الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: لا تقدم بالمفاوضات والوضع قد ينفجر.. وخطاب هنية لم يكن هاما

نشر بتاريخ: 04/11/2013 ( آخر تحديث: 04/11/2013 الساعة: 23:27 )
رام الله - معا - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، انه لا يوجد اي تقدم في المفاوضات مع الاسرائيليين حتى اللحظة رغم كل الجولات التي دارت بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.

وقال الرئيس :"انه وبعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شيء على الأرض وانه ربما يكون هناك بعض التوترات في القريب والسبب فيها أن إسرائيل تقول، نحن أخرجنا الأسرى وغير قادرين على تحمل هذا ولذلك نزيد الاستيطان، يعني أنهم هم من ربط الاستيطان بالأسرى، هذه المعادلة قد تفجر الوضع، والمفاوضات ما زالت دون نتائج".

واكد الرئيس عباس انه تم رفض الطلب الامريكي بعدم التوجه الى المنظمات الدولية خلال التسعة اشهر من المفاوضات، وان هذه الخطوة مرتبطة بالفلسطينيين وحدهم ولا احد يجبرهم عليها.

واكد إن إسرائيل تجني 620 مليون دولار سنويا من استثمارها للأغوار الفلسطينية، وإن ادعاءاتها بالسيطرة على الأغوار لدوافع أمنية كاذبة.

وأضاف الرئيس عباس خلال اجتماع المجلس الاستشاري لحركة فتح في مقر الرئاسة برام الله، أمس الأحد، أنه عندما يطلق سراح أسرى أراضي 48 من ضمن الـ104 أثناء الدفعة الثالثة أو الرابعة، سيذهبون إلى بيوتهم بجنسياتهم، مشددا على ضرورة احتفاظهم بجنسياتهم وأهمية ألا تسقط عنهم، منوها إلى أنه إذا حصل وتحدثت إسرائيل عن الإبعاد، فتكون الصفقة انتهت ونذهب فورا إلى المنظمات الدولية.

وقال ان الحديث عن مصالحة في الوقت الحاضر غير ممكن لسبب بسيط، وهو أن مصر هي المسؤولة عن المصالحة ولا أحد غيرها، وأنتم تعرفون أن تركيا حاولت وإيران حاولت، وقطر حاولت، وسوريا حاولت أن تكون المصالحة عندها، ولكن كنا نرفض رفضا قاطعا ونقول مصر حتى في عهد مرسي، لأننا نحن لا نتعامل مع عهد نحن نتعامل مع بلد، والآن في العهد الجديد نحن ننتظر أن تنتهي الأزمة أولا في سيناء

وتحدث الرئيس عن الورقة الفلسطينية التي قدمت حول الأزمة السورية، وأن مؤتمر جنيف 2 سيعقد بناء عليها، حيث اتفق عليها الأميركان والروس ويعملون عليها ونتمنى الحل السلمي لسوريا بسرعة.

وقال الرئيس: "اكتشفنا وجود 87 دولة في أوروبا وغيرها لها علاقات مع الاستيطان، وبدأنا نرسل رسائل لها بالتدريج، وبعثنا حتى اليوم الأحد، 29 رسالة لكل الدول هذه صاحبة العلاقة لننبهها أنه لا يجوز لها أن تساهم في تعميق الاستيطان اللاشرعي للأرض الفلسطينية".

