الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"مُغر العبيد"- توقف الزمن والحياة مستمرة

نشر بتاريخ: 18/04/2015 ( آخر تحديث: 18/04/2015 الساعة: 09:59 )
"مُغر العبيد"- توقف الزمن والحياة مستمرة
الخليل - تقرير معا - في هذه المنطقة التي توقف بها الزمن يعيش عشرون نسمة، وكانوا لغاية خمس سنوات خلت يعيشون في العصور الوسطى، قبل أن تصلهم الكهرباء بواسطة الخلايا الشمسية، وفي يوم يستيقظون فيه من النوم، يشكرون الله على إعادتهم للحياة من جديد.

بيوتهم من المُغر، وسميت منطقتهم بـ "مُغر العبيد"، وكان يعيش في هذه المنطقة فيما مضى نحو عشرون عائلة، بقيت منها ثلاث عائلات فقط، يعتاشون على تربية المواشي وفلاحة ما تبقى من أراضيهم التي التهمتها المستوطنات الاسرائيلية شمال مدينة يطا.

ام صلاح مخامرة تعيش في إحدى هذه المغر مع عائلتها المكونة من اثنا عشر نسمة، وهي تعيش في المُغر من ما يزيد عن سبعة وعشرين عاماً.

تقول ام صلاح لمراسل معا في الخليل:" تعودت على العيش داخل هذه المُغر، اليوم الحياة أصبحت سهلة نوعاً ما بعد وصول الكهرباء التي نستخدمها في إضاءة البيت، لا يوجد لدينا تلفاز ولا نعلم ما يدور حولنا في العالم، الا من خلال احاديثنا مع المجاورين".

وأضافت:" لا أذكر ان قام أحد من المسؤولين بزيارتنا، ونشكر دائرة البيطرة التي تزورنا باستمرار، نحتاج للكثير من الخدمات، أقرب عيادة صحية تبعد عنا مسيرة ساعتين على الاقدام صيفاً وثلاث ساعات شتاءً، والطريق وعرة جداً".

قبل سنوات قرر ابو صلاح، بناء حمام للاسرة، لكن سلطات الاحتلال، حضرت الى المكان وهدمته، وحرمت العائلة من استخدامه، وزادت ام صلاح في حديثها:" اكثر ما يقلقنا انا وزوجي واسرتي هو المستوطنين، ومع اقتراب موعد الحصيدة يقوم المستوطنون برعي اغنامهم داخل مراعينا وفي اراضينا ويسرقوننا باستمرار تحت تهديد السلاح وحماية جيش الاحتلال".

منار مخامرة في الثامنة عشر من عمرها، تدرس في جامعة القدس المفتوحة مركز يطا التعليمي، تروي حكايتها مع التعليم:" درست في قرية اللتوانه وكنا انا واخوتي نصل للمدرسة بعد ثلاث ساعات وفي أحيان خمس ساعات، والمسافة التي تفصلنا عن اللتوانه ساعة ونصف مشياً على الاقدام. وهذا بفعل المستوطنات والتوسع الاستيطاني في المنطقة.

وتابعت منار:" شجعني والدي على اكمال دراستي والالتحاق بالجامعة، ونظراً لضيق الحال قررت الدراسة في جامعة القدس المفتوحة، وأذهب احياناً مرتين او ثلاث مرات الى الجامعة اسبوعياً في مدينة يطا، في كل مرة أمشي ساعتين على الاقدام، حتى اصل للشارع الرئيسي، وانتظر مرور سيارة استقلها الى الكرمل ومن ثم الى جامعتي".

وحينما تعود منار من دراستها، تساعد والدتها مع شقيقتها في اعمال البيت والاعتناء بالماشية، اما الاعتناء بالدواجن فهو من مسؤولية الطفلة شهد في الخامسة من عمرها.

كانت تلاحق الدجاجات وتجمع البيض، قالت لنا:" سأذهب للروضة قريباً، ومن ثم الى المدرسة".

وحينما تذهب شهد الى الروضة يكون حظها في التعليم أفضل من شقيقتها منار، حيث لم تذهب منار الى الروضة، لكنها تذهب الى الجامعة برغم الصعوبات التي تواجهها، فهل سيكون حظ شهد من التعليم في الجامعة أفضل حالاً من منار، هذا ما ستثبته الايام.

فرب هذه الاسرة يعيش في المنطقة منذ عقود، وقد يُجبره الاحتلال والتوسع الاستيطاني على الرحيل عن مغارته ويُصبح كل شي في هذه المنطقة أثراً بعد عين، بعد بناء المستوطنات.

تقرير: محمد العويوي