الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

السلفية اتفاق وخلاف..ولا خروج على ولي الامر

نشر بتاريخ: 27/04/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
السلفية اتفاق وخلاف..ولا خروج على ولي الامر

بيت لحم - خاص معا - يعتقد الكثيرون في فلسطين أن السلفية تنظيم يضم في عضويته عددا من الأفراد قل عددهم أو كثر مثل باقي التنظيمات الفلسطينية كـ حماس وفتح والشعبية والديمقراطية وغيرها من الفصائل، لكن المتتبع للسلفية يجد أنها اكبر وأوسع من ذلك وربما تشمل حيز المسلمين جميعا في فلسطين حسب دعاتها، لكن الاختلاف يكون في تطبيق مبادئها وأتباعها من شخص لآخر.

وكالة معا حاولت تعريف المواطن بطريقة أوسع حول السلفية من حيث تعرفها كمصطلح ونشأتها والمبادئ التي تقوم عليها، وأطرها وفروعها في فلسطين، وبماذا تختلف عن السلفية الجهادية وموقفها من الانتخابات والرئيس ... الخ والتقت بـ الشيخ جهاد عايش قيادي بارز في السلفية في الضفة الغربية، ورئيس مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، والشيخ ياسين الاسطل رئيس المجلس العلمي للدعوى السلفية في فلسطين .

السلفية.. النشأة والمبادئ:
قال الشيخ جهاد عايش لـ معا أن السلفية في فلسطين ليست جماعة عارضة أو دخيلة عليها إنما ضاربة جذورها فيها منذ أن دخلها الفتح الإسلامي وأرسى دعائمها النبي يوم أن صلى إماما بالأنبياء والمرسلين في المسجد الأقصى, فيخطئ من يظن أن السلفية مذهبا أو فكرا أو جماعة منفصلا عن ما جاء به النبي فالسلفية ليست حزبا دَون أفكارها ونادى بها وإليها , أحد من البشر , ولا جماعة نظمت لنفسها طقوسا خاصة بها دون غيرها من الناس . .jpg?_mhk=83c7f6490e12eecb18cf7044fe67fdc0c0ea4b0bfc080710a3316b96c45d580fe0607e819d93822e2041bd57d9cde3cc' align='center' />

328744* الشيخ جهاد العايش
aa0000">أفرادها في فلسطين:
وقال الشيخ جهاد "كما أسلفت لكم السلفية تيار نابض في الأمة؛ فأفراد الشعب الفلسطيني سلفيون بالفطرة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كل مولود يولد على الفطرة "، فليس لي أبدا أن أفرق بين أفراد الشعب الفلسطيني السني المسلم ومن الطبيعي جدا أن يكونوا متفاوتين في مدى التزامهم بهدي النبي وسنته أو جَانَبَهُم الصواب في بعض مسائل الدين أو قصروا فيه , فهذا لا يصرف عنهم أن يكونوا من أهل السنة والجماعة.

وتابع يسرد " كل راصد للدعوة السلفية أو ناقم عليها عليه أن يدرك أن منهج السلف تجاوز الحدود والأطر التنظيمية وحطم أصنام الحزبية المقيتة فاستقر في قلوب الناس من غير استمارة ترشيح أو بطاقة للعضوية للدخول أو الانتساب للمنهج السلفي".
حينها سيصعب علينا جميعا إحصاء أتباع المنهج السلفي في فلسطين عندما ندرك أن عجائز فلسطين كذلك هي سلفية .


موقفها من الانتخابات وهل فكرت يوما في خوضها؟
أضاف الشيخ جهاد : نحن نتحرك وفق قواعد وضوابط المنهج الرباني , وندور حيث دارت المصلحة الشرعية للأمة وليست مصلحة أفراد منا أو مؤسسات سلفية، ونسير وفق قاعدة تقديم المصالح على المفاسد والنظر في أخف الضررين وأهون الشرين وان كنا لا نرجوا و لا نعقد على التشريعية أو الرئاسية آمالا لأنهم في الحقيقة وبالجملة خيبوا الآمال فضلا على أنهم لا يملكون لأنفسهم قرارا حتى يملكون قرارا نافذا نافعا صائبا للشعب في ظل احتلال وعدو يقهر الرئيس والمرؤوس , فالرئاسة في ظل يهود في حقيقتها سراب ووهم ومذلة" .