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

كما تفضل الأخ أبو علاء نحن أمام قيادات تاريخية لحركة فتح، هذه القيادات ناضلت وتعبت وضحت بالشيء الكثير في هذه الحركة منذ بزوغ فجرها، ولذلك كنا حريصين كل الحرص على إنشاء هذه المؤسسة أو هذا الجهاز أو هذا الموقع من أجل أن يبقى إخوتنا بصورة ما يجري على الساحة الفلسطينية، وحتى لا يشعروا أنهم غرباء، هم أبناء هذه الحركة، هم أصحاب حق كبير فيها، وإذا كانت هناك قضايا قانونية أو تفصيلية أو تنظيمية فيما يتعلق بهذه المؤسسة، فهذا أمر يترك للمؤسسات، لكن نتمنى دائما وأبدا أن تضم هذه المؤسسة أكبر عدد ممكن من كوادر وقيادات الحركة الذين من حقهم أن يعرفوا كل ما يجري، من حقهم أن يطلعوا، من حقهم أن يناقشوا، من حقهم أن يقولوا كلمتهم في أي وقت، خاصة ونحن بحاجة إلى تلاحم ووحدة لهذه الحركة، بخاصة أيضا ونحن نواجه تحديات صعبة للغاية في هذه الظروف التي نعيشها سواء في ما يتعلق بالاحتلال وما ستؤول إليه المفاوضات، أو الاستيطان المستشري في كل مكان أو الوحدة الوطنية التي تراوح مكانها والتي نأمل في أقرب وقت ممكن أن نصل إلى نتيجة مطمئنة لشعبنا حولها.

نعيش جوا عربيا ملتهبا في كل مكان من أقصى البلاد العربية إلى أقصاها، وهذه بطبيعة الحال ليست بيدنا، لكننا نستطيع أن نعمل من أجل ألا تصل نيرانها إلينا، وإن أمكن أن نقول كلمة طيبة في هذا الذي يجري حولنا، لأن ما يجري يؤلمنا جميعا ويعرض مستقبل الأمة العربية للخطر، ولذلك علينا أن نقول الكلمة الطيبة لكل الأطراف المعنية لكي تحافظ على وحدة أراضيها ووحدة شعوبها.

أمامنا من الأشهر الماضية الى الآن مجموعة من القضايا سأحاول أن أستعرضها لكم بمقدار ما يسمح به الوقت حتى تكونوا بصورة تلك الأحداث'.

وأبدأ بقضية الأسرى، قبل بضعة أيام استقبلنا كوكبة من أسرانا المحكومين بالمؤبدات والذين حاولنا منذ فترات طويلة أن نفك أسرهم، لكننا لم ننجح، وحصلت عمليات إفراجات كثيرة لم تتضمن هؤلاء، ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية كانت مصممة على أن تبقي هؤلاء ليعودوا جثامين إلى أهلهم بمعنى أنها لن تسمح إطلاقا بإخراجهم من السجون بسبب، حسب ادعاءاتها، أن كل واحد منهم محكوم بمؤيد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة، لا أدري، وهذا يعني أنه لن يخرج من السجن.

الذي حصل أيها الإخوة وأرجو أن تنتبهوا جيدا لهذا الموضوع: بعد أن ذهبنا إلى الأمم المتحدة في المرة الأولى لم نتمكن من الحصول على دولة كاملة العضوية لأسباب كثيرة أصغرها أن الفيتو سيكون بانتظارنا ولن نحصل عليها، لكن أيضا في الطريق وجدنا عراقيل كثيرة من دول أعضاء في مجلس الأمن لم نتمكن من الحصول على موافقتها لأننا يجب أن نحصل على تسعة أصوات حتى تقدم الورقة إلى مجلس الأمن ولم نحصل إلا على سبعة، وعرفنا كما يقولون 'المكتوب من عنوانه' وعرفنا أننا لن نستطيع الحصول على العضوية الكاملة، ومع ذلك تقدمنا بالطلب وألقينا خطابا في الأمم المتحدة ونحن نعرف سلفا ما هي النتيجة، لكن منذ أن انتهت الدورة تلك في 2011 بدأنا نعد العدة للدورة المقبلة لنذهب للجمعية العامة في الجمعية العامة طبعا لا نحصل الا على دولة مراقب، كثيرون انتقدوا هذه الخطوة واعتبروها تقليلا من قيمة الشعب الفلسطيني واعتبروها لا قيمة لها، لكن كنا نرى أن الحصول على دولة مراقب تعني من جملة ما تعني أن الأرض الفلسطينية المحتلة عام 67 لن تكون بعد اليوم أرضا متنازعا عليها، بل سنحصل على صفة دولة وأرضها تحت الاحتلال وعاصمتها القدس الشرقية، هذا أهم ما يمكن أن نحصل عليه، إضافة إلى ذلك، إن هناك مؤسسات دولية كثيرة ومعاهدات واتفاقات يصل عددها إلى 63 مؤسسة ومعاهدة واتفاقية يصبح لنا الحق فورا بعضويتها، ومفهوم ما معنى أن نكون أعضاء في محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، والمنظمات الفاو واتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة، واتفاقيات فيينا وروما وغيرها، هذه كلها من حقنا أن نكون أعضاء فيها.

