الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشقُ الأرض يظلُّ الأسمى

نشر بتاريخ: 07/10/2015 ( آخر تحديث: 07/10/2015 الساعة: 14:20 )

الكاتب: عطا الله شاهين

حينما ينظرُ المرءُ إلى عينيّ ذاك الرّجُلِ العجوز الذي يئتوي في كهفٍ يرى جُنونَ عشقه للأرضِ بادٍ ، فأنْ يسكنَ رجلٌ تسعيني في مغارةٍ لأنّه يُريدُ حمايةَ أرضه من النَّهبِ المتواصل من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين فهذا يجعله يتعجّبُ بصموده ويحيّيه وهذا ما يلمسه المرء عندما يقومُ بزيارة إلى ذاك الرّجل العجوز .. 

فعشقه للمكانِ لا يقاومُ.. فهو ولدَ هنا وترعرع ، وأنجبَ أولاده هنا ، ولهذا يشعرُ أي ضيفٍ عندما يقوم بزيارته بأنّه لا يُريدُ الابتعادَ والتزحزح ولو للحظةٍ عن أرضه ..
ليس هناك أجمل مِنْ حُبِّ الأرض .. فذاك الرَّجل التِّسعيني يحُبُّ أرضه بكُلِّ مشاعره ووجدانه ويغضبُ من استمرارِ الاعتداءات على قريته المُحاطة بالمستوطنات من جهاتها الأربع .. وحين يكونُ صامتا يدركُ المرءُ بأنّه حزينٌ على تركِ النّاسِ لأراضهم .. 

فهو يُحبُّ أن يلتفتَ الناس لأراضيهم ويقوموا بزراعتها وتعميرها وحمايتها بأسوجةٍ لكيْ يدركوا ما معنى الأرض ؟؟
فالرجل يصرُّ على البقاءِ هناك حتى موته .. فكل يومٍ يزداد تشبذُثه بمكانٍ يحبُّه لدرجةِ الشَّغف .. 

فليس هناك أي حُبٍّ أقوى من حُبِّ الأرض ، لأنَّ الأرضَ هي الوطن .. فحُبُّ الأرض لا يمكن تخيّله لأنه يجعلُ الإنسانُ في شغفٍ دائم نحو حُبِّ الوطن ولهذا فهو العشقُ الأسمى ..