الخميس: 21/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما معنى خطاب هام للرئيس ؟

نشر بتاريخ: 06/01/2016 ( آخر تحديث: 06/01/2016 الساعة: 19:04 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

قبل خطاب الرئيس بساعات تحدثت معه ، و كانت الاخبار تتوالى عن تدهور صحته ، وعن بدء تقسيم الميراث وتنازع المتعجلين لاخذ قطعة من هنا او هناك ، وكانت ليفني تدعو لاجتماع عاجل لتدارس احتمالية انهيار السلطة لكنني وجدته هادئا ويتابع اخبار السعودية وسوريا أكثر مما يتابع هذه الاشاعات . ولو جاز لي ان اكتب ما فهمته من خطاب الرئيس ومن كلامي معه ، من دون ان اضع وجهة نظري لقلت :
- ان الانتفاضة الشعبية مستمرة الى أجل غير مسمّى وانها ستستمر طالما ان الاحتلال مستمر في احتلاله للارض الفلسطينية ، ولا عودة الى المفاوضات الا بالعودة الى الملفات النهائية والاعتراف بجميع حقوق الشعب الفلسطيني .
- ان الانتفاضة سلمية بشرط ان لا يقتل جنود الاحتلال المتظاهرين وبالتالي فان كل عملية وكل سكين وكل رصاصة اطلقها الفلسطينيون لها ما يفسرها ويشرح ظروفها وحكومة اسرائيل مسؤولة عن اراقة الدماء في الطرفين .
- لا يوجد خيار على الطاولة لحل السلطة ، وان كانت اسرائيل تهدد بحصار او اجتياح او عدوان فان هذا الامر مأخوذ في الحسبان والسلطة ستبقى ومؤسساتها باقية وسفاراتها باقية ، ولو كانت تحت فوّهة المدافع الاسرائيلية ، وقد تسقط حكومة نتانياهو ولكن السلطة لن تسقط . وهو يعرف ان تل ابيب والقدس فاقدتان للامن أكثر من غزة ورام الله .
- الرئيس مهتم جدا بتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت كي تكون أكثر ثباتا وأكثر بقاء ، سواء مع حماس او دون حماس . وهو يكرّر مرة تلو الاخرى تحميله حركة حماس مسؤولية اغلاق معبر رفح ولا يحمّل المصريين هذه المسؤولية .
- الرئيس يرفض اي تدخل تركي مباشر او مع قطر بقطاع غزة ، ويعتبر ذلك تكرارا لتجربة دول خليجية اخرى ارسلت اموالا الى قطاع غزة من خلال انابيب اخرى ، وقد تلفح بالموقف المصري والاردني والسعودي وجامعة الدول العربية والامم المتحدة , وقد يكون اخذ موافقة الدول والمؤسسات المذكورة في موضوع حكومة الوحدة الوطنية التي يجري الاعداد لها منذ اسبوعين وبشكل مكثف .
- يزداد عدد المستشارين المقربين من الرئيس والذين يعرفون قطاع غزة جيدا ويعرفون ظروف العمل اليومي مثل الاخوة روحي فتوح وزياد ابو عمرو ومحمود الهباش دون ان نغفل رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون .
- الرئيس يراهن على الوقت ، وعلى الصراع الديموغرافي باعتبارهما عنصران اساسيان في سقوط النظرية الصهيونية ولعبة عضّ الاصابع . ويترك الجبهة الداخلية الاسرائيلية تتفاعل مع نفسها . وهو رد القيادة على محاولة نتاناهو تهجير يهود فرنسا لفلسطين .
- وحول الدعاية الانتخابية للمرشحين للمؤتمر القادم لحركة فتح ، فهذا حق للجميع ويرفض التعليق عليه ويعتبر ان الامر جيد ومفيد طالما لم يجرح وجه المشروع الوطني والقضية وان يأخذ بعين الاعتبار ان هناك شهداء وجنازات اطفال في شوارع فلسطين كل يوم .

- والرئيس يتابع القوانين العنصرية التي تقرها اسرائيل ، ويراهن على ان العالم لن يصبر طويلا على عنصرية اسرائيل وجرائمها . ,وان أهم نقطة في الخطاب على المستوى السياسي الدولي والاقليمي هي الدعوة لمؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية ، وهو الشعار الذي سيرافقنا حتى سنوات قادمة .