إذا من حاول أن يقزم هذه الخطوة أدرك فيما بعد أنها خطوة معقولة، هي ليست دولة كاملة العضوية لكنها خطوة تؤدي إلى نتائج، تأتي بنتائج، تنقلنا نقلة نوعية في صراعنا مع الإسرائيليين على الأقل حول الأرض التي احتلت عام 67 وعلى القدس، وبالتالي أصبحنا الآن نستطيع أن نقول أمام كل المحافل الدولية نحن دولة أرضها محتلة كما احتلت فرنسا في الحرب العالمية، والنرويج، وكوريا، وفيتنام، واليابان، واحتلت كثير من دول العالم، وعندما انتهت الحرب اضطرت الدول التي تحتل لإخلاء الأراضي التي احتلتها، هذا ما حصل بطبيعة الحال واجهنا صعوبات كثيرة وتحديات كثيرة واتهامات وتهديدات لكن لم نجد أحدا يقول لنا هذه خطوة جيدة، هذه خطوة تؤثر، هذه تغير، هذه تعطل، هذه تدمر، هذه تجعلكم مسؤولين عن كذا وكذا وكذا، لكن انتهت الخطوة وجاءت بانتصار ساحق، لم نكن نتوقع، وإن كنا بذلنا الجهد في سنتين سابقتين للحصول على تأييد دول العالم لكن كنا نحسب بالقلم والورق فلا نصل إلى العدد الذي وصلنا إليه حقيقة وهو 138 صوتا، وأيضا، وهذا أهم، من 41 دولة وقفت على الحياد وهذه في أسوأ حالاتها لا تحسب من المجموع وهي ليست ضدنا، إن لم تكن معنا فهي ليست ضدنا وتقزم الرفض، جبهة الرفض تقزمت بتسع دول، لكن أنا أردت أن أقول هذا من أجل أن أنتقل إلى المرحلة الثانية التي ما إن مضت أقل من ثلاثة أشهر على 29 نوفمبر حتى بدأت الاتصالات بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية التي انقطعت منذ 29 نوفمبر، ماذا تريدون، نريد استئناف المفاوضات نحن سعدنا جدا، أهلا وسهلا نريد استئناف المفاوضات واتفقنا على استئناف المفاوضات على النحو التالي:

الاعتراف بحدود 67، فبالنسبة لموضوع الاستيطان، قلنا للإسرائيليين: الاستيطان بالنسبة لنا سواء الذي بني منذ 67 أو الذي يبنى الآن أو الذي سيبنى غدا هو استيطان غير شرعي، ونطالب في المفاوضات بإزالة هذا الاستيطان، قال الأميركان، ونحن أيضا معكم، ونحن أيضا نعتبر الاستيطان غير شرعي وهذا شيء جيد، للحقيقة طلبوا طلبا مرتبطا بما سيأتي، وهو عدم الذهاب إلى المنظمات الدولية خلال تسعة أشهر وهي المنظمات الـ63 التي تحدثت عنهم بدءا بمحكمة العدل الدولية وغيرها، قالوا، نريد منكم في التسعة أشهر ألا تذهبوا إليها، قلنا نرفض ذلك، نرفض ذلك وألحوا ورفضنا ذلك، وانتهت، أرجو أن تنتبهوا إلى ذلك، انتهت الحوارات حول المفاوضات وهذا الموضوع في الخارج، ومضى يوم ويومان، نريد أن نبدأ مفاوضات، لكن هذه القضية وهي ألا نذهب إلى المنظمات الدولية لا أحد عليه لنا شيء، وعندما عدنا هنا إلى أرض الوطن تدارسنا مسألة الأسرى الـ104 الذين لا يمكن أن يخرجوا بأية صفقة، أي لا يمكن أن يخرجوا إلا أمواتا إلى بيوتهم، هل نستطيع أو هل نقبل أن نضحي من أجلهم؟ أو هل يستحقون أن نضحي لهم بموضوع ما لفترة ما من أجل أن يخرجوا؟ فكان الرأي نعم، لأن الإنسان أهم من كل شيء وبالنسبة لنا وبالنسبة لأهل الأسرى وبالنسبة لغيرهم الإنسان إنسان، (أنا بدي ابني يا أخي، الأقصى بيجي بقولك هيك) هذا منطقه، ومعه حق فقلنا اذا ونحن نعرف صعوبة هذا، ومستعدون أن نجمد ذهابنا الى المنظمات الدولية خلال فترة ستة إلى تسعة أشهر إذا خرج الـ104 جميعا دون استثناء.