أما أنا فلا يمكن لي أبدا أن أفكر بهما في ظل احتلال إسرائيلي لا يحترم المواثيق ولا العهود فهي بالنسبة لي مغرم ديني وتاريخي و اعتباري , وأنا شخصيا أفهم أن قيادة الجماهير هم من يدفعك إليها دفعا حينما تستحقها, لا أن تتدافع إليها وتتنازعها حتى تذهب ما في وجهك من ماء طمعا في جواز دبلوماسي أو سيارة أو امتيازات أخرى ! قال الشيخ جهاد .


لكن هذا الموقف خالفه الشيخ ياسين الاسطل بقوله " إن المجلس العلمي للدعوة السلفية يؤيد الانتخابات ، وقد بارك هذه الخطوبة باعتبار أنها أسلوب ديمقراطي للوصول إلى ترتيب أوضاع الناس السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


وقال انه في حال قررت خوض الانتخابات فإني أخوضها من باب دعم جمهور الناس كلهم وليس السلفية وحدها . .jpg?_mhk=5198591f8da68c6adfb215851a90a5e3e6a4653060f15c62877afacf876d72e8f48c70677c99fd477ccfc4bee70b9a9b' align='center' />

328743* الشيخ ياسين الاسطل
aa0000">بماذا تختلفون عن السلفية الجهادية؟ وموقفكم من المقاومة والجهاد؟
لا شك أن مقارعة العدو وتضييق الخناق عليه مطلب شرعي حتى لا يفترش أو يفترس أو يستحكم بقبضته الحديدية البلاد والعباد وقررت الشريعة أنواع الجهاد إلى أصناف ثلاثة وهي : جهاد الطلب وهو مقارعة الأعداء في أماكنهم لفتح البلاد، وجهاد دفع : وهو لرد عدوان الصائل عن البلاد، وجهاد رفع : وهو مقارعة العدو حينما يتمكن من البلاد ورقاب العباد , وهو حال الإسرائيليين في فلسطين اليوم .- كما وصف العايش

اطر وأقسام السلفية :
أكد الشيخ جهاد عايش والشيخ ياسين الاسطل أن السلفية في أصلها واحدة لا سلفيات.. وما تطالعنا به التقارير والأخبار بين الحين والآخر بمصطلحات ومسميات لم نعرفها من قبل , حتى غدت هذه المصطلحات بحاجة إلى تعريفات علمية واصطلاحية , أو قل تعريفات حزبية كما يريدها ويهواها أصحابها أحيانا أو من كان وراءها .

