الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

التسهيلات المصرية "الموسمية" هل تغير من واقع غزة؟

نشر بتاريخ: 23/10/2016 ( آخر تحديث: 23/10/2016 الساعة: 19:22 )
التسهيلات المصرية "الموسمية" هل تغير من واقع غزة؟
غزة- معا- اجمع عدد من المحللين السياسيين على انه لا تلوح في الأفق بوادر انفراجة في العلاقات الغزيّة المصرية، مؤكدين انه لا يمكن الحديث عن حل أزمات قطاع غزة بالكامل، وإنما تقديم تسهيلات موسمية مقطرة بما يحافظ على علاقات لا تتجاوز الشرعية الفلسطينية.
وبرأي المحللين لا تبدو التسهيلات المصرية الأخيرة التي قدمت لقطاع مقدمة لتغيير واقع القطاع المأساوي في ظل الحصار... فلا فتح المعبر لسبعة أيام متتالية ولا الإفراج عن سبعة حجاج كانوا محتجزين لدى القاهرة سيغير من حال الغزيين شيئا، في ظل معطيات مصرية فلسطينية قائمة على المصالح لا أكثر.
المصلحة أساس العلاقة
وحول مستقبل العلاقة بين مصر وقطاع غزة، أكد المحلل السياسي وسام عفيفة انه لن يكون هناك تغير جوهري وجذري في العلاقة وقال: "في ظل الحديث عن مستقبل العلاقة بمعطياتها الراهنة اعتقد انه لن تكون هناك استفادة 180 درجة في هذه العلاقة".

وشدد عفيفة أن العلاقة بين مصر وقطاع غزة تحكمها مصالح الطرفين ومتغيرات مرتبطة بالشأن الفلسطيني الداخلي ومتغيرات الإقليم، مشيرا الى أن الشأن الفلسطيني الداخلي مرتبط بموضوع المصالحة والعلاقة داخل فتح و"صراعات" تيار الرئيس أبو مازن والنائب محمد دحلان.

وأضاف: "هناك تغير مهم في المشهد المصري من القضية الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة فيما يتعلق بمؤتمر العين السخنة والعلاقة المميزة مع القيادي محمد دحلان التي بدأت تخرج للعلن في إطار تجهيز بديل في هذه العلاقة أو على الأقل وضع منافس".

وشدد عفيفة أن هناك معطيات هي التي تحكم هذه العلاقة المبنية على المصالح لا علاقة تحالف ولا محبة ولا مودة متابعا: "علاقة مبينة على المصالح تخفت وتبرز بناء على المتغيرات".

وأشار عفيفة الى أن هذه المصالح هي جزء منها تسهيل وتفكيك ظروف قطاع غزة قد يشعر بها المواطن في بعض المحطات مشيرا الى استفادة المواطنين في قطاع غزة عبر معبر رفح من سفر وفد العين السخنة.

لن تفصل غزة عن الشرعية
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم ان الجانب المصري بدأ يدرك مدى الخطر الذي يعيشه الناس في قطاع غزة وان الحالة الإنسانية الضاغطة قد دفعتهم الى اتخاذ عدة خطوات في غياب الشرعية التي تتولى قطاع غزة.

وشدد إبراهيم أن مصر مازالت تنظر للقضية الفلسطينية بعدم فصل غزة عن مستقبلها وعن الشرعية الفلسطينية في الضفة الغربية حتى بالرغم من ما يشاع من أن العلاقات توترت بعد مؤتمر العين السخنة وان المؤتمر جاء دعما للقيادي محمد دحلان رغم أن الندوة كانت أكاديمية مضيفا: "صحيح انه ربما هناك بعد سياسي ولكن من غير الواضح حتى الآن مدى صحة ودقة المعلومات التي يتم تداولها ولكن المؤكد أن مصر حريصة على وحدة الفلسطيني ووحدة الصف الفتحاوي بالتحديد".

وأضاف:"اعتقد أن الأمور شائكة ومعقدة قد يكون هناك حلحلة في بعض المواضيع الإنسانية وان يفتح معبر رفح كل فترة زمنية لان مصر تدرك أن الأوضاع الإنسانية خانقة وكارثية في قطاع غزة لذلك سيكون هناك بعض الحلول الميدانية التي تخفف عن الناس في قطاع غزة".

مصر محرجة
المحلل السياسي شاكر شبات أكد ان مصر لا تمانع من الناحية السياسية أن يكون هناك انفراجة في العلاقة مع قطاع غزة، ولكن الملف الأمني في سيناء والمخاطر المصرية في هذا الجانب هي التي تمنع الانفتاح المصري على قطاع غزة، بالإضافة الى الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وغياب القيادة الرسمية عن إدارة المعبر والعلاقات في قطاع غزة.

وقال شبات: "جزء من المشكلة خارجة عن إرادة النظام السياسي والجهات الأمنية فالمخاوف الامنية حقيقية والخلاف الفلسطيني الفلسطيني حقيقي"
وشدد شبات أن مصر تخشى الظهور بمظهر من ادار ظهره للقيادة الشرعية من خلال تقديم تسهيلات لقطاع غزة مبينا ان مصر تخشى ان يتحول تقديم التسهيلات ومنها فتح معبر رفح على انه تجاوز للسلطة.

وأضاف:" أي انفراجة في العلاقة قد يثار هذا التساؤل وهي أن مصر تجاوزت الشرعية في رام الله وان مصر تدير ظهرا للقيادة الفلسطينية الرسمية وتنفتح على العلاقة مع حماس"مشددا هذا يحرج القيادة المصرية ويجعلها تمسك العصا من النصف من خلال التخفيف عن السكان في قطاع غزة وان تظهر وكأنها تتعامل مع المؤسسة الرسمية الممثلة بالسلطة.

وتابع: "هذه المواقف تربك القيادة المصرية والموقف المصري في التعامل مع قطاع غزة".
وعلى الرغم من كم الشائعات التي ترافقت مع التسهيلات التي قدمتها مصر لقطاع غزة خلال سبعة أيام من فتح المعبر والأحاديث غير الرسمية التي تحدثت عن فتح مكتب لمصر في قطاع غزة بداية العام المقبل إلا أنها تبقى مجرد آمالا يعقدها المراقبون في إمكانية أن تنفرج الأوضاع في قطاع غزة.
تقرير: هدية الغول