إذا موضوع الأسرى مرتبط بالأمم المتحدة والأمم المتحدة مرتبطة بالأسرى، بالفعل عندما ذهب صائب وقابل كيري فورا اتصل وقبلوا بعد تردد كيف وكم قلنا لهم 104، أسماؤهم معروفة لديكم يخرجون على أربع دفعات، الدفعة الأولى بعد بدء المفاوضات، والثانية حصلت قبل عدة أيام في أواخر أكتوبر، والثالثة ستكون في 29 ديسمبر، والرابعة في فبراير أو في هذا الوقت القريب.

الإسرائيليون قبلوا على مضد لأنهم يعرفون تماما ما معنى أن نذهب إلى الأمم المتحدة، وبدأت الدفعة الأولى والدفعة الثانية، قبل أن تخرج الدفعة الأولى أرسلوا لنا طلبا قالوا فيه شخص واحد من الستة والعشرين نريد أن نبعده إلى الخارج، يعني هو من الضفة إلى غزة يعني الوطن، أو ربما إلى الخارج فقلنا لهم موافقين، قال: موافقون على ماذا؟ قلنا لهم: موافقون على إلغاء الصفقة، طبعا كانت النتيجة أنهم قبلوا وقلنا لهم بصراحة كل شخص يعود إلى بيته وليس إلى بلده فقط إنما إلى بيته، لن تتكرر مأساتا كنيسة المهد وشاليط، لأن من يبعد خارج الوطن لن يعود إلى الوطن ما دامت إسرائيل موجودة، فإذا أردتم أن تستمر الصفقة فهذا هو موقفنا وهذا هو ما قلناه لكم في البداية، 104 يعودون إلى بيوتهم، وبالفعل مرت الكوكبة الأولى والثانية وبالتأكيد لاحظنا فرحة الناس، كل أسير سواء الذي قضى يومين والذي قضى سنتين والذي قضى 10 سنوات أسيرا، لكن هؤلاء بالنسبة لأهلهم وبالنسبة لنا وبالنسبة للجميع لهم نكهة خاصة كأنهم كانوا أمواتا وعادوا أحياء، فلذلك كانت الفرحة شاملة في كل أراضي الوطن سواء في الضفة أو في غزة، وننتظر الآن الدفعة الثالثة والرابعة، في الدفعة الثالثة استبقوا الأحداث أو الرابعة لا أدري بين الثالثة والرابعة وقالوا يوجد 16 شخصا من الـ48، وأربعة أسرى من القدس فقالوا بالنسبة لـ48، يعني يحملون الجنسية الإسرائيلية، قالوا نحن سنطلق سراحهم ولكن نتمنى عليكم أن تستقبلوهم في الضفة أو في القطاع وتسقط عنهم الجنسية الإسرائيلية، قلنا لهم جيد، أيضا تنتهي الصفقة، وهنا نؤكد دائما لهم وللأميركان بأن هذه الصفقة كما اتفقنا لا علاقة لها بالمفاوضات، ونستمر بالمفاوضات ولكن هذه تنتهي في اللحظة التي يخل فيها بأي شرط من شروطها، هؤلاء الأسرى عندما يطلق سراحهم من ضمن الـ104 أو في أثناء الدفعة الثالثة أو الرابعة يذهبون إلى بيوتهم بجنسياتهم، نعم أدافع عن جنسية هؤلاء الإسرائيلية ويجب عليهم أن يحتفظوا بها ولن نسمح بأن تسقط عنهم، طبعا لم يأتوا بجواب ولكن إذا حصل وقالوا 'إبعاد'، تكون الصفقة انتهت، ونذهب فورا إلى المنظمات الدولية، فلذلك أرجو أن يكون واضحا، المفاوضات وحدها مع التأكيد المكتوب للأميركان على أن الاستيطان برمته غير شرعي ولن نقبل به ولذلك التسريبات التي جرت مؤخرا لا أساس لها من الصحة، واعتقد أن الأميركان الآن مضطرون ليوضحوا أو يقوموا بتوضيحات تبين هذه الأمور، وهي 'أن لا علاقة للاستيطان بأي شيء من هذا القبيل' هذه القضية الأولى.

