الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حينما يشعرُ الفارّون بهلعٍ في طريقِ الموْتِ

نشر بتاريخ: 24/11/2015 ( آخر تحديث: 24/11/2015 الساعة: 16:37 )

الكاتب: عطا الله شاهين

حينما يصعدُ الفارّون من الموت على مركب متهالك ويتمُّ تهريبهم كالبضاعة المهربة تَحْتَ جنحِ الظلام فلا يتوقعون إلا الموت في أية لحظة فهم يدركون الخطر لكنهم مصممون على الهرب.. فهم لا يعلمون ما ينتظرهم من مفاجءات في بحرٍ مخيف.. وعلى سطح المركبِ يرى وجوههم الخائفة، وهم ينظرون إلى الموج الهائج الذي يضرب مركبهم بقوة، فليس أمامه سوى الصلاة وطلب الرحمة من العليّ القدير.. 

لكنّ حينما يهيج البحرُ وينقلبُ مركبهم ويعلو صياح الأطفال والنساء وتعم الفوضى ويبدأ المركب بالغرق والبعض يرتدي أطواق نجاة والبقية من الأطفال لا يجدون ما يتشبثون به..

فعندما القارب يبدأ بالغرقِ، يعم الصمت المكان في عتمةٍ مُخيفة، ويعوم الناجون والهلع على وجوههم جليٌّ وأجسادهم ترتعشُ من تلك مياه البحر الباردة ولا قورابُ تتواجد في تلك اللحظة لإنقاذهم فيدركون لحظتها بأن الموت ينتظرهم.. 

ففي طريقِ الموتِ لا يروا الفارّين سوى الهلع ، ويظلُّون في ارتجاف قاتل وينتظرون موتهم، بكل خوف أو من يحالفه الحظ ويأتي مركب لإنقاذه ..
ففي طريق الموت لا يشعرون إلأ بهلعٍ يطوقهم ويبقون في حالة إنتظارٍ لموت لم يتمنوه يوما ما..