أسس أنه يهاجم الدين أو يهاجم الهوية الوطنية. الإسلام ليس دين ارهاب و ليس دين تطرف و لكننا ننسى ما ذكر في كتاب الله الكريم " من قتل نفسا بغير حق أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"
و لأن بعض الفئات تستخدم و تستثمر الدين لأجنداتها السياسية فمن مصلحتها ان لا يتم تناول مواضيع جدلية مثل التي طرحتها في الحور العين و ما ملكت لأن الفكر الذي أقدمه يثير الفكر و يثير الأسئلة عن ماهية مسلمات و أشياء تم ترويجها لاستغلال الدين .
لأكثر من عشر سنين و اهتمام العالم و مصادره و طاقاته كانت رهينة لايدولوجية الارهاب الفاشية التي لم تقدم أي نفع أو أمل للعالم العربي و الاسلامي سوى انها شوهت الكثير من الحقائق عن الاسلام و المسلمين و زجت المسلمين و العالم في دائرة مفرغة من العنف المرير و القتل و المعاناة.
و بينما العالم العربي شغل في مكافحة الارهاب و المعاناة من التطرف تدهورت مجتمعاتنا العربية في حل مشكلاتها و تحدياتها الحقيقية مثل حقوق المرأة و التعليم و الفقر ...هذه المجالات همشت و لم تولى أهمية لأننا مشغولون بالقفز بين حواف التطرف. و التطرف معدي كايدلوجية و يكبر تدريجيا و يتحول من تطرف ديني الى تطرف فكري و اجتماعي . و الارهاب سوغ "التطرف"
الاعلام المرئي مسؤول عن التحدث عن الانعكسات السلبية التي يولدها التطرف و الارهاب على مجتمعنا و التي أدت مع الوقت الى شل التطور الفكري و الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية. و التي سوغت العنف فأمسى العنف مبرر بحجة محاربة الارهاب و التطرف و كأن ايدلوجية التطرف انتقلت الى حلل جديدة في مجال التطرف الاجتماعي و التطرف الفكري .يجب أن ندرك أن هذه الافكار الرجعية التي زرعها التطرف يجب ان تحارب حتى نستطيع ان نتقدم في مجتمعاتنا. و هذه أحد وظائف الإعلام المرئي.
لنرى بموت بن لادن نقطة تحول من عصور الظلام و الجاهلي الفكرية و لنبدأ بالاهتمام ببناء مجتمعاتنا لجيل الأطفال و الشباب الجديد
وجودي في الغرب منذ أكثر من عشر سنين و شهدت تفجيرات 7 /7 في لندن و كنت قريبة للحدث الامر الذي جعلني أكتب و يقتلون الياسمين .
يقتلون الياسمين
الأيام:هل تحدثينا عن يقتلون الياسمين؟
دياب:كتبت و يقتلون الياسمين بعد تفجيرات 7/7 في لندن و معاناة المسلمين بعد الحدث الإرهابي. لقد أمسى من الصعب أن تكون مسلما في الغرب بسبب التشوهات التي حدثت للاسلام و المسلمين. و الذي دفع ثمن هذه التفجيرات هو المسلمين الذين عانوا في الغرب حيث تحت قانون من مادة 2000 كان من الممكن القبض على أي مسلم يشتبه به و تمديد فترة حبسه خلال تلك الفترة.
العمل صور في لندن و كان في اللغتين العربية و الانجليزية و تروي معاناة عائلة عربية الأصل بريطانية مسلمة بعد الإنفجارات التي حدثت في لندن في السابع من يوليو. كما شارك فيها ممثلون بريطانيون و عرب.
و طرحت القضايا الجوهرية التي يعاني منها المواطن العربي في المجتمعات العربية و التي تدفعه للهروب للغرب ليجد نفسه يعيش تناقضات يصعب عليه مواجهتها. و من خلال شخصية ياسين الاخ الأكبر القيت الضوء على نتائج التطرف و الارهاب على المسلمين في الغرب.