القضية الثانية منذ سنة ونصف تقريبا خطف حوالي 12 أو 13 لبنانيا شيعيا في طريق عودتهم من العتبات المقدسة عبر سوريا إلى بلدهم، خطفوا في منطقة حلب طبعا نحن ليس لنا علاقة بالمخطوفين ولا بالخاطفين، ولكن فكرنا أن هؤلاء لو جرى لهم مكروه ستكون هناك أزمة حقيقية طائفية في لبنان بين السنة والشيعة، لأن الخاطفين سنة والمخطوفين شيعة، الفلسطينيون رغم حيادهم لا يسلمون، مثل ما يجري الآن في سوريا، لا نحن مع الدولة ولا مع المعارضة ونُقتل، أيضا فكرنا في هذا الموضوع وقلنا نقوم ببعض الإجراءات خصوصا ونحن لنا علاقات مع المعارضة السورية، كما لنا علاقات مع النظام السوري، وهدف هذه العلاقات أن نحمي 600 ألف فلسطيني في سوريا و300 ألف فلسطيني في لبنان، الشيء الآخر نحن ليس لنا علاقة بالذي يجري داخل سوريا أو تونس أو ليبيا أو مصر أو العراق أو غيرها، وما دام ليس لنا علاقة إذا نحن على الحياد، إذا نحن علاقتنا مع الجميع واضحة، إذا عندنا كلمة طيبة نقولها، الكلمة الطيبة التي نقولها دائما: إننا مع وحدة الشعب السوري، نحن مع وحدة الأرض السورية وأيضا نخشى ما نخشاه أن سوريا ستقسم إلى أربع أو خمس دول كما حصل في العشرينيات من القرن العشرين حيث قسمت لأربع دول وكان الشعب في ذلك الوقت لديه الحمية لكي يرفض مثل هذا التقسيم.

الآن هناك دوافع للتقسيم العلوي، السني، الكردي، المسيحي، المسلم وغير ذلك، كل واحد يأخذ قطعة ويبدأ بالدفاع عنها، ليس تقسيما فقط بل وحرب أهلية وحرب طائفية هذه رؤيتنا للموضوع.

على جانب آخر، أحب أن أقول لكم بكلمة، مؤتمر جنيف الثانية جاء بناء على ورقة من عندنا اتفق عليها الأميركان والروس، واتفقوا على هذه الورقة ويعملون عليها ونتمنى الحل السلمي لسوريا بسرعة.

واستطعنا الوصول إلى الخاطف واسمه أبو إبراهيم، وقلت للسفير نبيل معروف رتب لي زيارة أو اثنتين سرا إلى تركيا وبدأ يتصل ثم قال لي سأذهب إلى هناك، قلت له أن يذهب إلى منطقة أعزاز وذهب إلى إليها مرة أو مرتين والى الحدود ثلاث أو أربع مرات، لا أريد أن أطيل عليكم في هذا الموضوع مات أبو إبراهيم، لا حول ولا قوة إلا بالله، نامت الحكاية حوالي شهر أو شهرين، فطلبت بعدها من نبيل أن يبحث الخلف ووجده واسمه سمير، هذه المساعي كلها لا أحد يعرف بها إطلاقا سوى الأتراك لأنها على أرضهم، فإذا أراد الذهاب للحدود وهو سفير عندهم، يجب أن يستأذن أما ما عدا ذلك لا أحد يعرف، نحن كنا بين الفترة والأخرى كل شهرين أو ثلاثة أشهر أو أربعة نتكلم مع اثنين من لبنان وهما: رئيس المجلس النيابي ورئيس الوزراء، قالا 'يعطيكم العافية وبارك الله فيكم'.

