الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيع "أون لاين" في غزة

نشر بتاريخ: 19/04/2015 ( آخر تحديث: 19/04/2015 الساعة: 14:33 )
بيع "أون لاين" في غزة

غزة- تقرير معا- البيع "أون لاين" أو البيع باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي طريقة للتجارة انتشرت بين الخرجين في قطاع غزة، وحتى بين ربات البيوت التي لا تسمح لهن ظروف الحياة بان يفتتحن نقطة بيع للعرض فتقوم بعرض منتجاتها عبر صفحات المواقع الاجتماعية "فيسبوك انستجرام وتويتر".

نورما خرما بدأت بالبيع "أون لاين" منذ سنتين واستطاعت خلال هذه الفترة ان تبنى جسور ثقة مع زبائن لا يرونها ولا يعرفونها ولكنهم على تواصل معها عبر صفحتها على الفيسبوك، حيث بدأت باستيراد بعض الاكسسورارات أيضا عن طريق الشراء "أون لاين" من هونج كونج وكوريا وتقوم بتسويقها في غزة.

وتقول: "المشروع في بدايته كان صعبا لان الناس تخاف أن تشتري سلعة لا تراها ولا تلمسها الا من خلال صورة معروضة، كما ان التخوف كان من عدم مطابقة الصورة للمنتج" مبينة انها بحثت عن وسيلة تطمئن الزبائن من طريقة البيع حيث كانت تسمح باستبدال السلعة ومن خلال عرض منتجاتها في معارض استطاعت خرما ام تبني ثقة بينها وبين الزبائن وهذا ما شجعها لإدخال منتجات اخرى.

وحول اختيارها لمواقع التواصل الاجتماعي بدلا من فتح نقطة بيع تقول خرما: "حياتنا كلها صارت فيس بوك ومواقع تواصل اجتماعي والبيع اون لاين قليل التكلفة والجهد... الناس تحب ان تاتي السلعة اليها بدل ان تبحث عنها لساعات طويلة".


فرصة لتنمية الهوايات:

ويعطي البيع "أون لاين" فرص للمبدعين من اجل نشر تصاميمهم وإبداعاتهم التي تصنعها ايديهم على نطاق واسع بدون رأس مال وبدون تكلفة.

ديما مكي طالبة في السنة الثالثة دفعها حبها للعمل اليدوي للإكسسوارات الى تسويقها عبر صفحة خاصة على الفيسبوك والدخول الى عالم البيع "أون لاين".

منذ صغرها كانت تحب ديما لبس الاكسسورات فأخذت بمساعدة مواقع المشاهدة على الانترنت بصنع هذه الاكسسوارات بيديها بأدوات بسيطة وتكلفة تكفل بها والدها وتقول: "عدت لصناعة الاكسسوارات بشكل يدوي قبل سبعة شهور ولم افكر يوما بعرضها الا ان اصرار صديقات وتشجيع امي خضت تجربة البيع اون لاين".

وتقول ديما ان البيع اون لاين لا يحتاج الى راس مال كما يحتاجه المشروع بنقطة بيع معينة كما انه غير ملزمة بدوام معين وغير مضطرة الى عمل كميات كبيرة تعرض في المحل التجاري وانما تقوم بالتنسيق مع احتياجاتها العلمية قبل البدء بالعمل والعرض "أون لاين".

تميزت ديما بعمل ساعات يد مستوحاة من التطريز الفلاحي واستعانت بمواقع المشاهدة على الانترنت من اجل تحسين منتجاتها وبينت ان الكثير من الطلبيات كانت من خارج فلسطين وبحكم عمل والدها في الضفة والأردن استطاعت تلبية حاجات الزبائن في هاتين المنطقتين.

وبينت ديما ان فكرة البيع اون لاين جعلها تعتمد على نفسها من الناحية الاقتصادية كونها اصبحت قادرة على توفير راس المال وجني ارباحا من خلال البيع اون لاين.

مؤيد ومعارض للشراء اون لاين:
ميرفت أبو راس تلجأ الى الشراء اون لاين اضطراريا عندما لا تسمح لها الظروف بالتسوق في المحلات التجارية مبينة ان التسوق اون لاين يلبي رغباتها احيانا وفي بعض الاحيان لا يلبي وتقول: "البيع اون لاين جيد لصاحب المشروع لأنه يعفيه من كل المسئوليات المترتبة على فتح متجر".