وقال الشبخ عايش :" الغريب في الأمر أن بعضا من أصحابها قد ارتضى بها من أسماء ينسب إليها ويفتخر بها .
هذه المسميات وما تمخض عنها من جماعات تنسب للسلفية كانت سببا في تفريق صف عرف عنه بأنه من أمتن وأصلب الجماعات بعقيدتها ورصانة منهجها , بل وكنا نساوم قبل ما يزيد عن ربع قرن من الزمن على استحالة اختراقها أو تفتيت كيانها !
نعم إنها " السلفية " بشموليتها العقائدية والفقهية والمنهجية والفكرية.. أما بعض منتسبي سلفية اليوم انقسموا إلى سلفيات متعددة لا محالة رضوا بذلك أو لم يرضوا لأنه قد فرض علينا وعليهم الأمر عنوة , ومنها ما وصفوه بـــ:
1- سلفية علمية : وهي التي انكفأت على العلم من دروس ودورات علمية منهجية رصينة في دورة تلو دورة , وعاشت بين الكتب قراءة وتأليفا وتحقيقا, لا هم لها ولا تحرك ساكنا فيما يجري حولها من أحداث عظام جسام .
2- سلفية حركية أو دعوية : وهي التي أطرت العمل الدعوي والعلمي في مؤسسات ونقابات وجمعيات وجماعات , ورأت في ذلك واجبًا ومخرجًا لنصرة الدين ونشره .
3- سلفية جهادية : وهي التي تبعت الحيلة أينما كانت من ساحات الوغى نصرة للدين ودفعا للصائل , ورأى بعضهم أن غيرهم ركنوا إلى الدنيا ورضوا بالطواغيت وركنوا إليهم أولياء أمور لهم لا يصدرون إلا عن أمرهم , حتى وإن منعوهم نصرة المستضعفين استجابوا لأمرهم .
4- سلفية تكفيرية : وهم أضراب ومستويات ودرجات في تكفير الحكام بخاصة ومن والاهم وتمثلت هذه السلفية المزعومة بألوان ومسميات عدة من الجماعات المتناثرة هنا و هناك.
5- سلفية تبديعية : وأضافوا إليهم المنبطحين تحت أقدام السلطان , ومن سماتها أنها سريعة الانشطار , وقرون الاستشعار التي تمتلكها عالية الدقة التي تتحسس مواطن التبديع في المشايخ والدعاة بخاصة ولو بالشبهة, لدرجة أنها تصيب من يمكن أن يكون من خاصة رجالها فترديه صريعا بين أنياب فريق المبدعين حتى يحكم عليه بالخروج من السلفية وسحب عضويته منها وتركه وحيدا تتلاعب به عواصف ورياح التبديع والتفسيق .
مع إنكارنا لهذه الانشطارات والانقسامات التي لم يتوقف قطارها بعد , التي حدثت للسلفية أو ألصقت بها وهي كثيرة جدا ومدروسة بعناية مع سبق الإصرار والترصد أفرزتها جهالة أتباعها أو مطابخ مراكز الفكر الغربي ودهاليز رجال الأمن والسياسة هناك وذيولهم في بعض دولنا, الذي رأى بهذه الدعوة الصافية سببا رئيسا إلى عودة جمهور المسلمين إلى الإسلام الصحيح , ومن جانب آخر هو الكيد من بعض الإطراف الإسلامية من فرق وجماعات ضالة , امتلأ قلبها حقدا وحسدا وغيظًا على هذه الدعوة ورجالها الصادقين وما حققته من نجاحات وقبول في مشارق الأرض ومغربها , فكانت المؤامرة من عدو متربص وصديق جاهل !
ومع ما سبق من تعريفات وتوصيفات , إلا أنك تجدنا مضطرين إلى قبول بعض هذه الأوصاف على أصحابها , والتبرؤ من أخرى هروبا من إلصاق التهم وأفعال البعض المشينة التي لا تنسجم مع الشرع ولا العقل .


إذا نحن مضطرون من جانب للتعامل مع هذه المصطلحات الحادثة, لأنها : أصبحت أمرا واقعا كل منهم له منهجه ورموزه وأتباعه ومؤسساته وحاضنيه من جماعات أو غير ذلك وضرورة التمايز بين الغث والسمين منها بل والتبرؤ أحيانا من أفعال تصدر من البعض تخالف أصول الدين كأحداث مفاسدها واضحة من قتل في بلاد المسلمين عند بعض الجماعات وأخرى في طعن في علماء الأمة وشباب الصحوة و الأمثلة كثيرة لا تكاد أن تحصى وليست هي مرادي في هذا المقام . قد يعاتبني البعض لماذا هذا النقد الصريح و المعلن على الملأ , أقول :
- لم يعد الأمر سراً , فقد أصبح يعرفه القاصي والداني الموحد والمشرك بل ويتندر به بعض العامة .
- كثير من هذه الجماعات أصبحت ألعوبة بيد المخابرات كانت عربية أو أجنبية توجهها كيفما تشاء وتشتهي.
- وقد يكون هو الأسلوب الأوحد للتحذير وإعلان النفير أمام مؤسسات الاختراق للصف الإسلامي , وكشف شيئٍ من ألاعيبهم أمام الملأ ومن يدورون في فلكهم, بعدما أصبحت المعركة مكشوفة .

