السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرب باردة بين حماس والجهاد الاسلامي للسيطرة على المساجد في غزة

نشر بتاريخ: 05/04/2014 ( آخر تحديث: 06/04/2014 الساعة: 17:04 )
غزة - تحقيق يوسف حماد - عندما تتجول في ازقة وحواري مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كثيرة المسكن والقاطنين ضيقة الجغرافيا، فانت تتحدث قطعا عن قطاع غزة، حال هذه المخيمات سيء للغاية من الناحية المعيشية والاقتصادية والجغرافية.

اكثر ما تشيح اليه بصائرك ومسامعك في أي مكان بهذه المخيمات التي تملئ قطاع غزة، فانك لا محالة سوف ترى الكثير من المساجد والمآذن، تعلوها الرايات الخضراء والسوداء، فالأولى تعنى ان المسجد ينتمي لحركة حماس وهي كثيرة، والثانية فان المسجد في حضرة الجهاد الاسلامي فهي محدودة مقارنة بالأولى، حيث لا يخفى هذا الحال على أي حي سكني.

حيث قالت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية لحكومة غزة المقالة والتي يترأسها المحاضر الجامعي والقيادي البارز في حماس اسماعيل رضوان في تصريح صحفي هذا العام ان عدد المساجد في قطاع غزة 879 مسجد، وتتبع وزارته بصورة مباشرة، ولكن على الارض يختلف الحال قليلا، اذ ان المساجد التي تراعها حركات اخرى مثل الجماعات الجهادية، ونظرتها الدعوية، ومنافس حماس العسكري والدعوي في غزة حركة الجهاد الاسلامي التي تأتي خلف حماس في رعايتها للمساجد.

اذ ان الجهاد لوحدها ترعى قرابة الـ100 مسجد على مستوى قطاع غزة حسب رئيس اللجنة الدعوية في الجهاد معروف البيان ولكنه فضل الاحتفاظ بمسماه، بالإضافة الى خريطة لمساجد الجهاد وضعت امام احد المقرات الخاصة بالحركة والتي زرناها، و9 مساجد لجماعات دعوية، مثل مسجد الدعوة الشهير وسط قطاع غزة، وفق جولة ميدانية على عدة نقاط بقطاع غزة، ابدى المواطنين تذمرا مبطنا، خشية تعرضهم للمسالة.

بيد ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد، بل ويتجاوزه ويصل الى خلاف حاد على هذه المساجد في ادارتها خاصة بين حماس والجهاد الاسلامي الفصيلين الاكثر تسلحا في قطاع غزة، حيث زارنا، بعضها جنوب قطاع غزة، والتي شهدت اشكاليات تطورات في كثير من الأحيان الى تبادل لإطلاق النار، وسقوط ضحايا، حيث بلغت نسب المساجد التي شهدت اشتباكات نارية، واستخدام قذائف صاروخية حتى الى 86حالة منذ 2008 حسب ابو عبدالله.

وقبل عشرة ايام تطورت مشادة كلامية داخل احد المساجد شرق خانيونس الى تبادل لإطلاق النار بين كتائب القسام وسرايا القدس، تبعها حملة اعتقالات من قبل شرطة حكومة غزة التابعة لحماس، ضد افراد من الجهاد، تم تطويق الحادث داخليا ايضا.

وزير الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة غزة المقالة التي تديرها حماس اسماعيل رضوان وهو قيادي فيها قال، ممتعضا عن سؤاله عن هذه الامور" هذه الاحداث لا يصح الحديث فيها في الاعلام، والتطرق لها، امر غير موزون". حسب قوله

واوضح رضوان وبدى منزعجا من تكرار الاسئلة حول حوادث اطلاق النار بين الحركتين " مثل هذه الاشكاليات البسيطة هنا وهناك تحل في فترة وجيزة، لان العلاقة بين حماس والجهاد علاقة اخوة وطيدة". حسب قوله.

ولفت بقوله "لا يوجد أي تعقيب حول هذه الامور والحديث في هذه الامور غير مناسب، وانا صدقا لا اعلم عن هذه الحوادث او الاشتباكات او استخدام الاسلحة، نحن نبحث عن وحدة ابناء شعبنا والحديث عن هذه الامور اعتقد انه يضر بوحدة ابناء شعبنا". وفق حديثه

في مثل هذه الحالات يرفض قيادات حماس والجهاد التعليق عليها، او الاسهاب في الحديث فيها، بيد ان تبعاتها تبقى عالقة مع كل خلاف بات بتطور الى استخدام السلاح، ففي جباليا شن عناصر من الجهاد هجوم مسلحة على مسجد في منطقة الفالوجة بعد ان سيطرته عليه حماس قبل عدة اعوام ان ذاك.
ومع تطور الخلاف يظهر مدى تصدع العلاقة الدعوية بين الفصلين الاكبر في غزة، وسوء التفاهم حول رعاية المساجد في قطاع غزة الصغير، التي تعد قاسما مشتركا للتعبئة التنظيمية للفصلين الاسلاميين، حيث الكثرة من افرادهم من رواد المساجد.

قيادي في الجهاد سمى نفسه بابي عبدالله وهو من مدينة غزة، قال هناك عشرات الهجمات وتبادل لإطلاق النار، تمت للسيطرة على مساجد، للأسف اكثرها كانت حماس والاوقاف تريد السيطرة عليها، وبعضها وهو قليل كانت الحركة، أي الجهاد ،انحن لا نريد استرجاعها بعد سيطرة حماس عليها يقول ابو عبد الله وتأكد قبل حديثه ان لا احد في الجوار يسترق السمع" مثلا في مدينة غزة حماس استولت بقوة السلاح، على 14 مسجد في مدينة غزة فقط منذ فترة ليست بطويلة".

