الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تنجح مبادرة الجهاد في تحريك المياه الراكدة ؟

نشر بتاريخ: 24/10/2016 ( آخر تحديث: 24/10/2016 الساعة: 11:49 )
هل تنجح مبادرة الجهاد في تحريك المياه الراكدة ؟

غزة- تقرير معا- تباينت المواقف والتعليقات بشأن مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح التي طرحها الجمعة الفائت في مهرجان ذكرى انطلاقة الحركة الـ 29 الذي نظم في مدينة غزة وحضره عشرات الالاف من أنصارها.


ودعا محللون وقياديون في أحاديث لمراسل "معا" إلى مناقشة هذه المبادرة مع كل القوى الوطنية والاسلامية لتصبح مبادرة فلسطينية جامعة لاستنهاض الحالة الفلسطينية بدلا من حالة الجمود السياسي الذي تعاني منه القضية .


وقال الباحث السياسي حسن عبدو :"منذ الاعلان عن المبادرة أصبحت الشغل الشاغل للرأي العام وللإعلام الفلسطيني وأصبح هناك تجاوب كبير على مستوى الفصائل والنخب لهذه المبادرة، والجميع يتطلع أن يفتح باب الحوار الوطني الجامع بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوضع المبادرة للنقاش وبداية لتوافق وطني فلسطيني يستنهض الحالة الفلسطينية".


وأضاف الباحث عبدو ان هناك من ينظر إلى المبادرة بوصفها مبادرة "انقاذ وطني" والبعض الاخر يرى بأنها لن تقدم ولن تؤخر في ظل الوضع الفلسطيني البائس.


وتابع :"هناك أراء متعددة لكن عمليا هي تشغل الرأي العام ومعظم الاعلام وأعتقد أن الفصائل ستدعى لمناقشة هذه المبادرة بشكل رسمي من حركة الجهاد الاسلامي".


وأوضح أن هذه المبادرة طرحت برنامجا للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن الذي وصفة الامين العام لحركة الجهاد بأنه مأزق تاريخي وليس سحابة صيف عابرة".


وتابع الباحث ان هناك تحديات ومخاطر حقيقية تحدق بالشعب الفلسطيني وقضيته في ظل اهمال عربي واقليمي ودولي للقضية واستفراد اسرائيلي بالقدس والضفة الغربية للخروج من المأزق طرح الجهاد مبادرته وهو بذلك يخرج من دائرة الصمت ويبدأ بالفعل على الساحة الفلسطينية.


واردف:" أعتقد انها بداية لمرحلة جديدة يدشنها الجهاد للانشغال بالحالة الفلسطينية من أجل استنهاضها ونأمل أن يكون هناك حوار جدي وهذا يتوقف على مدى استجابة حركة فتح والقيادة الفلسطينية لهذه المبادرة".


بدوره قال سمير ابو مدللة القيادي في الجبهة الديمقراطية :"إن مبادرة حركة الجهاد الاسلامي والتي طرحها أمينها العام ننظر اليها بإيجابية وتتقاطع مع كثير من الفصائل الفلسطينية في مبادراتها السابقة.


وأضاف أبو مدللة في حديث مع مراسل "معا" هذه المبادرة تحتاج الى نقاش في الاطار الوطني الفلسطيني ومع كل القوى ليكون عليها اجماع وتصبح مبادرة فلسطينية جامعة للكل الفلسطيني".


وأعرب القيادي في الديمقراطية عن أمله بان تحرك هذه المبادرة المياه الراكدة في الشارع الفلسطيني ولدى القوى والسلطة خاصة أن لدى الشعب الفلسطيني ورقة رابحة وهي الانتفاضة التي يجب دعمها لتكون ورقة ضاغطة على اسرائيل.


وقال :"الجديد في المبادرة توقيتها في ظل مزيد من الانقسام وممارسة اسرائيل القتل اليومي بحق شعبنا "، مضيفا "هناك تراجع في الحالة الفلسطينية وأن الحالة الايجابية هي الانتفاضة التي أدخلت الرعب للاحتلال الاسرائيلي ".


وأكد أن توقيت المبادرة مهم للملمة الاوراق والحالة الفلسطينية لتصبح مبادرة جامعة لإعادة اللحمة الفلسطينية وانهاء الانقسام بالإضافة إلى صياغة برنامج نضال استراتيجي فلسطيني وليس سياسي فحسب بل واقتصادي واجتماعي في ظل الركود الذي تعاني منه القضية.


من ناحيته رأى محمود الزق القيادي في هيئة العمل الوطني أن هذه المبادرة تفتقر للواقعية السياسية وأن مضمون الخطاب يحمل مفردات التشكيك والتحريض .


وقال الزق في حديث لمراسل "معا" أن هذا الخطاب يفقد صاحب هذه المبادرة من امكانية ممارسة دور يتسم بالحيادية، حيث أبدى التصاقا غريبا بالمواقف التقليدية لحركة حماس خاصة أن هناك اتفاقيات عديدة تم انجازها وتناولت كافة تفاصيل الوضع الفلسطيني الداخلي جميعها ولم تتطرق مطلقا لتلك المطالبات التي تصل حد الاملاءات في خطاب الاخ شلح".


وأضاف الزق:" شلح لم يكن موفقا في الاقتراب من موضوع المصالحة... وكنا نأمل أن يشدد على تجسيد ما تم الاتفاق عليه والتقدم صوب دعوة للضغط الشعبي لإنهاء الانقسام".


وكانت حركة "حماس" رحبت بمبادرة شلح واعتبرها شاملة لتصويب الوضع الفلسطيني، داعية كل الأطراف الفلسطينية إلى دعم هذه المبادرة.


من ناحيته ، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إن المبادرة التي عرضها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي تتقاطع إلى حد كبير مع مواقف الجبهة ومع مبادرات عديدة سبق وأن قدمتها لذات الغاية.


وأكّد الغول دعم الجبهة لمبادرة الجهاد سعياً لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية من جديد على أساس استراتيجية وطنية موحدة تنطلق من طبيعة المرحلة التي نعيش، باعتبارها مرحلة تحرر وطني وديمقراطي.


وتنص المبادرة المكونة من 10 نقاط على اعلان الرئيس محمود عباس الغاء اتفاق اوسلو، ووقف العمل به، وأن تعلن منظمة سحب الاعتراف بدولة اسرائيل، واعادة بناء منظمة التحرير لتصبح الاطار الوطني الجامع، واعلان ان المرحلة هي مرحلة تحرر وطني والاولوية لمقاومة الاحتلال وهذا يتطلب اعادة الاعتبار للمقاومة والثورة ولتصبح الانتفاضة شاملة لدحر الاحتلال.


ودعا شلح في مبادرته إلى انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وصياغة برنامج جديد موحد واستراتيجية على قاعدة التحلل من اوسلو وينهي سلطتين وبرنامجين، بالإضافة إلى صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود الشعب ووجوده على ارضه، و الخروج من حالة اختزال فلسطين ارضا وشعبا في الضفة وغزة والتأكيد على ان الشعب هو شعب واحد، وهذا يتطلب كل مكونات الشعب في 48 و67 ومناطق الشتات.


ودعا الى الاتصال بكل الاطراف العربية والاسلامية تجاه هذه الخطوات ووقف قطار الهرولة نحو الاحتلال وسحب المبادرة العربية والعمل مع الشقيقة مصر لرفع الحصار عن غز، وأن تقوم قيادة منظمة التحرير بملاحقة دولة الاحتلال وقيادتها امام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب وتعزيز المقاطعة الدولية، واطلاق حوار وطني شامل.

تقرير: أيمن أبو شنب