ومن وجهة نظر أخرى أتبناها وأدعو لها , وهو رفض تجزئة الدعوة السلفية بهذه الطريقة المشينة لأنها دعوة في حقيقتها شاملة النواحي كاملة المباني و المقاصد الشرعية , فتجزيئها هو منقصة بحقها , فالسلفي الحق والمتبع لكتاب الله تعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم هو ذاك السلفي العلمي حال وجوده جاثيا ركبه في محاضن العلم والعلماء , وهو ذاته الذي يلبي منادي الجهاد في بلاد المسلمين التي تدفع عن نفسها صولة الكافر الذي جثم على بلاد إسلامية كثيرة سقطت وتسقط تترى على يد أنواع وألوان من جيوش الكفر فهاهي فلسطين تنتظر هؤلاء المجاهدين الصادقين ليخلصوها من أنياب الصهاينة المعتدين وشقيقتها سورية غارقة في دمائها , وجارتها العراق وشرقها أفغانستان , وبعيدا عنها بورما وغيرهم كثير من بلاد الإسلام التي تنتظر ذلكم السلفي أو قل المسلم المتبع لهدي النبي حق الاتباع أن يشمر عن ساعد البطولة في وجه الظلم والطغيان .

وهو ذاته لما يكون في بلاد ينتظم فيها الأمر , يكون سلفيا حركيا يُنظم الصفوف ويغيث الملهوف ويصنع المعروف , من خلال مؤسسات وجماعات وجمعيات نفعية دعوية.

أما ذاك المنسوب للسلفية الذي هَجَرَ وبدَّع وفسَّق , وصِنوُهُ من وقع في التكفير وبالغ فيه وحكم على عامة المسلمين بالردة والكفر, عليهم أن يتقوا الله في الأمة ويمعنوا النظر بفهم دقيق يتناسب مع زمان وحال المسلمين ,وأن يحذروا السير في ركب أعداء الأمة الذين أجادوا استدراجهم لخدمة الغرب ومشاريعهم الاختراقية لمنطقتنا العربية والإسلامية وجمعاتها الاصلاحية .


وقال الشيخ عايش : ينبغي لنا أن نعمل على إعادة السلفية كما كانت دعوة شاملة غير مجزأة , من خلال الطرق التالية :
- التأكيد على أن السلفية أحادية المصطلح والمنهج والفهم.


- إلغاء وانتزاع شرف مصطلح السلفية عن المدّعين إليها زورا وبهتانا ورفض ذلك شكلا وموضوعا , فلا سلفية جهادية أو تكفيرية أو تبديعية , والاكتفاء بتسميتهم جهاديين أو تكفيريين أو تبديعيين ونحو ذلك .


- فضح مناهج هذه الجماعات وأهدافها وارتباطاتها المشبوهة , وتمييزها عن المنهج السلفي الشمولي .
- إشاعة المنهج السلفي بشموليته بين عموم الناس والتعريف به , وعدم الاقتصار على جانب من جوانب وحصر السلفية وقصرها على مسائل محددة من الدين .
- إبراز ودعم وتفعيل وبكل الوسائل المتاحة المشايخ السلفيين المتزنين غير المضطربين فكريا أو منهجيا أو عاطفيا وبكل الوسائل المتاحة.