الأيام:البعض يتهمك بمحاولة ابراز الوجه السلبي للمجتمع العربي؟البعض الاخر اتهمك ايضا بنقد الذكورية في العالم العربي وتركيزك على ضعف الانثى؟
دياب :بممارستنا المتزمة و المتطرفة نمارس الظلم على الانسان و هذا ضد الدين ....الوجه السلبي للمجتمع هو المسيطر في ما ملكت: ما ملكت لا تركز على السلبيات لمجرد التركيز على هذه السلبيات فقط بل لتصور الأثر المدمر لهذه السلبيات على الانسان و أن الضغط الشديد الذي يمارس على الفرد العربي و المرأة العربية سيقود الى خلق جيل غير سوي و غير صحي و مريض و هش ..... و نحن نتعدى على حرية الاخرين بما نقوم به من ضغوط عليهم و هذا ما يركز عليه ما ملكت .....فحرية ليلى يتم الاعتداء عليها من قبل أخيها و الانسة هاجر ووالدتها و هذا الذي يزيد من حدة الصراع الداخلي الذي تعيشه.
محور التطرف و الارهاب هو من أهم السلبيات التي يركز عليها المسلسل لأن التطرف يفتك بالمجتمع العربي و يؤثر على صورته عالميا و من خلال شخصية توفيق.... و هي من أكثر الشخصيات الذكورية القبيحة في المسلسل عكست الرجل الشرقي الذي يستغل الدين لاضطهاد المرأة و مصادرة حقوقها التي وهبها لها الله.......و هي يستتر تحت عباءة الدين و يسيء للاسلام... أنا أريد أن أقول أن هذه العينات من الاشخاص تؤذي الاسلام و تشوه حقيقته...و هي شخصيات غير سوية ....فتوفيق يلتحق بالجماعة الارهابية كنوع من الهروب و محاولة لتطهير نفسه من الذنب الذي يصاحبه بسبب علاقته الغير شرعية مع ديمة يعيش توفيق حالة من التناقض حيث أنه يحلل لنفسه ما يحرمه على أخته ليلى، ومن خلال ليلى يعبر توفيق عن هذا التناقض الذي يشكل عقدة عنده بين الجسد ورغباته وبين البيئة الدينية التي يعيش بها، ونجد توفيق في أكثر من موقف يتعدى على ليلى بالضرب على جسدها و فعل الضرب هو رمزي من خلاله ينفث توفيق حالة الغضب من نفسه و يسقطها على ليلى للتعبير عن معاقبته لنفسه وروحه باستخدام أخته لوسيلة للتعبير عن ذلك لتطهير نفسه وتحريرها، و وبالتحاق توفيق بالجماعة المتطرفة يجد من خلال مفهوم الجهاد طريقة لتطهير جسده من الأخطاء التي قام بها ولم يستطع أن يواجهها أو أن يتحدث بها لأحد بسبب بيئته الاجتماعية المحافظة.....
و ما ملكت يوضح ان هؤلاء المتطرفون يسيؤون للدين الاسلامي و لثوابت الاسلام الصحيح فالاسلام قائم على الحوار والتفاهم كالسبيل الحضاري لحل مشكلات العالم و أن الجنوح الى القوة و الارهاب و العنف لن تحقق للعالم السلام و الاستقرارو من خلال عكس محور التطرف في ما ملكت أنادي بضرورة حشد امكانيات الاعلام العربي من أجل الدفاع عن الاسلام دينا و ثقافة و حضارة و درء الشبهات الباطلة عنه و ابراز قيمه الانسانية التي ليس لها علاقة بالتطرف و التعصب المذهبي و العنف.
أنا أواجه الكثير من الهجوم
انا لا اريد المجتمع العربي ان يتحول الى صورة من المجتمع الغربي....لان الشرق الاوسط جميل بأصالته و عاداته و عروبته ...وارثه الحضاري و لكن اريد ان لا يصبح المكان اهم من الناس وان نضطهد الانسان لنضمن استمرارية المكان.....يجب ان نستثمر بالانسان و بالجيل الجديد و نؤمن به و نقوي قدراته و نعامل المرأة باحترام و نحترم عقلها و نعمل على تثقيفها و لا ننظر لها كجسد فقط للمتعة أو لترويج مسحوق تجميل أو لبيع البوم اغاني و شريط فيديو... انا اطمح لاعادة قراءة هوية المرأة نفسها و كيف يتم طرحها في المجتمع العربي.....أنا أواجه الكثير من الهجوم......ربما كوني امرأة يزيد من الهجوم علي....ونحن اعتدنا في مجتماعتنا العربية ان نسكت المراة و نحاربها بمفهوم الحرام و العيب ...و لكن الهجوم علي يزيدني ثقة أنما أكتب ناجح و له وقع و سيقوم بالتغيير.
