الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وضع اللمسات الأخيرة على معرض مسابقة الفنان الشاب 2016

نشر بتاريخ: 29/09/2016 ( آخر تحديث: 29/09/2016 الساعة: 22:06 )
وضع اللمسات الأخيرة على معرض مسابقة الفنان الشاب 2016
رام الله -معا- أعلن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، اليوم الخميس عن بدء وضع اللمسات الأخيرة على معرض "تمييز الأنماط" الذي تقدمه النسخة التاسعة من مسابقة الفنان الشاب (اليايا 2016) جائزة حسن الحوراني.

ويجمع معرض "تمييز الأنماط" أعمالاً جديدة للفنانين التسعة الذين تم اختيارهم للمشاركة في المرحلة الأخيرة من هذه المسابقة التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان ضمن فعاليات النسخة الثالثة لـ قلنديا الدولي 2016.

الأعمال المشاركة في المسابقة
وتستكشف أعمال الفنانينكما ورد على لسان القيمة نات مولر كيف تفتح استراتيجيات التكرار الباب أمام التفكير النقدي في قضايا الوقت، والمكان، والذاكرة، والأصالة. وتعيد الأعمال تخيل آليات التمثيل من خلال الدخول في المناطق الرمادية بين الخيال والحقيقة، وبين الأصلي والمزيف، وبين التخريب والتصليح، كل هذا في سياق فلسطين حيث الجغرافيا، والتواريخ، والهويات مجزأة.

وتركز العديد من الأعمال على كيفية اختلال عمليات الإنتاج من قبل قوى تسبب في انهيار الأشياء. ويعمل هذا التوتر المستمر بين البناء والتفكيك، كمجاز عن الحالة الفلسطينية، وكقناة لمناقشة تعقيدات الواقع الفلسطيني المتنوعة التي يعيش ويعمل فيها هؤلاء الفنانون. فمن خلال عمليات إعادة الإنتاج، وتكرار أنماط معينة، يتواصل الفنانون مع الماضي والمستقبل، حيث يجدون علاقة زمنية فيما بينها. في معرض "تمييز الأنماط"، يصبح التكرار وسيلة لعبور عصور مختلفة، وكذلك أداة تحررية للتعبير عن ما هو متخيل. يظهر ذلك في الطريقة التي عالج فيها الفنانون أعمال الفيديو والصوت، وفي بنائهم الروايات، واستخدامهم الصور والمواد المختلفة.

وتتنوع الأعمال من الشخصي جداً كتسجيل إيناس حلبي لتاريخ عائلتها الذي يروى، بشكل متكرر، إلى مشهد نور عبد المستوحى من علم التحري وألغاز الخيال العلمي. وتقترح هذه الأعمال أن الشهادة والحقيقة تكمن في عيني الناظر. وتحقق آية قرش، من خلال جمع عصور عدة لتاريخ الإسمنت، في البناء الفلسطيني، عبر سلسلة من التجارب النحتية، بينما تتبع مجد مصري كيف تنتقل صورة أيقونية بمظاهر مختلفة عبر تاريخ الفن الفلسطيني. وتوحد ربى سلامة مستحيلات عدة متعلقة بالجغرافيا الفلسطينية، باستخدام رمزية البحر في عمل الفيديو الخاص بها. ويبني آخرون أعمالهم على التقارب بين عمليتي البناء والهدم، البدايات والنهايات. وتقدم مجدل نتيل تراكماً للأحلام المدمرة عبر المخدات المنحوتة في عملها التركيبي. ويجد عملها صدى في أجسام عبد الله عوّاد الجريحة التي صنعها من مواد بناء، وفيديو سومر سلام الذي يصور عملية غزل لحاف وفك خيوطه بشكل متكرر، وعمل أسمى غانم الذي بني على أصوات الحرب.

ويفتتح المعرض في8 الشهر المقبل، في بيت الصاع في البلدة القديمة في رام الله، وهو بيت قديم بني العام 1910 ورمم قبل سنتين، وتستمر فعالياته حتى 31 تشرين الأول 2016، فيما ينظم يومالاثنين 10 تشرين الأول، حفل إعلان نتائج المسابقة في مقر مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله.

وقال محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان إن معرض مسابقة الفنان الشاب (اليايا 2016)، الذي يحمل عنوان "تمييز الأنماط"، "يضيء الإطار المفاهيمي المثير الذي وضعته قيّمة المسابقة نات مولر في استجابة مغايرة منها لثيمة النسخة الثالثة من قلنديا الدولي، التي تأتي المسابقة، إلى جانب خمسة عشر برنامجاً فنياً آخرَ، في إطاره".

وأوضح أبو هشهش "أن الفنانين المشاركين التسعة انخرطوا مع القيمة، في غمار تجربة ثرية من الحوار والنقاش والتطوير، امتدت من لحظة اختيارهم للمشاركة في المسابقة، مروراً بعملية تطوير المقترحات والإنتاج، وصولاً إلى لحظة إنجاز الأعمال الفنية، وتركيبها وعرضها أمام الجمهور، مقدمين مداخلات جمالية جديدة، نأت بنفسها عن المقاربات المتوقعة التي يمكن أن يستدعيها تناول موضوع كبير بحجم "العودة" ثيمة قلنديا الدولي، وما يمكن أن ينتجه من تداعيات من شأنها أن تسقط مثل هؤلاء الفنانين الشباب في مأزق إعادة التدوير الفني لمقولات الحنين، والوطن، والبيت، أو تُوقعهم في المباشرة تحت تأثير ما تشهده المنطقة العربية من حالة غير مسبوقة من التهجير والنزوح، بما أنتجته، بدورها، من نتاج بصري وإعلامي هائل، قد تغوي في الاستسهال والتسطيح".

