القدس - معا - توجه ذوو الأسرى المقدسيين اليوم لزيارة أبنائهم في سجني "جلبوع وريمون" على نفقتهم الخاصة، وذلك بعد تقليص مؤسسة الصليب الأحمر زيارات الأهالي لمرة واحدة شهريا بدلا من مرتين ابتداء من مطلع شهر تموز الجاري.
وقامت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين وأهالي الأسرى بإجراء الترتيبات اللازمة لزيارة أبنائهم منذ عدة أيام بإجراء الاتصال بإدارة السجون لتحديد موعد الزيارة، والترتيب وحجز الحافلات لنقلهم، تأكيدا منهم على ضرورة زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال والتواصل معهم رغم تنصل الصليب الأحمر من ترتيب الزيارة لهم بشكل مفاجئ ودون أي تحذير مسبق.
أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أوضح لوكالة معا ان أهالي الأسرى المقدسيين أصروا على زيارة أبنائهم في سجني جلبوع وريمون هذا اليوم على نفقتهم الخاصة، حيث تقاسموا أجرة الحافلة بينهم، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون.
وأضاف أبو عصب أن قرار الصليب الأحمر كان مفاجئا وصادما للأسرى ولذويهم، ومتماشيا مع استهداف الاحتلال للأسرى خاصة في هذه المرحلة الحرجة، حيث زيادة أعداد المعتقلين والظروف القاسية والصعبة داخل السجون.
وأضاف أبو عصب أن مؤسسة الصليب الأحمر تذرعت أن التقليصات تأتي في ظل الأزمة المالية التي تمر بها المؤسسة، وقال أبو عصب :"كان من الأجدر على هذه المؤسسة تقليص نفقات أخرى للمؤسسة، ومراعاة أهمية الزيارتين للأسرى وذويهم، وأن تولي اهمية كبيرة لهذه الزيارات الانسانية".
ولفت أبو عصب الى أنه تم تسليم مدير الصليب الأحمر مؤخرا رسالة تطرقت الى 3 اوامر، أولها قرار الصليب بتقليص الزيارات لمرة واحدة في الشهر، وأكد أن موقف الصليب الأحمر على ما هو عليه بوقف الزيارة الثانية باستثناء زيارة القاصرين والنساء وذلك لأسباب تتعلق بمصادر الصليب الإنسانية والمالية، وبسبب انخفاض عدد الأسر التي تشارك في الزيارة الثانية".
وقال أبو عصب أن كلام الصليب الأحمر لا أساس له من الصحة، فالاهالي في شوق لزيارة ابنائهم مرتين خلال الشهر، وأهالي الاسرى المقدسيين الذين يتغيبون عن الزيارة يكون بسبب ظروف خاصة وليس مزاجية، فتكون حصار على القرية، أو حملة اعتقالات، أو مرض أحد العائلات، مضيفا أن الصليب الاحمر لم يحذر الاهالي قبل قراره الذي اتخذ بصورة مفاجئة.
وأوضح أبو عصب ان مؤسسة الصليب الاحمر لم تجر الترتيبات اللازمة مع ادارة سجني رمون وجلبوع لهذا اليوم، والاهالي قاموا بالاتصال وتحديد الموعد، في حين رفضت ادارة السجون التعامل مع اللجنة بحجة ضرورة الاتصال أهل الاسير بأنفسهم علما ان العديد من الاهالي لا يجيدون اللغة العبرية، مضيفا ان أهالي القدس تمكنوا من زيارة ابنائهم على نفقتهم الخاصة ولكن ماذا بخصوص أهالي الاسرى من الضفة الغربية الذين يحتاجون لتصاريح خاصة لمرور عبر الحواجز الاسرائيلية.
والدة الاسير ام تامر سعيدة من حي وادي الجوز بمدينة القدس، أوضحت أنها توجهت مع مجموعة من العائلات لزيارة ابنائهم في سجن جلبوع على نفقتهم الخاصة، قائلة أننا شعرنا بأن أولادنا الاسرى شعروا بالحزن والألم بقرار الصليب الأحمر.
وقالت :"نحن في شوق دائم لزيارة ابنائنا، والاحتلال يسمح لنا مرتين بالشهر بزيارتهم، ونحن نطالب ونريد تكثيف هذه الزيارات، فهل يعقل تقليصها بحجة "الأوضاع المالية"، نحن أهالي الاسرى نريد زيارة أبنائنا وعلى نفقتنا الخاصة، ادارة الصليب الأحمر صدمتنا بقرار سريع ومفاجئ، حاولنا الاعتصام ضد القرار لكن دون جدوى."
وأوضحت سعيدة أنها قامت بالاتصال عدة مرات مع سجن جلبوع وانتظرت طويلا حتى تمكنت من حجز موعد الزيارة، وعانى الاهالي اليوم من الانتظار الطويل والمماطلة في اجراءات التفتيش والحر الشديد وعدم وجود مراوح.
وأضافت ان قرار الصليب سينعكس سلباً على الزيارات، ومن المؤكد انه ليس بمقدور كافة العائلات تحمل تكاليف الزيارة الثانية، كما سيكون اختصار بأعداد افراد العائلة الواحدة التي ستزور.
ونفت سعيدة ادعاء الصليب الاحمر بعدم حضور العديد من الاهالي للزيارة الثانية، وقالت :"حافلات الصليب تكون ممتلئة، واذا كان هناك تغيب فيكون لاسباب خارجة عن ارادة الأهالي".