السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدرسة واد المغير الأولى في فلسطين باستخدام الطاقة النظيفة

نشر بتاريخ: 02/03/2015 ( آخر تحديث: 02/03/2015 الساعة: 12:26 )
الخليل - معا - تعتبر مدرسة واد المغير في تربية الخليل الأولى على مستوى الوطن والشرق الأوسط في استغلال الحرارة الجوفية في باطن الأرض " الجيوثيرمال" لتدفئة المدرسة خلال فصل الشتاء وتبريدها في فصل الصيف من خلال خنادق وقنوات داخل الأرض تنقل حرارتها الثابتة صيفا وشتاء إلى الغرف المدرسية وعمل مداخن على سطح المدرسة بنهاياتها ألواح زجاج شمسية تهدف لتسخين الهواء وشفطه لعمل حركة و تدوير وتهوية بالغرف الصفية، وذلك ضمن المشروع البلجيكي في وزارة التربية والتعليم العالي.

وحضر إطلاق عملية تقييم النظام بمرحلته الأولى وكيفية عمله النائب الإداري بمديرية التربية والتعليم عبد الرحمن الدراويش ومدير دائرة التصميم والإشراف الهندسي بالوزارة م. فخري الصفدي والمستشار الفني للمشروع "يان فان ليت" ورئيس قسم الأبنية بالمديرية عمر نيروخ ورؤساء أقسام الإدارة العامة للأبنية، م. نذير عبد الصمد الاستشاري الألماني الذي صمم النظام والدكتور مهند حسين من جامعة النجاح الوطنية الذي سيشارك في عملية التقييم.

ورحب الدراويش بمهندسي وزارة التربية والتعليم من محافظات الوطن وكذلك المشرفين على مشروع بناء المدرسة وأكد على أهمية تطبيق الأنظمة الحديثة وصديقة للبيئة في المدارس، وحصول الطلبة على جو مناسب وبيئة جاذبة للطلبة خلال العام الدراسي وكذلك مكوثهم في جو بيئي صحي بالمدرسة من خلال تكرار الهواء والتدفئة خلال فصل الشتاء وبرودة صفوف المدرسة خلال الصيف.

وأشار الصفدي إلى آلية عمل النظام " الجيوثيرمال" لتكييف الغرف الصفية من باطن الأرض باعتبار أن درجة حرارة الأرض ثابتة على مسافة 5 متر بـ 17 درجة مئوية، وعرض فكرة النظام التي تقوم على نقل طاقة الحرارة من باطن الأرض من خلال الخنادق الخراسانية المبنية على عمق 5 متر وبدرجة حرارة الأرض الثابتة ونقلها من خلال هذه الممرات والإنفاق عبر الجدران الخراسانية للغرف الصفية بحيث تكون دافئة ومناسبة شتاء وصيفا، حيث مداخل الخنادق خارج المبنى على مسافة 50م وبعمق 5 متر وتسير عبر أنفاق وممرات في الأرض وصولا للمدرسة وتوزيع مخارج عبر نظام تهوية موزع بالمدرسة وكذلك وصول مخارج الهواء على السطح عبر مداخن وبارتفاعات مختلفة تصل لـ5م، ويعتمد النظام على الهواء فقط دون أي وسائل ميكانيكية أو كهربائية مثل المضخات أو المراوح أو ما شابه ذلك.

وأضاف بأن حركة الهواء عند المداخل أو عند المداخن على سطح المدرسة تؤدي لحدوث فرق في الضغط الجوي داخل الأنفاق التي يوجد لكل منها فتحة في كل غرفة صفية، وبسبب فرق درجة حرارة الهواء بين خارج المبنى وداخل الغرف الصفية، ودرجة حرارة الهواء الصاعد من باطن الأرض عبر هذه القنوات فإن الهواء البارد القادم من الأنفاق يدخل إلى داخل الغرف الصفية من الفتحة المخصصة لذلك طارداً الهواء الساخن الأخفّ وزناً الذي يرتفع للأعلى ويخرج عبر المداخن للسطح في فصل الصيف، ويحدث العكس في فصل الشتاء.

ونوه إلى وجود فتحة في كل غرفة صفية لإدخال الهواء الذي من المفروض أن يحمل درجة حرارة الأرض الثابتة وفي فصل الصيف والشتاء وأخرى ليخرج عبر عملية تدوير وتبديل للهواء.

كما أسلف إلى وجود غرفة صفية واحدة بدون النظام في المدرسة وذلك لعمل دراسات وإحصائيات والمقارنة بالمدرسة وفحص مدى فعالية النظام فيها وتقييمها متمنيا لهذا النظام النجاح والوصول للهدف المرجو منه.

واوضح إلى أنة سيتم مراقبة النظام خلال عام كامل تحت التجربة لدراسة مدى فعاليته في حال نجحت فكرة النظام سيتم دراسة إمكانية تعميمها في بناء مدارس أخرى.

من جانبه استعرض المستشار الفني للمشروع "يان فان ليت" أهمية بان تكون المدرسة صديقة للبيئة وإقامة نظام تدفئة غير مكلفة وفعالة في نفس الوقت بالمدرسة وحرصهم على الجودة ومناخ جاذب فيها.

من جانبه استعرض م. نذير المصمم للنظام بدايات تاريخه من نيويورك وكيفية استغلال طاقة الحرارة من باطن الأرض وكذلك في كندا ودبي ودمشق وتطبيقها في مدن كبيرة والوصول بها إلى مدرسة واد المغير في الخليل.

وأشاد المستشار المحلي لوزارة التربية للمشروع د.م مهند الحج حسين بالتعاون مع جامعة النجاح، وهذا النظام يعتبر أول مرة يتم تنفيذه في فلسطين ومدارس فلسطين كنظام بيئي ومستدام أذا اعتبر أنه ناجح لتنفيذه بمدارس أخرى.

وذكر إلى وجود بعض الملاحظات والنقاط الايجابية والسلبية حول المشروع ودراسة مدى نجاعته بمحافظة الخليل باعتبارها من المناطق الباردة ولكن ذلك سيكون بعد المرحلة التجريبية للنظام لمدة عام وقراءة إحصائيات والأرقام حوله مدى فعاليته في المدرسة واستغلال نجاحه في مدارس أخرى وتطوير الأنظمة في حال نفذت في مناطق أخرى.