المهم جرى اتصال بسمير وأصبحت المساعي جدية وتذكروا أن هناك لجنة، هي بالأساس مسؤولة عن هذا الموضوع، مشكّلة من تركيا ولجنة علماء المسلمين في لبنان وقطر، فطلبت من نبيل معروف المتابعة مع قطر، هذا الكلام قبل أسبوعين من حل المشكلة كلها، واستكملت المساعي ونجحت وكان الاتفاق على أن التسعة يخرجون، واثنان من الطيارين الأتراك يخرجان، و127 أختا أو سيدة أو بنتا يخرجن من السجون السورية، تم الاتفاق على كل شيء وأُعلن أن قطر حلت المشكلة، شكرا لقطر وسوريا وتركيا، ولا أحد ذكر أين نحن وبعد ذلك خرج رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وقال، الفلسطينيون شاركوا، وخرج رئيس الوزراء أيضا ومدير عام الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، لا نريد أن تقولوا لنا شكرا ولكن اذكر أننا كنا من البداية الى النهاية، في اللحظة الأخيرة تعطلت الـ127 سيدة ورفض النظام إخراجهن، من سيتكلم مع النظام السوري؟ تركيا لا تستطيع ذلك، وقطر لا تستطيع، ولبنان الرسمي لا يستطيع أن يتكلم، لا يوجد غيرنا لنتكلم، اتصلنا بالنظام السوري حتى لا يلوم أحد عباس أنه ذهب لمقابلة رئيس الجمهورية السورية لأنه ذهب بمهمة رسمية، تحدثت مع شخص اسمه فيصل مقداد، قلت له، لماذا عرقلتوها؟ قال ماذا؟ قلت له لم تفرجوا عن السيدات، أرجوك بلّغ الرئيس ونتمنى عليه أن تتم الصفقة، وبعد ساعة اتصل بي وقال: غدا سيبدأون بإخراجهن، وانتهت القصة على خير. وأعتقد أننا نزعنا فتيلا من التوتر في لبنان، وفعلنا شيئا للبنان هو دين علينا بصراحة، نحن علينا ديون لإخواننا اللبنانيين قدمنا هذه الخدمة لأنفسنا لأننا قد نكون أول أو آخر المتضررين، ما يجري في لبنان ربما هذا العمل يخفف بعض التوتر الموجود في لبنان.

