الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل السلطة على حافة الانهيار

نشر بتاريخ: 27/02/2015 ( آخر تحديث: 27/02/2015 الساعة: 13:32 )

الكاتب: بهاء رحال

ما تريده دوله الاحتلال ليس انهيار السلطة الفلسطينية بشكلها الكامل ولا زوالها كما يشاع من أخبار وكما نسمع من تصريحات اعلامية في مجملها انتخابية يتطلع من خلالها قادة الاحزاب الاسرائيلية المتنافسة للحصول على اكبر عدد من المقاعد داخل الكنيسيت من خلال كسب الرأي العام الذي يجنح نحو التعصب والتشدد كما يراه كل المهتمون والمتابعون للشأن الاسرائيلي ، خاصة وان هذه الاصوات المحرضة ضد الفلسطينيين تزداد عنصرية كلما اقتربنا اكثر من موعد الانتخابات والتي ستجري في آذار القادم .

ومن وجهة نظري فان ما تريده دولة الاحتلال بكل اركانها واطيافها هو اضعاف السلطة اكثر وضرب اركان قوتها حتى تصبح هشة لا تقوى على شيء بالتزامن مع افراغها من مقدراتها السياسية والاقتصادية ، وهذا ما تسعى دولة الاحتلال لتطبيقه على الارض من خلال جملة الاجراءات والسياسات التي تمارسها يومياً من خلال عمليات القرصنة التي تقوم بها والمتمثلة بحجز عائدات اموال الضرائب والتي تعتمد عليها الخزينة الفلسطينية بشكل اساسي ، الأمر الذي أدى الى عجز الحكومة الفلسطينية عن دفعها لرواتب الموظفين خلال الشهريين الماضيين بالاضافة الى المصاريف التشغيلية وغيرها من التزامات تقع على عاتق الحكومة والتي هي في اغلبها لاغراض اجتماعية وصحية وتعليمية ، هذا من جهة ومن جهة اخرى فان حكومة الاحتلال تقوم بالتضييق على المواطنيين من خلال ارتفاع وتيرة عمليات المصادرة للارض الفلسطينية لصالح بناء المستوطنات وفرض اجراءات وقيود عقابية جماعية بالاضافة الى ارتكابها المزيد من جرائم القتل والتي كان اخرها استشهاد الفتى جهاد الجعفري امام منزلة في مخيم الدهيشة ، الى جانب استمرارها في رفض العودة الى المفاوضات وضربها بعرض الحائط كل الدعوات والمطالبات الدولية للكف عن هذه الممارسات والالتزام بالمفاوضات وقرارات الشرعية الدولية .

الصورة التي تريدها دولة الاحتلال لشكل السلطة الفلسطينية مرفوضة شعبيا ووطنياً واخلاقياً ولا يمكن القبول بها وهذا ما حذرت منه القيادة الفلسطينية في كل المحافل الدولية والمحلية وهذا ما تتصدى له بشكل مستمر ولهذا فان المطلوب موقفاً وطنياً موحداً لمواجهة تلك السياسات الرامية الى اضعاف الموقف الفلسطيني وتفتيته ، موقفاً يتفق فيه الكل الفلسطيني على خطوات المرحلة القادمة وان تكون الوحدة على الارض أمراً حتمياً وليس شعاراً أو حبراً على ورق لاسقاط كل ما تخطط له دولة الاحتلال ولفرض الموقف الفلسطيني الذي يضمن لنا عودة الحق كاملاً دون انتقاص .