الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

طفلٌ يرى الموتَ قبل موته في بحر هائج

نشر بتاريخ: 25/03/2015 ( آخر تحديث: 25/03/2015 الساعة: 11:49 )

الكاتب: عطا الله شاهين

كانتْ عينا الطّفلَ وهو يغرقُ ببطء في بحرٍ هائج تنظران صوبَ ذااك القبطان علّه ينقذه من الغرق ، لكنّ القبطانَ يرى المشهدَ ولا يحرّك ساكنا.. يستعد للهروب رغم صرخات ذاك الطفل الذي رأى والديه يغرقان أمام عينيه دون أن ينقذهما ذلك القبطان الفاقد للإنسانية..

إن مشهد الطفل وهو يغرق في عرض البحر وعينان بلا شفقة تنظران إليه من على متن مركب ولا يقدم له يد العون فذاك المشهد يشقُّ السماء .. الطفل يحاول بصرخاته المدوية أن تحرك مشاعر ذلك القبطان، ولكنه لم يأبه لغرقه وظل ينظر بعينيه الوقحتين صوب الطفل وكأنه يقول له مت هنا .. الطفل لحظتها يرى الموت أمام عينيه وهو لا يستطيع العوم في بحر مجنون لا يهدأ .. 

لا أحد يسمعه هناك .. صرخاته تصل إلى السماء ولكن الموت ينتظره .. يسلم نفسه للبحر ويغوص ..

إن المشهد الحزين لغرق طفل في عمر الزهور إنما يبكّي البحر .. الطفل يغوص وتغرق معه أحلامه ذلك المشهد حزين لأن إنسانية القبطان ماتت على مرأى الرب .. فروح الطفل ستلاحقه وتعذّبه .. هل سيكون مشهد الطفل الذي غرق أمامه عبرة له لكي يصحوَ ويتركُ عمله القذر ..