أعمل مع نجدة أنزور منذ 2005
الأيام:كيف تختارين المخرجين لهذه المسلسلات وكيف وجدت هذه المسلسلات طريقها الى المحطات العربية الكبرى؟
دياب:انا أعمل مع نجدة أنزور منذ 2005 و التقيت به في لندن و بدأ التعاون بيننا . أن لا أعمل مع أي مخرج الا اذا كان يتفهم فكري و له نفس الفكر الحر الابداعي . و لهذا السبب أتعاون مع نجدة انزور لانه يحترم نصي و يحترم فكري الذي أقدمه على الورق. و تعاونا بأكثر من عمل التي كانت ناجحة و أصبح من السهل تسويق العمل بين المحطات العربية لأننا خلقنا سمعة جيدة و تاريخ ناجح في الاعمال الدرامية التي قمنا بها.
شيفون هو عملي القادم
الأيام:هل من عمل جديد لشهر رمضان المقبل ربما يأخذ بعين الاعتبار التحولات في العالم العربي؟وبالحديث عن العلاقة بين الدين والسياسة هل ما زال موقفك على ما هو في ظل هذه التحولات؟
دياب:شيفون هو عملي القادم ..شباب شيفون هاجروا من محيطهم و عائلاتهم الى أنفسهم يحملون همومهم و أمراضهم و أحلامهم .....شيفون رؤية شبابية معاصرة لما يجري في نفوس و عقل المراهقين للمحاولة التحدث بصوتهم و التقرب منهم و محاوتهم بلغتهم....نحن نكبر بغتة عن أهلنا يعتقد بعض الأهل أن أولادهم طوال وجودهم في غرفهم "قوم فوت على أوضتك" أنهم بخير و لكن شبابنا يكبر فجأة و بغتة حتى لا يميزه أهله أنه هو
انا احاول عندما أكتب شيفون أن أتذكر كيف كنت أنا كمراهقة أفكر .... و أتحدث لأكون أقرب الى عالم المراهقين.......لا تستطيع ان تفصل نفسك عن الشخصيات يجب ان تعيش الشخصية و احاسيسها حتى تصبح حية على الورق .......
كلمة شيفون تعني القماش الرقيق و الهش الذي من الممكن رؤية ما خفي من خلاله و استخدامه كعنوان لأنه يرمز لهشاشة و شفافية المراهقين و الشباب الذي يتحدث عنهم المسلسل كفئة عمرية و إنسانية من الممكن اجتياحها و انتهاكها من قبل محيطها لهشاشتها. و ايضا للترميز الى اننا سنخترق في المسلسل قضايا كثيرة و نعالجها تخص هذه الفئة و أسوة بالشفافية التي يوحي قماش الشيفون للترميز أن افي المسلسل كل شيء مكشوف للعيان.
المسلسل يهدف إلى دراسة و تناول مشاكل المراهقين و الشباب العربي و دراسة أوضاعهم والوقوف عند همومهم وطموحاتهم من خلال شخصيات درامية ، و الحث على تطوير إستراتيجية مستقبلية تتبنى الوقوف على مشاكل المراهقين و مساعدتهم في تشكيل هويتهم و إعدادهم تربويا وتوعويا للانتقال من مرحلة المراهقة إلى الشباب. و العمل على تأهيلهم نفسيا و جنسيا و ثقافيا و اجتماعيا و تطوير مهاراتهم و تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيلهم ليكونوا أكثر فعالية في مجتمعاتهم.
شيفون يدعو الى الاهتمام بإمكانيات المراهقين و الشباب و عدم تهميشهم لان تهميشهم سيقودهم الى دفعهم الى حدود التطرف الفكري و الاخلاقي ....في المسلسل تعرية كاملة لواقع عالم المراهقين السفلي الذي يخبئون فيه جملة أزمات و مشاكل متعلقة في سؤال الهوية و الانتماء إلى المجتمع. و سيتم كشف النقاب عن وهم الحرية و التحرر الذي يعيشه بعض من هذه الفئة العمرية . و سيوضح المسلسل إن هذا العالم هو فضاء حريتهم الذي من خلاله يصنعون معايير جديدة للحرية و يشكلون ملامح هويتهم و يمارسون الأشياء التي لا يستطيعون القيام بها في العلن ضمن منظومات الأسرة و المجتمع و المدرسة. و في ضوء ذلك سيلقي المسلسل الضوء على ثيمة مخاطر عدم الاستثمار في الإنسان و خاصة المراهقين و بناء المواطن في مجتمعاتنا العربية و الانهماك في الاستثمار في المكان وبذل كل شيء لبناء السلطة وتعمير المكان دون تعمير الإنسان بل حتى المكان بقي على خرابه ، و العمل يوضح أيضا ضرورة محاربة العبثية ومحاربة الجهل وثقافة العيب المتوارثة بدون السؤال عن ماهيتها و مساهمة هذه الثقافة في انسداد الأفق. وسيعالج المسلسل قضايا الشباب المراهقين المسكوت عنها إيمانا أنه لا يمكننا الهروب من مشاكل واقعنا و الأمور تزداد سوءا.