موقف السلفية من الرئيس:
قال الشيخ جهاد عايش : الرئيس عباس وغيره ممن تفرزه العملية الانتخابية القائمة على أساس النهج الديمقراطي كما أرادوها ومن يكون مكانه في مناطق السلطة الفلسطينية، نطيعه ما أطاع الله ونعصيه ما عصى الله، ونصلح ما يمكن إصلاحه لنسدد ونقارب لتستقيم أمور البلاد والعباد ما أمكن.

إن الذين يطالبون بتولية المرأة الولاية العامة، عليهم أولا أن يتولوا مهامها من حمل ورضاع وتدبير لشؤون المنزل من تربية الأولاد وما لا يخفى من أعمال جبارة وعظيمة تقوم بها المرأة فطرها الله عليها ولا يقوى عليها غيرها، ليتولى هؤلاء هذه المهمة ليكونوا على هذا الثغر الذي لا تستغني عنه أسرة ولا أمة من الأمم ثم هي تتولى شأن تدبير أحوال البلاد والعباد . الله تعالى قسم أعمال تدبير هذا الكون بين العالم والجاهل وبين الكبير والصغير وبين الذكر والأنثى ليستقيم الكون والحياة قال تعالى:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾[النساء: 34]. وبين ذلك النبي في قوله: لن يُفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة وهذا ما أجمع عليه علماء الأمة وعقلائها: " على أن المرأة لا يجوز أن تكون إماماً".

وهل انعدم الرجال في الأمة، أم هو تقليد أعمى لما عند الكفار وأذنابهم مع أنهم في جملتهم لم يولوا امرأة عليهم وأمريكا أنموذجا لم تنصب امرأة بتاريخها مع أنها تنادي بحقوق المرأة!

أما تولية النصراني ليحكم المسلمين , فبأي حكم وشرع سيحكم المسلمين فإذا أجزنا حكم النصراني علينا فلم لا نُجِزْ حكم اليهودي كذلك وبأي شيء سيحكموننا بكتابهم أم بقرآننا, أم أننا فقدنا بوصلتنا وهويتنا وتجردنا من ديننا ونعيش في حالة تخبط , حينها يمكن أن يحكمنا فأر , لأننا لن نبالي بمن يحكمنا .
علينا أن ندرك أن وظيفة الحكام الرئيسة هي إقامة شرع الله وإعلاءُ كلمته، وسياسة الدُّنيا بالدِّين، وحِفظ حدود الله ودينه وحقوق عبادِه، فالحكم ليس مجرَّد وظيفة. قال الله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 141].
وبغير إسلام الحاكم أو ردته أو عدم إقامته للصلاة مبرر مشروع للإطاحة به طالما تحققت القدرة عليه.


من جهته اكد الشيخ الاسطل انه لا يجوز الخروج على ولات الامر (الرئيس عباس) ولا يجوز مخالفته، مضيفا ان القانون يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم - والخروج هو تشهير لا يجوز في الدعوة السلفية .
وأضاف الاسطل إن المطلوب من ولي الأمر أمرين الأول : حراسة دين الله والثاني : سياسة الدنيا بقدر ما يستطيع ونحن أعلنا ولائنا الكامل للرئيس عباس لأنه ولي أمر فلسطين.
وفيما يتعلق بتولي امرأة للحكم أو مسيحي قال الاسطل : حتى لو كان الرئيس المنتخب نصراني أو امرأة نحن نسمع لها ونطيع بالمعروف (من باب السياسة وليس الشرع) إذا ما اجمع الشعب على انتخابه.

العلاقة مع الفصائل - خاصة فتح وحماس وهل تتعرض لمضايقات:
قال الشيخ جهاد عايش لـ معا " علاقتنا بكلا الطرفين قبل الانقسام هي نفسها ما بعد الانقسام ونتعامل معهما وفق ما يمليه علينا الشرع الكريم وهذه العلاقة قائمة على مبدأ التناصح والتراحم ولا تألوا جهدا في تقديم النصح والتوجيه، ونظر إليهما وغيرهما من عامة فصائل الشعب الفلسطيني أو مذاهبه وجماعاته وطوائفه المختلفة.

