غزة- معا- منذ سنوات شقت غزة طريقها نحو الاستزراع السمكي " وتفريخ الأسماك بأنواعها المختلفة ، لتوفير العجز في كميات الأسماك التي يعاني منها القطاع جراء الحصار البحري المفروض عليها .
وكمشاريع متطورة لبعض لرجال الأعمال والمستثمرين وحتى المواطنين الذين رغبوا في إيجاد مصادر دخل لهم في ظل الوضع الاقتصادي المتردي ، فقد بدات تلك المزارع بمشاريع صغيرة ومن ثم توسعت في الآونة الأخيرة حتى بدء المستثمرون بالعمل في تربية اسماك (الجمبري او القريدس) التي لم تكن مألوفة في غزة من قبل .
أول مزرعة جمبري..
في منطقة ( تل ريدان ) أوما يعرف ببحر ( القرارة ) شمال غرب خانيونس ، قرر المزارع (رزق السالمي) 60عاما ، بدء العمل في تربية سمكة( الجمبري او القريدس) ، وأن يخوض تجربة خطيرة لا تعرف عواقبها او خسائرها الاقتصادية، فتربية هذا النوع من الأسماك ، لم يقدم عليه اى جهه رسمية او حكومية من قبل .
وبالرغم من ان فكرة تربية الجمبري بدأت في السبعينيات في ( أمريكا و اوربا والصين وتايلند) وحتى اليابان ، الا انها وصلت لغزة متأخرة نظرا للوضع السياسي وقلة الخبرة وصعوبة تربيتها ومخاطرها الاقتصادية على المزارعين والمستثمرين .
لكن بإرادة قوية وعزيمة لا تلين بدا أبو (فريد السالمي ) مهمة الكبرى، واستطاع ان يشق طريقة رغم الصعاب ليضيف الى مزرعته التي يربي بها اسماك(السطان إبراهيم والبلطي، الفريدة) سمكة الجمبري .
ويقول ابو رياض ، ان مزرعة( الجمبري) التي يعمل فيها تعتبر أول مزرعة لتربية هذا النوع من الأسماك في فلسطين ، وان الخبرة التي اكتسبها من العمل في إحدى المزراع في إسرائيل والتي كان يشرف عليها آنذاك أكسبته خبرة وتجربة فريدة في تربية هذا النوع من الأسماك .
ويضيف ان سمكة الجمبري تحتاج إلى وقت طويل وتعب أطول حتى يتم تسمينها لتصبح جاهزة لتقديمها للزبائن .
عناية خاصة :
واضاف": نبدأ العمل في شهر فبراير ويتم إعداد الغذاء المناسب ومتابعة درجات الحرارة المناسبة، وكميات الأكسجين ، ثم يتم وضع 0 زفزف ) او رمال خاصة ، في داخل الحوض ، بعمق 120 سم حتى تتمكن السمكة من دفن نفسها وحمايتها داخل هذا (الزفزف) البيئة الحاضنة لها. كون أن السمكة تدفن نفسها طيلة النهار ولا تخرج لسطح الماء إلا في ساعات الليل وهذه هي طبيعتها على عكس الأسماك الأخرى . حيث تظهر في الليل بمظهر خلاب وجميل يسر الناظرين !
ويضيف ، نستمر بهذا العمل الشاق والمتابعة الحثيثة حتى سبعة أشهر يتم خلالها متابعة السمكة التي تقوم خلال تلك الفترة فيما يعرف بالشلحة( الأولى والثانية والثالثة)إلى تكبر وتقوم بالبخ، بعد ذلك يكون الجمبري وقد وصل الحبة منه إلى (50,40 ) جرام . وبعدها يصبح جاهزة للأكل .
صعوبات :
ويؤكد ثابت انهم يقومون بمتابعة دقيقة وحثيثة منذ إنشاء المزرعة والحصول الى التراخيص اللازمة ، وحتى متابعة التفاصيل اليومية لعمل تلك المزراع من جهة تغيير المياه ونوعية (الأعلاف) وجودتها ، ونمو الأسماك والأكسجين اللازم لها .
واوضح ثابت ان العمل باستزراع الجمبري يعتبر جديد في غزة وهو يتم لأول مره ، ويحتاج لجهد كبير ومضاعف يختلف عن الأسماك الأخرى، سواء ما يتعلق بالمياه وملوحتها وطبيعة الأعلاف وارتفاع نسبة البروتين فيها لتصل لـ 60% ، ونمو الأسماك والأحواض التي تعيش فيها، معربا عن امله في ان يتمكن المزارعون من الإقبال على هذا النوع الجديد حتى يتم تعويض النقص الحاصل في الاسواق .
عجز بكميات الأسماك :
وأوضح (ثابت) أن قطاع غزة يحتاج سنويا لأكثر من (10.000) عشرة آلاف طنا من اسماك البحر ، والمتوفر منذ اكثر من سنتين هو فقط (2000) الفين طن ، يتمكن الصيادون من اصطيادها ،بنسبة عجز كبيرة تصل لثمانية ألف طن (8000) وهى نسبة كبيرة خاصة في ظل استمرار الحصار البحري على غزة والمضايقات الكبيرة التي يتعرض لها الصيادون اثناء القيام بعملهم .
مشيرا الى ان كمية الأسماك، التي تم الحصول عليها من( المزراع) العام الماضي خاصة سمكة مزارع (الدنيس ) وصل لـ ( 220) طن . معربا عن املة في ان يطور المزارعين من انفسهم وخبراتهم ومزارعهم حتى يتم انتاج كميات اكبر يتم معها تصدير هذه الأسماك إلى الخارج وتنمية عجلة الاقتصاد التي يواجة تحديات خطيرة بسبب الاحتلال والحصار .
ابراهيم قنن