الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

2012 بغزة- بدأ باغتيال.. وانتهى بحرب وتهدئة

نشر بتاريخ: 26/12/2012 ( آخر تحديث: 26/12/2012 الساعة: 14:50 )
غزة- تقرير معا - يودع الفلسطينيون العام الفين واثني عشر تماما كما الاعوام السابقة بمئات من الشهداء والجرحى وعمليات قصف ودمار وانتظار لعام اخر لا يحمل القتل.. العام الفان واثنا عشر بدأ باستمرار الغارات الاسرائيلية وانتهى بحرب وتهدئة تظل في مهب الريح.. معا تستعرض أهم محطات التهدئة والمواجهة خلال العام, والتي أدت الى سقوط نحو 265 شهيدا...

-مع اقتراب نهاية العام 2012 باغتيال اسرائيل لأبرز قادة القسام في قطاع غزة الشهيد أحمد الجعبري والتي أشعلت على إثرها حرب استمرت لثمانية أيام سقط فيها 191 شهيدا , و1430إصابة.

ففي عصر يوم الرابع عشر من شهر نوفمبر, قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال قائد كتائب القسام في غزة أحمد الجعبري, لتعلنها بداية حرب جديدة على غزة.

واستمر العدوان منذ ذلك التاريخ وحتى مساء يوم 21 نوفمبر, بعد التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية, وتحت شروط فرضتها الفصائل.

دمار كبير أحل بقطاع غزة نتيجة هذه الحرب, فشهداء سقطوا بدم بارد , وآخرون أصيبوا ولازالوا يعانون في أسرة المستشفيات , وبعضهم أصبحوا معاقين مدى الحياة , ولم تكتف إسرائيل بذلك , فلم تسلم الأبنية والمنازل من القصف والدمار الكامل والجزئي , فغزة التي لم تعيد اعمار ما دمرته الحرب السابقة أواخر عام 2008 , أصبحت الآن بحاجة إلى اعمار السابق والحاضر.

إسرائيل استمرت في عدوانها على قطاع غزة منذ مطلع السنة فكما انتهت بدماء الجعبري افتتحتها باغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي تخللها فترات من المد والجزر,فتارة تعلن التصعيد , وتارة تعلن التهدئة, والتي كانت تتم في كل مرة برعاية مصر.

ففي اليوم التاسع من شهر مارس لهذا العام شهد قطاع غزة تصعيد جديد اغتالت خلاله قوات الاحتلال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي وأحد قادتها الميدانيين الأسير المحرر محمود أحمد حنني وهو من نابلس ومبعد إلى قطاع غزة.

4 أيام من التصعيد شنت فيها إسرائيل عدة غارات على القطاع من خلال القصف العشوائي , سقط خلالها25 شهيد و123إصابة بينهم 37 طفلاً، و 11سيدة. , وفي فجر اليوم الخامس تم التوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة بوساطة مصرية .

وخلال النصف الأول من العام بلغ عدد الشهداء (46) من بينهم (5) أطفال، وسيدة واحدة، بينما بلغ عدد الإصابات (221) مصاب، من بينهم (58) طفل، و(24) سيدة.

وأعادت قوات الاحتلال تنفيذ غاراتها وعملياتها واستهدافها للمدنيين والمنازل على حد سواء خلال شهر أغسطس ، دون أي اكتراث لمبادئ القانون الدولي، حيت أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد مواطن وإصابة (6) آخرين من بينهم سيدة بجروح متفاوتة.

واستمرت قوات الاحتلال خلال سبتمبر بتنفيذ غاراتها وعملياتها واستهدافها للمدنيين والمنازل من خلال غارات جوية متفرقة أدت لاستشهاد (9) مواطنين، وإصابة (14) آخرين بجروح متفاوتة من بينهم (5) أطفال.

وشهد شهر أكتوبر اغتيال لأبرز قادة السلفيين بغزة هشام السعيدني الملقب بـ 'أبو الوليد المقدسي'، إضافة إلى اثنان من نشطاء المقاومة في غارات جوية إسرائيلية , كما استشهد أكثر من (14) فلسطينياً في غارات متفرقة ، وأصيب (31) آخرين بجروح متفاوتة من بينهم (10) أطفال، وسيدتين, اثر هجمات صاروخية ومدفعية عشوائية أطلقها الاحتلال.

المحلل السياسي أكرم عطا الله أكد لمراسلة معا أن التهدئة التي تمت في القاهرة نهاية العام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية هي أكبر وأبعد من تهدئة, مبيناً أن حجم المشاركون في هذه التهدئة يعكس البعد الدولي والإقليمي لها.

وقال: "هذه التهدئة تؤسس لما هو سياسي بعكس التهدئات الأمنية السابقة والتي كانت ترعاها فقط المخابرات المصرية", مبيناً أن هذه التهدئة رعاتها دوليون.

وبين أن هدف الرعاة الدوليين الذين أشرفوا على هذه التهدئة هو أن تلقي الأطراف السلاح جانباً وتبدأ بحل مشاكلها من خلال المفاوضات.

وأشار عطا الله إلى أن إسرائيل لم تحقق كل شروط التهدئة دفعة واحدة, مبيناً أن جزءاً من الشروط تحققت منها فيما يخص البحر, والمسافة المسموح للصيادين بالوصول إليها, وجزء لم يتحقق والذي نص على فتح المعابر , ووقف إطلاق النار على المواطنين على الشريط الحدودي مع إسرائيل, مبيناً أنه لازالت إسرائيل تطلق النيران وتصيب مواطنين فلسطينيين في أراضيهم الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي.

وقال: "لا أتوقع أن يكون في عام 2013 معارك كبيرة مع إسرائيل بفضل التهدئة التي اتفقت عليها كل الأطراف , ولا أتوقع أن يكون هناك تصعيد كبير كما كان هذا العام, ربما تكون هناك تصعيدات واعتداءات صغيرة", مبيناً أن جميع الأطراف اتفقت من خلال التهدئة التي تمت على أن تحل مشاكلها بالمفاوضات.

ويأمل الغزيون أن يكون عام 2013 خالياً من الحروب والاعتداءات والقصف المتواصل , وأن تستمر التهدئة التي تم الاتفاق عليها , بعيداً عن سفك الدم الفلسطيني, والذي اعتادت عليه إسرائيل.