الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بشيقل سينقذون زميلهم!

نشر بتاريخ: 23/11/2015 ( آخر تحديث: 24/11/2015 الساعة: 10:23 )
بشيقل سينقذون زميلهم!
بيت لحم- خاص معا - أخذ طلبة مدرسة ذكور تقوع الثانوية شرق بيت لحم على عاتقهم، مهمة فك قيد زميلهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بابتكار مبادرة مجتمعية قد تكون مستحدثة، تمثلت بجمع قيمة كفالة مالية اشترطتها سلطات الاحتلال مقابل إطلاق سراح زميلهم في الصف الثامن الاساسي، وذلك بعد جمع مصروفهم المدرسي على مدار الأيام الماضية.

الفكرة التي بادر بها طلبة المدرسة في بلدة تقوع بإشراف المعلم مراد أبو مفرح، لاقت ترحيباً كبيراً من الاهالي وتفاعلاً واضحاً من الطلبة الذين جمعوا مبلغ 1700 شيكل خلال يومين فقط، لمحاولة إطلاق سراح قرينهم الطفل محمد جميل العمور (14 عاماً)، والذي اعتقله الاحتلال قرب مدرسته في تاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري، تزامناً مع مواجهات وقعت بالمكان في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات.
ويقول المعلم أبو مفرح لـ غرفة تحرير معا إن طلبة المدرسة اطلقوا هذه المبادرة فور سماعهم بخبر الكفالة- 2500 شيكل-، وإثر عدم مقدرة اسرة الطفل على دفعها جراء تردي وضعها المادي، وبعد جهود حثيثة ظهر خلالها مدى انتماء هؤلاء الطلبة لمدرستهم وزملائهم ووعيهم بضرورة أن يكون لهم دورا فعالا في التصدي لما تتعرض له مدرستهم من انتهاكات واعتداءات جمة على يد جيش الاحتلال، فجمعوا المبلغ بعد تبرع معظمهم بشيقل أو ما يزيد قبل أن يسلموا المبلغ للعائلة.

محمد وذكرى أبو عمار

وحول ظروف الاعتقال، أوضح المعلم أن الطفل ليس له أي نشاطات تذكر ولم يشارك بالمواجهات، ولكن لسوء حظه تصادف خروجه من المدرسة مع اشتداد حدة المواجهات مع جيش الاحتلال بالمكان، بعد قمع مسيرة خرجت احياء لذكرى استشهاد الرئيس أبو عمار، فلاحظ اقتراب الجنود منه وحاول الهرب خوفاً من مصير مجهول يتربص بمستقبله، إلا أنه لم يفلح أمام إصرار الجنود على التنكيل بالاطفال، فوقع فريسة سهلة بقبضتهم.

ويضيف لـ معا: أن طلبة المدرسة البالغ عددهم قرابة 550 طفلاً، بات الخطر يتهددهم في رحلة الذهاب والاياب اليومية إلى المدرسة، بسبب وقوعها بمحاذة الشارع "الالتفافي" الرابط بين بيت لحم والخليل والذي يسلكه المستوطنون ويتمركز به جنود الاحتلال، الذين دائماً ما يعترضون طريق الطلبة ويعتقلونهم وينكلون بهم.
وأشار إلى أن الاحتلال اعتقل 15 طالباً من المدرسة منذ بداية الهبة الجماهرية الحالية، حيث افرج عن عدد منهم بكفالة مالية، في حين ابقى على الاخرين معتقلين في سجونه.

المعلمون والمدرسة في دائرة الاسهداف

"لم تسلم المدرسة والمعلمين من انتهاكات الاحتلال، فتعرضت المدرسة أكثر من مرة على مدار الأشهر والاعوام الماضية لاقتحامات متكررة وتحطيم لمحتوياتها، إلى جانب تسليم مدير المدرسة والمعلمين استدعاءات لمراجعة مخابرات الاحتلال، ما يجعل البيئة التعليمية غير سليمة ويشوش على طريق المسيرة التعليمية، بوقت حثت وأكدت المواثيق الدولية على حرمت استهداف المدارس والاطفال"، يقول المعلم أبو مفرح.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض المؤسسات في فلسطين اعتادت أن تخلق مبادرات أو أن توفر مبالغ مالية كقيمة لكفالات بمحاولة منها لاطلاق سراح اسرى فلسطينيين، ولكن قد تكون المبادرة التي اطلقها طلبة مدرسة تقوع هي الاولى من هذا النوع كمبادرة تضامنية مستحدثة في هذا السياق.

إعداد: أحمد تنوح