واكمل حديثه " لن اتحدث عن بعض تصريحات قادتهم تجاه المساجد، واستعادتها شمال غزة، هذا امر مزعج مؤرق ووغير مقبول، ولكن تعاملنا مع الامر يختلف عن تعامل الكثير غيرنا في اشارة الى تصرفات حماس، لأننا لا نؤمن بقاعدة سيطر بالقوة، حتى تكون". حسب قوله

مساحة ضيقة
في حال قررت ان تسير في حي سكني في بلدة جباليا لا يتجاوز طوله الـ300 متر فهذا امر طبيعي، ولكن الغير طبيعي ان تجد 6 مساجد في هذا الحي، يقول المواطن ابو سيد فوزي، على اول الشارع مسجد، وفي نصفه مسجدين لا يبعد احدهما عن الاخر سوء0 4 مترا فقط ، وبدى متعجبا ومتهكما على الامر، اخر الشارع هناك ايضا مسجد لا ادري هل هي مساجد ودور عباده، ام انها اشياء اخرى".

يضيف فوزي وهو رجل كهل، صراحة عندما يؤذن نصاب بصداع من كثر الاذان وذلك يدل على كثرة المساجد، للأسف يقول الايمان ليس بكثرة المساجد، نتمنى ان يكون الحرص على توفير احتياجات الناس، فالصلاة بين الانسان وربه في كل مكان، ولكن الوضع في غزة صعب يجب توفير اموال المساجد الباهظة، لدفع رواتب الناس، او بناء مؤسسات طبية او ترفيهية لكثرة الناس".

ارض حكومية
في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تم بناء مسجد على ارض حكومية كانت في طريقها لتصبح متنزها، مما اثار حفيظ الكثير من المواطنين، بيد انهم لم يستطيعوا فعل شيء خشية من ملاحقتهم من قبل الحكومة المقالة بغزة، حسب قول ابو احمد الذي تأكد من كتابة اسمه وفق ما اشار، وهو من سكان المنطقة، مضيفا، المسجد على ارض حكومية، الان اصبح في مربع صغير 4 مساجد هل هذا هو الدين فقط بناء المساجد، اعتقد ان عيادة طبية افضل من مسجد، ولو ترك متنزه للأطفال الذين يكثر عددهم كل يوم لكان افضل، ولكن للآسف احيانا، قد تكون مصيبا ولكن لا تستطيع ان تأثر لأنك خائف". حسب قوله
الوزير رضوان " قال انه لا يعرف امر هذا المسجد ان الارض الذي بنيت عليه".

الشيخ الداعية الاسلامي وامام مسجد يتبع للجهاد عبد العزيز عودة قال "المساجد هي ضرورة للامة في يوم ترفع ويذكر فيها اسم الله عز وجل، وهي فكرة عبقرية للإسلام لأنه الدين الوحيد الذين يحرك المجتمع 5 مرات في اليوم في اشارة الى الصلوات الخمس، ولكن ما نحذر منه، يتعدى مصالح المساجد من عبادة، فمثلا لا يجوز ان يبنى على أرض للمسلمين مثل نادي او ملعب او مركز طبي، ولا يجوز ان تتحول المساجد الى مقار حزبية او تنظيمية او لطوائف واعراق، لان المساجد هي مؤسسات للامة بأكلها نحن مع رفعة ماكنة المساجد، ورفع ما يحيط بها من سيئات". وفق حديثه

واضاف عودة وهو خطيب مسجد القسام شمال قطاع غزة" المسجد لها 3 مهام في الاسلام هي العلم والعبادة والوحدة، وليس لاحد ان يضع يده على المسجد الا لتحقيق هذه الاهداف، وان أي تعطيل لهذه المسميات، مدان تماما، وبدعة قبيحة، مضيفا وضع المساجد لا يعجبني، فمثلا لا اوافق على وضع رايات حزبية، على اسطح المساجد ولا حتى على تحزبيها من خلال وضع المسجد تابع للجهة جـ او د". وفق توصيفه

وشدد عودة "عندما يصبح المسجد بور للتوتر والتشنج فقد انحرفنا عن الاسلام والدين".

القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الشيخ خضر حبيب قال حول سيطرة حماس على المساجد بالقوة" صراحة هذا امر محزن ومؤسف للغاية، نحن لدينا ارشيف كامل عن الاعتداءات على المساجد من قبل الاخوة في حماس".

مضيفا " نحن نقدم لهم كل لقاء على المستوى السياسي والعسكري، احتجاج رسمي على الممارسات وهي بالعشرات، حيث نأمل ان يتم النظر فيها، نقدمها بصورة دورية ونحتج على هذه المخالفات التي تنفذها الشرطة والقسام، وعناصر محسوبة على حماس".

ويكمل الشيخ حبيب حديثه" نحن لا ننجر او نميل الى المواجهة المباشرة، بل ان درجة التحامل تكلفنا الدماء، مثلما حدث مع عدة من المجاهدين والاخوة في الجهاد والسرايا في اكثر من مكان وحادث (...)، ولكن الجميع يعلم ان الجهاد الاسلامي بندقيته موجهة ضد الاحتلال وليس لغيره، حتى لو سقط ابناءنا بنيران صديقة او بنيران الغدر والخيانة حتى كما حدث في مسجد أ رض الرباط والشهيد جندية".