و سيرصد المسلسل حالة الفوضى و التمزق والخوف المعطل الذي أصاب جيل المراهقين العرب و حالة الخيبة و اليأس لديهم لغياب الأيقونات العربية التي يمكن الاحتذاء بها. والمسلسل يرصد أيضا مخلفات التوتر السياسي الذي يعيشه الشرق الأوسط من حرب العراق و فشل السياسين في حل قضية فلسطين و الحرب في أفغانستان و حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة العربية و ما تركه كل ذلك من اثأر وتغيير في القيم الاجتماعية و في حال المجتمع العربي و الشرخ النفسي لدى المواطن العربي وفقدانه الأمل بكل شيء بدءا من الزعماء والقوات الأجنبية المحررة الأحزاب الجديدة على العمل السياسي والمتناحرة فيما بينها على غنائم السلطة ، مما ولد لدى الجيل الثالث حالة من اللامبالاة والقرف والعزوف عن العمل السياسي والشأن العام لأنه ببساطة فقد الأمل من خلال متابعته لفشل الجيل الذي سبقه في أي تغيير نحو الأفضل وبات يدرك انه يعيش زمن غياب كل شيء وأن سيره المتعب نحو الجنة المفقودة قد يطول فأثر الهجرة من وطنه إلى نفسه يخلق فيها فضاء أكثر حرية و أكثر خصوصية و عالم من اللاوعي يشاركه به من يعيش تجربة عدم الانتماء للوطن و الأرض و العائلة.
الأيام:كيف تتعايشين مع حقيقة ان الشهرة تذهب عادة لمخرج العمل وليس لكاتبه؟
دياب:لأن ثقافة الكاتب غير شائعة في المجتمع العربي كثقافة المخرج فالمشاهد يرى الممثل على الشاشة و ينسى أن وراء ما يقوله الممثل هو انعكاس لفكر الورق و الكاتب . نعم أوافقك انه يهضم حق الكاتب احيانا.
و لكن التكريم الذي نلته من قبل رئيس دولة فلسطين السيد الرئيس محمود عباس أضاف الى قلبي و روحي البهجة و الفرح فعندما يتم تكريم القلم وصاحب الفكر من مسئول و سياسي يقدم لفكرنا التأكيد أن فكرنا الحر هو صحيح و نهجنا هو على الطريق الصحيح. ز أنا بسبب عملي الإعلامي قابلت الكثير من الرؤوساء ولكن شخصية الرئيس عباس هي فريدة من نوعها فهو يطرح نفسه كمسؤول سياسي يتحدث و يدافع عن قضية شعب و ليس كرئيس دولة و فقط و أعتقد انه ثروة حقيقية للشعب و الوطن الفلسطيني و سياسته الواعية و الحرة التي تجلت في توقيع اتفاقية المصالحة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة و الذي رافقه خطابه الرائع و المقتضب و الذي تناول الموضوع بدقة و حرفية و الرئيس له نهج مشرف كصانع أمل لحرية الأرض و حرية الإنسان.
في غيابي عن وطني فلسطين تعرفت على الوطن و رأيته من خلال الأشخاص الذين يجسدون هذا الوطن و من خلال شخصية الرئيس عباس عرفت الوطن و تعرفت على حدوده و لقائي و حديثي معه و مع فريق عمله رمى على ذاكرتي لفحات من الانتماء و الحنين الى أرض لم أزرها و لم أعرف من حدودها الجغرافية إلا رئيسا يمثل بطاقة تعريف مشرفة لهذا الوطن .
