نشر بتاريخ: 26/03/2015 ( آخر تحديث: 26/03/2015 الساعة: 16:34 )
رام الله - معا -
شيع الالاف، اليوم الخميس، جثمان الشهيد علي صافي إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في مخيم الجلزون للاجئين شمال رام الله، ليزف عريساً كما كان يقول لأصدقائه وأقرانه، ومن شاركه في رحى المواجهات شبه الدائمة مع قوات الاحتلال.
وكان الشاب صافي من مخيم الجلزون أعلن عن استشهاده عصر أمس، متأثراً بجروح أصيب بها قبل أسبوع تقريباً، حيث أصيب بعيار من نوع "توتو" في البطن، أدى إلى حدوث نزيف داخلي دائم، جراء إصابة الرصاصة العديد من أجزائه الداخلية.
وانطلق موكب التشييع من داخل مجمع فلسطين الطبي، حيث سار الموكب الجنائزي في السيارات وصولاً إلى مخيم الجلزون للاجئين، وسجي جثمانه الطاهر الثرى في منزله، لتلقي عائلته وأقرباءه نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر.
ومن المنزل حمل الشبان الشهيد علي على الأكتاف، ولف بالعلم الفلسطيني، وعلم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي ينتمي لها، لتؤدى عليه صلاة الجنازة في مسجد المخيم، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في المقبرة.
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار لوكالة معا : واهم من يعتقد أن الاحتلال سيوقف اعتداءاته واجرامه بحق الشعب الفلسطيني، لأنه في صلب مكنونه المجرم والفاشي، فحينما يستهدف الشباب الفلسطيني بهذه الطريقة الوحشية ليسقط الشهيد تلو الشهيد، فهذا يؤشر على أن الاحتلال سيصعد أيضاً من إجراءاته العدوانية.
وأكدت جرار أن سقوط الشهيد علي صافي هو دليل على أن أي شكل من أشكال مقاومة الاحتلال ومن أشكال التصدي للاحتلال يكرسه الشباب الفلسطيني، ليقدم روحه فداء لوطنه.
من ناحيته، أكد رئيس رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الجلزون، محمود مبارك، أن المخيم بات يتعرض لهجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج وغير طبيعي، مؤكداً أن هناك إصابات ومواجهات يومية بين شبان المخيم وقوات الاحتلال.
وبين مبارك أن الشهيد علي هو الأول هذا العام، وسبقه أربعة آخرون استشهدوا العام الماضي في المخيم.
اختار الشهادة..
"خيرني علي بين الشهادة والاعتقال، لكن لساني لم يسعفني بالرد فقلت له ربنا يطعمك ما تريد، فقال: أنا اخترت الشهادة"... هذا كان الحوار الأخير فيما بين الشهيد الشاب علي محمود صافي (20) عاماً، ووالدته، قبيل إصابته بدقائق.
وعلي كان ضمن العشرات من أبناء مخيم الجلزون، الذي ما يزال يقدم الشهيد تلو الآخر، الذين خرجوا في مسيرة جماهيرية، ضد أعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال بجوار الشارع الرئيسي رام الله نابلس، والذي يمر بجوار المخيم، لتأتي المسيرة رفضاً لضم أراضي المواطنين الفلسطينيين إلى داخل حدود المستوطنة، وإقامة جدار عازل على حساب المواطنين.
علي كان واحداً من ضمن العشرات، الذين حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعهم بشتى السبل، لكن رصاصها الذي أصاب صدره، وأصيب آخرين، لم ينل من عزم هؤلاء الشبان والفتية، الذين ما يزالون يمارسون قناعتهم بضرورة مواجهة المحتل، فأصيب علي إصابة خطيرة، استشهد بعدها بأسبوع.
رصاص متفجر استخدمته قوات الاحتلال باتجاه الشبان، فأصيب علي في صدره، فأدت الرصاصة إلى إصابات بليغة في الكبد والكلى والبنكرياس والشريان الأبهر والعمود الفقري، قبل أن تخرج من جسده.
متابعة: فراس طنينة