الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكرفانات.. أفران تكوي جلود ساكنيها

نشر بتاريخ: 03/08/2015 ( آخر تحديث: 03/08/2015 الساعة: 17:49 )
الكرفانات.. أفران تكوي جلود ساكنيها
غزة- معا- "الكرافانات ثلاجات موتى في الشتاء وأفران حرارية في الصيف" مقولة رددها ساكنو بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس الذين دمرت بيوتهم جراء العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي.
الحاج "أبو احمد" الذي يبلغ من العمر ( 60 عاما) هو واحد من مئات السكان الذين يعيشون في كرفانات في بلدة خزاعة بعد ان دمر منزله خلال الحرب.

بعين من الحسرة والحزن والألم يقول "أبو أحمد": "نحن نعيش في وضع صعب جدا ومأساة كبيرة لست لوحدي إنما أنا وجميع المواطنين المتواجدين في هذه الكرفانات ، فنحن عايشين من قلة الموت".

ويضيف أبو أحمد لمراسل معا قائلا "أنا واولادي كل واحد في مكان مش قادرين يتحملوا العيشة في الكرفانات فبناموا عند جدهم من يوم الحرب لغاية الان وياعالم لقدام شو بدو يصير فوضعنا صعب للغاية".

ويتابع ابو احمد غاضبا "احنا بشر مش حيوانات مش قادرين نعيش في هذه الكرفانة فالإنسان له جو معين يعيش فيه فادا تغير عليه الجو خلص بقدرش يعيش"
ويطالب أبو أحمد المسؤولين بتحسين أوضاعهم فيقول نحن لانطلب المستحيل منهم ولانطلب منهم ان يضعونا في الفردوس الأعلى وانما يسارعوا بالإعمار لنخرج من هذه المعاناة الصعبة التي نعيشها.

وطالب من المسؤولين أن يشعروا بمعاناة الناس وأن يأتوا اليهم ليعيشوا المعاناة الحقيقية التي يعيشونها في الكرفانات بدلا من أن يستمعوا وينظروا اليها في وسائل الاعلام فقط.

ولا يختلف حال المواطن محمد النجار الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاما عن حال سابقه فهو يعيش معاناة صعبة وخصوصا مع موجة الحر الشديدة التي تضرب الأراضي الفلسطينية هذه الأيام.

يقول النجار بكل حزن شديد وهو يشير الي البيوت الحديدية التي لا تصلح للسكن بالمطلق أن وضعهم صعب جدا وخصوصا مع موجة الحر الشديدة فهم لايستطيعون النوم في هذه الكرفانات التي وصفها بالجحيم.

واضاف النجار :"ان هذه البيوت تشكل اهانة وذل لهم وللشعب الفلسطيني باسره فهي لاتصلح بالمطلق للعيش فهذه ليست لسكن البشر وانما للحيوانات "
ويتابع النجار بحزن"الشمس أحرقتنا وسببت لأطفالنا امراض جلدية فالأطفال بتعاني ودائما عندهم سخونة وحرارة".

وطالب بإعادة الاعمار فهم لايريدون العيش في هذه الكرفانات التي وصفها بثلاجات الموتى في الشتاء وحمامات الساونة في الصيف فهي لاتطاق لافي الصيف ولافي الشتاء.

وتجلس الحاجة " أم محمد النجار " أمام كرفانتها التي وصفتها بالفقاسة في الصيف وتقول بكل حزن وألم شديد :"هذه البيوت لاتصلح للسكن، ويبلغ عدد أفراد أسرتي أكثر من عشرة حيث أن مساحة الكرفانة 30متر فهي لاتتسع لهؤلاء الأفراد للعيش فيها".

وعند سؤالها عن كيفية العيش في هذه الكرفانات تتحدث "الكرفانة في الصيف نار حر شوب لانستطيع الجلوس فيها فنجلس أمام هاهروبا من الحر الشديد"
وطالبت الحاجة بضرورة الاسراع في اعادة الاعمار لمساعدتهم على التخلص من هذه الكرفانات وانهاء معاناتهم والعودة الي منازلهم.

وكانت قد شنت اسرائيل العام الماضي صيف 2014حربا على قطاع غزة استمرت" 51"يوما اسفرت عن استشهاد نحو 2200فلسطيني واصابة 11الف اخرين وفق وزارة الصحة الفلسطينية فيما أعلنت وزارة الاشغال العامة والاسكان الفلسطينية ان اجمالي الوحدات السكانية المتضررة جراء هذا العدوان بلغ 28 الفا و366 وحدة.

ولجأت منظمات دولية الى بناء نحو الف كرفان لايواء المشردين من الحرب لحين بناء منازل لهم.