الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجوا بأرواحهم وبقيت منازلهم مدمرة

نشر بتاريخ: 08/07/2015 ( آخر تحديث: 08/07/2015 الساعة: 11:41 )
نجوا بأرواحهم وبقيت منازلهم مدمرة
غزة- معا- لا أحد يعرف المعنى الحقيقي لقيمة الخمس دقائق إلا من نجا من صاروخ إسرائيلي دمر منزله بالكامل وبقي هو شاهدا على نجاته من الموت، هذا هو حال معظم من استهدفت منازلهم سكان القطاع الذين باغتتهم صواريخ الاحتلال في كل مكان وزمان من العام الماضي.

وفي الذكرى الأولي للحرب على غزة والتي بدأت في السابع من يوليو الماضي يعيش أصحاب هذه المنازل ظروفا صعبا خاصة في ظل عدم إعادة بناء منازلهم.

أم هاشم الحداد واحدة من أولئك الذين قصف منزلهم بصاروخ تحذيري قبل ان تباغته طائرات الاحتلال بصواريخها وأصبح معروف لدى الغزيين أن المدة بين الصاروخ التحذيري والهروب من المنزل خمس دقائق فقط قد لا تكفي للهروب وقد تكفي.

في السادس عشر من الشهر الحالي وفي الخامس عشر من شهر رمضان بينما كانت تقرا ام هاشم القران ويرقد نجلها في الطابق السفلي من المنزل بينما يتسامر باقي أفراد العائلة أمام باب المنزل بانتظار صلاة العصر فإذا بصاروخ تحذيري يضرب سطح المنزل.

"هادا صاروخ تحذيري اطلعوا من الدار"صرخ نجلها بأعلى صوتها وقد امتلئ بالأتربة والركام التي سقطت عليه ترد عليه بشكل عفوي:"ايش بتقول،،،ليش صاروخ تحذيري"فما كان من نجلها إلا أن سحبها من يديها إلى باب المنزل.

خرجت أم هاشم مسرعة برفقة منتها حافية القدمين ترتدي ملابس الصلاة تهرع مسرعة باتجاه الشارع فمرت الخمس دقائق كأنها ثواني معدودة أعقبها عدة صواريخ من طائرات حربية حولت المنزل إلى فتات يشبه فتات البسكويت.

وتقول أم هاشم:"تملكني الخوف عندما سمعت صوت التحذيري ولم ادري هل انجوا أم لا فكم حمدت الله أن أسرتي لم تكن داخل المنزل في ذلك الوقت".

عام يمر على ذكرى الحرب الأخيرة على قطاع غزة تلك الحرب التي استوطنت في ذاكرة الغزيين لطول مدتها...51 يوما صبت فيها إسرائيل صواريخ تعادل أربعة قنابل ذرية ودمرت أحياء بكاملها فبقيت مناطق الشجاعية وخزاعة والزنة شاهد عيان على الجريمة وبقيت الكرفانات والخيام ومراكز الايواء بديل مؤقت لا يعرف أصحاب البيوت المدمرة متى تنتهي صلاحيتها.

أما ام عائد جندية من سكان حي الشجاعية فقدت ثلاث من منازلها في القصف الإسرائيلي المدمر الذي حول حي الشجاعية شرق غزة إلى كومة ركام وتمنت جندية لو أن الاحتلال أبقت على منزل واحد فقط يأويها وأسرتها الممتدة بدل من مراكز الإيواء والخيم التي تنقلت بينهم.

لم تعتقد أم عائد جندية أن الحرب ستطول كل هذه المدة فخرجت من بيتها قبل أن تشن إسرائيل هجوما على حي الشجاعية تقول أن حالة من الهلع والرعب تملكتهم وهم يخرجون تحت وابل الصواريخ التي استهدفت الحي.

وتتابع:"من أيام الحرب ونحن نعيش في معاناة وحزن وفقر،،،لا نريد كبونات اغاثية نريد اعمار بيوتنا"وتساءلت جندية هل تستر الخيمة النساء والأطفال؟
وتمضى الأيام بالنسبة لام عائد جندية أسوء من تلك التي تسبقها ومعاناة تلو المعاناة تعيشها جندية وعشرات المنكوبين الذين نجت أرواحهم من الموت وبقيت منازلهم مدمرة.
تقرير هدية الغول