نعود الآن لوضعنا مؤخرا أصدر إسماعيل هنية بيانا وعلى طريقة انتظروا بيانا هاما، وانتظر الناس شهرا البيان الهام، ما كان بيانا هاما، لم يكن فيه أي شيء، نفس اللغة، نفس الكلام، نفس الشروط، ونحن لم نرد عليه، نحن موقفنا من المصالحة كما كان لن يتغير منذ البداية مرورا باتفاق الدوحة والقاهرة نحن نشكل حكومة انتقالية وانتخابات في نفس اليوم، مرسوم واحد أو مرسومان حتى نذهب للانتخابات، هم قالوا كل شيء الا الانتخابات، لأنهم لا يريدون الانتخابات، الوضع الحالي الآن وضع صعب، لأنهم وضعوا أنفسهم في وضع صعب من خلال تدخلاتهم (إن صحت) في قضايا مصر، وأنت بوابتك الوحيدة هي مصر وليس لك أي ممر آخر إلا هي، وأنت تتدخل وتقتل وتعمل ما تشاء (إن صح ذلك)، لا أدري لكن هذا عقّد المشاكل بين حماس وبين مصر، إضافة إلى ذلك أن مصر الآن في عهد أو في بداية عهد جديد، لذلك الحديث عن مصالحة في الوقت الحاضر غير ممكن لسبب بسيط وهو أن مصر هي المسؤولة عن المصالحة ولا أحد غيرها، وأنتم تعرفون أن تركيا حاولت وإيران حاولت، وقطر حاولت، وسوريا حاولت أن تكون المصالحة عندها، ولكن كنا نرفض رفضا قاطعا ونقول مصر حتى في عهد مرسي، لأننا نحن لا نتعامل مع عهد نحن نتعامل مع بلد، والآن في العهد الجديد نحن ننتظر أن تنتهي الأزمة أولا في سيناء حيث تعرفون ماذا يجري في سيناء وبنفس الوقت نتكلم عن المصالحة، هنا توجد قصص كثيرة ومشروع قديم اسمه مشروع (ايغورا آيلند)، وهو أن تعطى غزة قطعة من سيناء بمساحة 1600كم مربع، هذا مشروع اسمه مشروع ايغورا أيلند الذي قال: نحن نريد أن نوسع قطاع غزة، عندما فاز مرسي بدأوا يتحدثون عن منطقة حرة، فسألت مرة وأنا بالقاهرة: ما رأيك بمنطقة حرة؟ قلت، قطاع غزة لا ينقص سم ولا يزيد سم، لا نريد منكم سم ولا تأخذوا منا سم، نحن رفضنا هذا المشروع من أوله، لأن هذه الفكرة الإسرائيلية الأساسية هي الفكرة الأساسية التي قيلت منذ عشرين أو ثلاثين أو 50 سنة، وتقال اليوم، 'نقيم دولة مستقلة بندبر حالنا بشوية حقوق وشوية حكم ذاتي'، لكن الدولة الفلسطينية المستقلة التي عاصمتها بيت حانون مثلا في غزة، هذه الفكرة تبناها مرسي وإخواننا في حماس، تبنوها وصاروا يحكوا في منطقة حرة، هي القصة مغطية بمنطقة حرة لكن الحقيقة هي دولة فلسطينية بديلة للدولة الفلسطينية الأخرى، فطبعا كثيرون حتى لآن يطرحون علينا ما رأيكم بالذهاب لاستلام المعابر؟ كمان هذه إشارة لماذا أستلم المعبر، وما فائدة أن أكون هنا وحماس هنا ومصر هنا، يعني ماذا أفعل، لكن الفكرة للحفاظ على حكم حماس في غزة، إذا أردت المصالحة بشكل كامل، ننهي الانقلاب بشكل كامل، وبعد ذلك نتحدث في المعابر وفي غير المعابر، وكله ضروري، وكله يمكن أن نعمله، إنما بهذه الطريقة لن نقبل وبالتالي خطاب هنية لا يوجد فيه أي شيء جديد.

