الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حينما يتضامنُ النّاسُ مع الأسير القيق

نشر بتاريخ: 07/02/2016 ( آخر تحديث: 07/02/2016 الساعة: 11:48 )

الكاتب: عطا الله شاهين

ذات صباحٍ وبينما كنتُ أسيرُ في مدينة رام الله، وعلى رصيفٍ شارع ركب، شعرت بأن المكان لا يشبهه، فالوجوه هناك ليست كاللتي أعتد أن أراها في كل صباحٍ، فالحزن على وجوه الناسِ بدا جلياً، فخطوت صوب رجلٍ عجوز كان بكل متعة يعج على سيجارته تحت المطر، وقلتُ له ما القصة؟ فقال سمعتهم يقولون بأنهم يريدون التضامن مع الأسيرِ المضرب عن الطعام محمد القيق، فقلتُ له حسنا سيفعلوا، فهذا أقل شيء يمكن أنْ يقدموه..

 فتركته وسرتُ صوب بيتي، لأنّني أردتُ أنْ أتضامن على طريقتي باعتكافي في منزلي المُتواضع، سأجلسُ في زوايتي المُفضّلة، وسأمتنع عن الطعام لمدة يوم، كيْ أعرفَ معنى المعاناة التي يعانيها الأسرى، وكيْ يشعروا الأسرى بأنَّ لا أحدٌ ينساهم..  

فذاك الشارع الذي كنتُ أسير فيه في هذا الصباح الماطر كان مختلفا، وكأنّه لا يشبهه مع أن الناس فيه بحزنهم بدا لي أكثر هدوئاً من صخبه اليومي .. 

فذاك الشارع رأيته كأنه ليس هو ذات الشارع.. فالناس فيه يسيرون بحزنٍ، لأنَّ ذاك الأسير الصامد بإضرابه يصارع الموت، فالناس هنا يتمنّون له الإفراج العاجل..