وتتابع:"لا يلبي رغباتي انني الجا احيانا لشراء سلعة معينة لا اعرف عنها شيئا إلا من خلال صورة قد لا تكون متتطابقة للمنتج المشتري بالإضافة الى ان هذه السلع تتميز بأنها غالية الثمن مقارنة بالسوق"

وتوضح انها اشترت مرتين فقط اون لاين فقط لأنها لم تجد طلباتها في السوق التجاري مبينة انها تحب رؤية الشيء عن قرب وليس عن طريق صورة.

اما هالة جمعة فخففت بدورها الشراء اون لاين لما استنزفه من مبالغ كبيرة دفعتها مقابل الحصول على السلعة في منزلها بدون ان تذهب لشرائها مبينة انها كانت كثيرة الطلب على السلعة من خلال الانترنت.

وبينت جمعة ان الشراء اون لاين يوفر عليها تعب البحث عن السلعة في السوق خاصة ان لديها اثنان من الابناء مبينة انها في كثير من الاحيان اشترت الكثير من الملابس والاكسسورات وبعض ادوات المطبخ في بعض الاحيان حسب المنتجات المعروضة وجودتها.

وعن الاسعار تقول جمعة ان الاسعار بين مناسبة وإذا كانت غالية الثمن فهي لأنها تصل الى باب البيت وتوفر وقت وجهد السوق مبينة انها لمست المصداقية مع بعض الصفحات التي كانت تشتري منها ولم تقم بترجيع أي سلعة اشترتها إلا لمرة واحدة فقط.


غياب الاهتمام الحكومي والأكاديمي:

تمارس هذه الفئة من المجتمع التجارة الالكترونية او ما يعرف بـالـ"ECOMMERCE وهو مصطلح جديد في عالم الاقتصاد ظهر مع انتشار الإنترنت بتجارب شخصية تعتمد على جهود الفرد نفسه.

الخبير الاقتصادي امين ابو عيشة اوضح ان نسبة المشاركة في التجارة الالكترونية تتراوح مابين 3الى 5% فقط في الدول العربية بينما يعتمد اكثر من 50% من الشعب الامريكي في عمليات البيع والشراء على الشبكة العنكبوتية.

وشدد ابو عيشة ان هناك قصور ليس فقط على المستوى الحكومي بل ايضا يمتد الى الجامعات وخاصة كليات التجارة في نشر مفهوم التسوق الالكتروني مشيرا الى غياب المواد التي تدرس ابجديات التسوق الالكتروني.

ويقول ابو عيشة ان التجارة الالكترونية او التسوق عبر الانترنت يساهم في خفض معدلات البطالة حيث يعتمد على المشاريع الصغيرة التي هي اساس التنمية الاقتصادية في أي بلد بالإضافة الى كونه يوفر الوقت والجهد ويخلق فرص عمل لعشرات الخرجين العاطلين عن العمل بالإضافة الى انه يقضي على المكانية في ظل وجوده اون لاين 24 ساعة.

ويشير ابو عيشة ان التسوق الالكتروني يعتمد على توفير الثقة بين البائع والمشتري كونه سوق افتراضي قد لا تتطابق مواصفات المنتج مع المعروض عبر الانترنت كما حذر من ان التسوق الالكتروني قد يعرض البعض للعمليات قرصنة .
وشدد ابو عيشة الى انه اذا ما مارست الحكومة والجامعات دور في النهوض بالتسوق الالكتروني فذلك من شانه يضيف قيمة للاقتصادي الوطني باعتباره قيمة اقتصادية رقمية جديدة.

ودعا الى تطوير المناهج في الجامعات في مجال المال والأعمال بما يتوافق مع التطور التكنولوجي وعقد ورش العمل لعرض تجارب الناجحين في هذا المجال مشيرا الى انه اذا وصل التسوق الالكتروني الى نسبة 10% فهذا يعني ان هناك تقدم ونضج في استخدام هذا المجال.

احصائيات:

نسبة مستخدمي الإنترنت الذين يشترون بواسطة الشبكة مباشرة كانت أعلى في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وشمال أوروبا الغربية خلال الفترة 2000-2001، إذ بلغت نسبت مستخدمي الشبكة بعمليات شراء على الشبكة مباشرة حوالي 38%، أما في المكسيك فقد بلغت النسبة أقل من 0.6%.

اما التشريعات العربية في شأن التجارة الإليكترونية فتنمو ببطء وعلى استحياء فحتى الآن لم يصدر سوى قانون التجارة الإليكترونية في تونس ودبي والأردن والبحرين وفي مصر أعد مشروع لهذا القانون بمعرفة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ولا زال حبيساً في الأدراج حتى الآن، كما أعد تشريع التجارة عن بعد في الكويت ولم يصدر بعد.

تقرير:هدية الغول