هذه هي المسألة التي تتعلق بالمصالحة وتتعلق بالمعابر وتتعلق بما يسمى بالمنطقة الحرة وما في ذهنهم الدولة الفلسطينية في غزة، وقيل هذا الكلام على طاولة المفاوضات قبل أسبوع لتكونوا بالصورة، فهذه القضية أرجو أن تكون محسومة في ذهننا، نحن نريد مصالحة وهذا أساسها: دولة فلسطينية مستقلة من الضفة وغزة والقدس وبينهما معبر على حدود 67، هذا الذي نقبل فيه، الذي لا نقبل فيه من جملة ما لا نقبل به الدولة اليهودية أو يهودية الدولة، هذا كلام لن نقبل به ونعرف القصد من ورائه، ولكن لا يوجد مبرر أن نقبل هذا الاسم إطلاقا، كما أن الأرض الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وقد سألني أحد زعماء اليهود في أميركا، وبالمناسبة تعرفون أنني كلما أذهب لأميركا أقابل القيادات اليهودية، وأقابلهم في أوروبا وهنا منذ وقت طويل، فأحد هؤلاء القادة سألني سؤالا وهو: ما هي الأجزاء التي يمكن أن تتنازل عنها من القدس الشرقية؟ قلت له: القدس الشرقية أولا أرض محتلة عام 67، ثانيا عاصمة دولة فلسطين، ثالثا لن أعطي ولا ملمتر، قلت له هذا موقفنا، كما يقولوا إنهم بدهم يقعدوا بالغور 40 سنة، في الغور 40 سنة ما في حل، يقولون يجب أن نحمي خاصرتنا مقابل العدوان الإيراني، أو مش عارف مين القادم من الشرق، لا يوجد جنود، أخونا أبو علي (عريقات) رافق 90 دبلوماسيا من الممثلين عنا وغير الممثلين عنا، وذهب إلى الأغوار، يعني ممكن أن يكون سفير أميركا في إسرائيل مثلا معهم، أو سفير فرنسا في إسرائيل مثلا، وتجولوا في 108 كم تقريبا، وجدوا مزارع تمر، وبحيرات اصطناعية للتماسيح، تماسيح يربونها من أجل صناعة الشنط والأحذية، وأيضا مزارع للدواجن والحبش وغيرها، إذا الحكاية ليست حكاية أمن، وإنما حكاية استثمار، ويجنون منها 620 مليون دولار سنويا، اذا يقلك أنا اريد أن أحمي الأمن وخاصرتي من إيران وغيرها، كله كذب، المهم احتج الإسرائيليون على زيارة صائب عريقات والدبلوماسيين للأغوار، فقال لي الأميركان صائب لا يصح أن يذهب، قلت لهم لماذا؟ يعني هذا إما مفاوض أو محامٍ، قلت لهم معكم حق هو مفاوض، ولكن سيذهب في المرة المقبلة وزير الخارجية هل فيها شيء، قالوا لا، واتفقنا، وكنا اقترحنا أن يكون في طرف ثالث وهو 'الناتو'، وهو ليس احتلالا، ويمكن في إحدى المرات قلت وواجهت احتجاجا، (لا أريد أن أرى إسرائيليا في أرضنا بعد الاتفاق)، قالوا هذا كلام عنصري، قلت: يأتي الإسرائيليون عندنا ضيوفا أهلا وسهلا، لكن أن يأتي أي إسرائيلي كعسكري محتل، لا أريد أن يأتي، وبعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شيء على الأرض ربما يكون هناك بعض التوترات في القريب والسبب فيها أن إسرائيل تقول، نحن أخرجنا الأسرى وغير قادرين على تحمل هذا ولذلك نزيد الاستيطان، يعني أنهم هم من ربط الاستيطان بالأسرى، هذه المعادلة قد تفجر الوضع، والمفاوضات ما زالت دون نتائج.

الاتحاد الأوروبي موقفه معنا جيد وحتى في التصويت في الأمم المتحدة، إن طالعتم الأسماء التي وقفت إلى جانبنا هي دول مهمة جدا مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وسويسرا واليونان والدول الاسكندينافية كلها، باقي الدول كلها معترض أو ممتنع، ألمانيا بريطانيا وعدد من الدول يعني صوتوا، إذن بالإجمال الموقف الأوروبي جيد معنا، بالإجمال ضد الاستيطان على طول الخط، بالإجمال أخذ قرارا اسمه (الغايد لاينز) لمقاطعة موضوع المستوطنات ويبدأ هذا من 1/1/2014، صار ضغط أميركي للتأجيل ضغط شديد، إذا الموقف الأوروبي متماسك تجاه الاستيطان، وهذه إشارة من دول مهمة جدا وصديقة لإسرائيل تقول: إن الاستيطان غير شرعي وستطبق الغايد لاينز اعتبارا من 1/1/2014، والجديد وجود 87 دولة في أوروبا وغيرها لها علاقات مع الاستيطان، وهذه الـ87 دولة بدأنا نرسل رسائل لها بالتدريج حول شركاتها أو علاقتها بشركات لها قضايا تتعلق بالاستيطان، وحتى اليوم بعثنا 19 رسالة، أمس بعثت عشرة أخرى ليصل عددها إلى 29 رسالة لكل الدول هذه صاحبة العلاقة، لننبها أنه لا يجوز لها أن تساهم في تعميق الاستيطان اللاشرعي على أرضنا، فهذه قضية مهمة جدا، وأعتقد أنها سلاح آخر بيدنا غير الأمم المتحدة، أقول الآن: موقفنا قوي.