على أنهم جميعا بالنسبة لنا مشروع دعوة، تواصلنا معهم قائم على النصح والتوجيه فيما يدفع الضرر ويرفعه في الجانب الديني أو الدنيوي عن شعبنا في الداخل والخارج، وأننا احتسابا ومرضاة لله مع كل منهم بقدر قربه من منهج الله ورسوله الكريم وخلف كل من صدق في خدمة الشعب وقضيتنا الشرعية العادلة.
فمن عمل بما سلف ضمن وقوف السلفيين بصفه وأصواتهم معه ومن معهم من جماهير الشعب الفلسطيني والعمق الإسلامي في العالم ذو البعد السلفي وهو السواد الإسلامي في العالم.

ولا يخفى على المراقب أن السلفية في فلسطين تعيش حلة شد وجذب ولولا لطف الله وحكمة القائمين عليها لحصل ما لا يحمد عقباه.

الموقف من اتفاقية أوسلو والمفاوضات:
أردف الشيخ جهاد يرد بقوله " أخبرني ماذا جنينا من أوسلو ومن المستفيد منها تعرف موقفي , منذ إعلان مبادئها عام 1993م وإلى يومنا هذا ماذا تحقق للشعب الفلسطيني ما هي مخرجات هذا الاتفاق ؟ النتيجة أنها تراجعت القضية الفلسطينية تراجعا مهولا وفي جميع الاتجاهات والأصعدة ,والسبب أننا تغافلنا توجيهات الله لهذه الأمة وتحذيراته من مكر اليهود في قوله تعالى: (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) { البقرة: 100}
فكانت النتيجة هي مزيد من قضم للأراضي ومزيد من المستوطنات والهجرات اليهودية إلى فلسطين ومناطق عزل وطرق التفافية جديدة لم نعرفها إلا بعد الجدار الفاصل والمزيد من القوانين الجائرة ضد وجود المقدسيين يقابلها مزيد تمدد لليهود في القدس وبلدتها القديمة والعديد من قرارات محكمة العدل الصهيونية - زعموا - التي تصب في مصلحة الوجود اليهودي في المسجد الأقصى ومن في الشتات والمخيمات ازدادت معاناته وهجراته من مخيم إلى مخيم آخر ومن شتات إلى مهجر آخر وما معاناة أهلنا في العراق إلا أنموذجا صارخا لقضية لم يلتفت لها أحد ولا السلطة الفلسطينية بخاصة ومثلهم مخيم نهر البارد وغيره في لبنان وأهلنا في سوريا والكثيرون في بعض الدول التي تمارس ضدهم أنواع مختلفة من التضييق .

وأقول باختصار : مفاوضاتنا مع الاحتلال سراب وهي كالمستجير من الرمضاء بالنار والذي يعرف اليهود من خلال القرآن الكريم ومن خلال التجربة ولك أن تقرأ تاريخهم في أوروبا وردود أفعال أوربا تجاههم , حينها تدرك تمام الإدراك قوله تعالى : (أم لهم نصيبٌ من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيراً) فاليهود إن تمكنوا من أمر فلا يمكن لك أن تنتزع منهم أدنى الأمور وأقلها كما أخبر تعالى "نقيرا " وهي النقرة التي على نواة التمرة !!

فإذا كانت النُّقرة وهي أدنى ما يمكن التعريف به , فما بلك بما هو فوقها من أرض ومقدسات ونحوها ؛ حينها تستيقن أنها مفاوضات عبثية .
المجلس العلمي للدعوة السلفية:
أكد الاسطل أن عدد أفراد الجمعية منذ نشأتها عام 1996 وحتى اليوم لا يتجاوز 150 شخصا ومقرها قطاع غزة ، لا نريد المشاركة في البرلمان وليس لنا سوى خدمة الناس والمساكين والفقراء في فلسطين .
تقرير: زهير الشاعر