وأضاف: إننا كذلك سعيدون أن نكون مكوناً مهماً من قلنديا الدولي في دورته الثالثة، بشراكاته العريضة، وبفعالياته المتنوعة في كل من القدس، ورام الله، وحيفا، وغزة، وبيت لحم، وعمان، وبيروت، ولندن، بما يعنيه ذلك من زخم كبير في المكونات المتعددة المنخرطة في هذا المحفل الفني الكبير؛ من مؤسسات، وفنانين، وقيمي معارض، ومثقفين، وإعلاميين، وحرفيين، وغيرهم، وما يعنيه ذلك من انخراط أوسع للجمهور في كل هذه الفعاليات والمواقع، آملين أن تعزز هذه الدورة من مكانة فلسطين الثقافية، ولاسيما في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها كل المنطقة والعالم، والتي من شأنها أن تنعكس سلباً على الواقع في فلسطين، وأن تغلق كثيراً من نوافذ التفاؤل والأمل، ما قد يدفع الكثيرين، ولاسيما على المستوى السياسي، إلى القنوط واليأس. فمن شأن الفعل الثقافي الجاد والمستمر والحيوي، أن يشرع أبواب ونوافذ جديدة للنظر إلى المستقبل، وأن يبقي على فلسطين، بما تمثله من قيم وأسئلة كونية، حاضرة في وجدان العالم ومحافله المختلفة، ويدفع الكثير من حول العالم للقدوم إليها، ومعاينة ما يكتنف حياتنا من تحديات، وما تولده من محاولات ملهمة لتجاوز تحديات الواقع ومحدداته الكثيرة.

ولفت إلى أن قلنديا الدولي يقدم نموذجاً قوياً على قدرة الفعل الثقافي على البقاء حراً ومستقلاً وطليقاً في اجتراح اقتراحات جمالية ملهمة، لا تخضع لإملاءات السياسية، وحسابات موازين القوى، في مقارباتها لقضايا الوطن وهموم المجتمع والإنسان.

وشكر أبو هشهش بلدية رام الله، على تعاونها المستمر، وعلى توفيرها بيت الصاع، "الذي شكل فضاء جميلاً لعرض أعمال معرض "تمييز الأنماط".

فعاليات على هامش المعرض
وستنظم على هامش المعرض فعاليات عدة، منها جلسة نقاش بعنوان تحركية الصور، وبرنامج عرض فيديو بعنوان: "الإيقاع والسياسة"، وذلك في إطار لقاءاتقلنديا الدولي.

ويعرض برنامج "الإيقاع والسياسة" بالتعاون مع (Edith-Russ-Haus for Media Art) للقيم مارسيل شفيرن، ويتضمن عروض فيديوهات تتناول القوّة التحررية المتميزة للإيقاع. تُستوحى مجموعة واسعة من الموسيقى المعاصرة من موسيقى البلوز، وهي خليط من أغاني العمل الأفريقية – الأميركية والموسيقى الأوروبية التي لا يمكن فصل أصولها عن الحركة التحررية للسود الأفريقيين- الأميركيين، وكلماتها القصصية الحزينة التي تأتي من الوضع المأساوي البائس لعمل السود. يعود تطوير موسيقى البلوز إلى الحريّة المكتسبة حديثاً عند الناس المستعبدين، وأصبحت إلهاماً لحركات تحررية أخرى – من صراع الأجيال (روك آند رول)، وحركة الهيبي ومناهضة الحروب (الموسيقى الشعبية والروك)، لإثبات الذات في الجيتوهات (الراب). تضيء الأفلام التي تجمع هذا البرنامج المرتب زمنياً الموضوع من خلال وثائقيات، وعروض أدائية، وتأملات فنية منذ العام 1935 وحتى اليوم.

وتتساءل جلسة نقاش "تحركيّة الصور" التي تديرها قيمة المسابقة نات مولر كيف "تسافر" الصور في وقت تتضاءل فيه الحدود - جغرافية كانت أم أيديولوجية، وتجمع مجموعة من العاملين في المجال الذين سيناقشون كيف تسافر الصور في أعمالهم عبر الوقت والجغرافيا، وباستخدام وسائل متنوعة. كيف "تهاجر" من مكان إلى آخر، ومتى تكون آمنة، نازحة أو في المنفى؟ كيف يمكن أن تكوّن الصور خيالاً، وتفتح عوالم، وتوفر وضوحاً وروايات مضادة في زمن يُستخدم المرئي فيه لدعم روايات القوة؟ وهذه الأسئلة تصبح وسيلة لاستكشاف –عبر عدسة فنية- ديناميكيات وقتنا الحاضر، حيث نضع الكثير على المحك عند مناقشة قضايا الهجرة واللجوء.

كما تشمل الفعالياتبرنامجيعروض فيديو "تكراراتدائمة"للقيّمةريمشلّة،و"ومضاتسريعةضدعالم"للقيّمةأوفولدورمسأوغلو. وهذانالبرنامجانهماالثانيوالثالثمنسلسلةعروضتستكشفسياساتالإيقاعوسياساتالتكراروسياساتالأنماطكاستعاراتٍفيسياقالصورالمتحركة.

يذكر أن مسابقة الفنان الشاب هي إحدى مبادرات برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان التي تهدف إلى دعم الفنانين الشباب، وتحفيزهم، ونشر أعمالهم وترويجها. وقد أطلقت المؤسسة على جائزة المسابقة اسم حسن الحوراني، تكريماً لهذا الفنان المبدع، الذي كان أحد الفنانين الفائزين بجوائز المسابقة في دورتها الأولى في العام 2000، وذلك بعد وفاته بحادث غرق مأساوي في العام 2003.