لماذا نهاجم الابداع في الشرق الأوسط
الأيام:كيف تردين على من شكك في كتاباتك وتهمك بالاقتباس؟
دياب: لماذا نهاجم الابداع في الشرق الأوسط....أقول لنفسي ربما يحدث ذلك لأن هناك اناس كثيرون يجهلون الفكر الذي يقدمه المسلسل ...فأنا لست كاتبة هاوية أجلس على مقهى و اترك العنان لتداعيات خيالي و مشاعري ثم أكتب ...أنا كاتبة محترفة الكتابة و الدراما حاصلة على دكتوراة في الدراما و ماجستير في حقوق المرأة و تحدثت في أكثر من 25 مؤتمر صحفي و عالمي و قمت ببحث في أمريكيا عن الاقليات في دراما تنيسي وليامز ... و ثقافتي الأدبية هي خليط من الثقافة العربية و الثقافة الغربية فأنا في صغري كنت أقرأ للمنفلوطي و لقاسم أمين و طه حسين و ادوارد سعيد و في نضجي الأدبي و المهني في بريطانيا تتلمذت على دراما تينسي وليامز و أدب فرجينيا وولف و ماري وليستن كرافت و مايكل اونتدجي
رغم اننى مستقرة في بريطانيا و درست و عملت في الغرب لكنني أحمل الشرق الأوسط في داخلي أنا لا أكتب عن شخصيات وهمية......انا أصنف نفسي ككاتبة اجتماعية ....واقعية....و الى حد ما وثائقية في حلة درامية... كل شخصية في ما ملكت هي مسنودة و مأخوذة من شخصية واقعية التقيتها أو أو لاحظتها أو قرأت عنها...مثل هاجر و عليا و نسيب الهشيمي و غرام و بعضها مسنود على بحث اجتماعي قمت فيه في الشرق الأوسط....أن ككاتبة أرى نفسي كالمصور أو الرسام ...أعكس الواقع من خلال ما أكتب.... و ما ملكت مرءاة بزجاج درامي محنك و صيغة حوارية لعكس ما يحدث بالمجتمع...ودور المشاهدين الارتباط مع هذه الشخصيات التي يعكسها المسلسل.....
خلال طفولتي كان والدي يشجعني على مراقبة كل شيء حولي....لتنمية قدراتي و طاقاتي الفكرية والتحليلية....و كان يحاورني بما أراه....و يبدو أن ذلك قوى عندي الاحساس بالاخرين و الاشياء حولي....و لذلك أنا أختزن الأشياء التي تمر حولي و التجارب التي أمر بها و تصبح مع الوقت مكتبتي الفكرية التي تغني شخصياتي و قصصي....و انا التقيت ببعض شخصيات ما ملكت في الواقع....و اكتنزت حكاياهم التي ظهرت في المسلسل
و أنا لا أفهم....لماذا نحاكم ابداع الاخرين و حرية التفكير والرأي...كل يوم و أنا أتصفح الانترنيت أجد هجوم لا معنى له ...بالطبع الذي يرى ما ملكت يعلم أن هناك فكر ليس نمطي و تقليدي اعتدنا تقديمه في الشرق الاوسط لسبب بسيط انني عشت بين الثقافتين العربية و الغربية. أنا عندما كتبت ما ملكت ايمانكم استندت على نظرية المكان و الجسد التي طرحتها في رسالة الدكتوراة المتواجدة في المكتبة البريطانية في لندن....انا أكتب باحترافية لان الدراما تخصصي الذي نلت فيها شهادة دكتوراة تخصصية من أكبر جامعات بريطانيا ....و الان يأتي كل من هب و دب الذي لا أعلم حتى خلفيته الثقافية و يهاجمني على الانترنيت و تتوارد الصحف العربية ما يكتب و تنشره....وبأي حق فلان اوعلان يهاجمني و يشكك في ابداعي و يشتمني بألقاب غير مهذبة..و من هم هؤلاء الاشخاص و من ولاهم للقيام بذلك و ما موقعهم و ماذا قدموا للاعلام العربي....و السؤال الان ما هو المعيار الصحيح في نشر مثل هذه الصحافة الصفراء..........و بصراحة هجومهم لا يكثر و لا يقلل من ابداعي.......
والسؤال الان ماذا بعد كل هذا الهجوم الذي يلاحق ما ملكت..... و سأقول لهم الجواب سيكون لكم في شيفون فتابعوه و انتظر ردكم