الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعضاء كنيست وجنرالات ورجال استخبارات جواسيس للسوفييت

نشر بتاريخ: 26/10/2016 ( آخر تحديث: 29/10/2016 الساعة: 07:12 )
اعضاء كنيست وجنرالات ورجال استخبارات جواسيس للسوفييت

بيت لحم- معا- كشفت وثائق سرية تعود الى جهاز المخابرات السوفييتي السابق المعروف باسم " كي جي بي" وحصلت عليها صحيفة " يديعوت احرونوت " العبرية التي نشرت تفاصيلها في عددها الصادر اليوم " الاربعاء" قائمة طويلة من الشخصيات الاسرائيلية التي تم تجنيدها كجواسيس لصالح الاتحاد السوفيتي .

وتضم القائمة ثلاثة اعضاء كنيست ، ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي منهم جنرال كان عضوا في هيئة الاركان العامة ، مهندسون واشخاص عملوا ضمن برامج تسليحية وأمنية سرية مثل طائرة " لافي" ودبابة الميركافا ، رجال وضباط مخابرات يشغلون وظائف حساسة شكلوا وفقا للصحيفة قمة الجبل الجليدي الذي كشفته الوثائق السرية حول الجواسيس السوفييت في اسرائيل .

وقام عميل الـ " كي جي بي" السابق فاسيلي ميتروكين " الذي شغل ايضا منصبا رفيعا في ارشيف المخابرات السوفيتية بتصوير ونسخ هذه الوثائق على مدى 20 عاما من العمل في المخابرات السوفيتية وقام بدفنها قبل مقتله في وعاء للحليب في باحة منزله الريفي في احدى ضواحي العاصمة الروسية موسكو .

واتصل فاسيلي في مطلع تسعينيات القرن الماضي مع المخابرات الغربية وتم نقله ووعاء الحليب الممتلئ بالأسرار في عملية سرية الى بريطانيا.
وأحدثت وثائقه وما حملته من اسرار زلزالا في العديد من الدول حيث تم اعتقال جواسيس في بريطانيا ، فرنسا ، الولايات المتحدة وغيرها من الدول فيما تلقت المخابرات السوفيتية اشد ضربة في تاريخها حيث تشير التقديرات الى اعتقال اكثر من 1000 جاسوس استنادا لهذه الوثائق التي اعتبرت اكبر عملية تسريب في تاريخ المخابرات العالمية حسب تعبير الصحيفة العبرية.



وشملت الوثائق اضافة الى اسماء العملاء تفاصيل كثيرة تتعلق بمعمل المخابرات السوفيتية في اسرائيل بقيت طي الكتمان حتى الاسبوع الحالي يث ينتظر ان تنشر " يديعوت احرونوت" التي اطلعت على هذه الوثائق الموجودة حاليا في جامعة كامبريدج مستعينة بطاقم متخصص مقلص قام بتمحيص وتحليل الوثائق المتعلقة بإسرائيل بعض هذه التفاصيل التي كشفت لاول مرة حجم الاستثمار والجهد الذي وظفه الاتحاد السوفيتي لاختراق اسرائيل ليكون النجاح حليفه في الكثير جدا من الحالات .

عملية اختراق حزب مبام :

اطلق السوفييت مطلع خمسينيات القرن الماضي عملية واسعة جدا تحت الاسم الرمزي" ترست" تهدف الى اختراق حزب مبام وحققت هذه العملية وفقا للوثائق السرية نجاحا ليس بالبسيط حيث ت م تجنيد ما لا يقل عن ثلاثة اعضاء كنيست للعمل لصالح المخابرات السوفيتية عرف احدهم بالاسم الرمزي " غرنيت " وأشارت الوثائق الى انه يسكن في كيبوتس " شوفيل" بالقرب من بئر السبع .

وتؤكد الوثائق ان المقصود هو الشاعر والسياسي المعروف عضو الكنيست " اليعازر غرانوت " الذي كان عضوا في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست وتولى زعامة حزب " مبام" .

وتشير الوثائق الى تجنيد " غرانوت" في الفترة التي سبقت حرب 1967 على يد رجل الـ " كي جي بي" المعروف يوري كتوف وانقطع الاتصال معه مع اخلاء السفارة السوفيتي في تل ابيب عام 1967 .

وقال داني غرانوت " ابن عضو الكنيست المذكور في تعليقه على ما جاء في الوثائق " كنت شاهدا على لقاءات ليلية بين ابي وكتوف الذي كان يحضر بسيارة دبلوماسية ويجلب مع فودكا فاخرة ونقانق هنغارية رائعة ".

واضاف غرانوت الابن " لم يكن ابي مطلعا او بمقدوره الاطلاع على وثائق سرية حتى لو كان يريد ذلك لم يكن مسموحا له الوصول لمعلومات سرية لذلك لم يكن هناك امكانية ليعمل كجاسوس ".

مهندسون على المهداف :

ولم تكتفي المخابرات السوفيتية بتجنيد السياسيين ونجحت بتجنيد العميل الذي عرف بالاسم الرمزي " بوكر" الذي كان مهندسا كبيرا في اهم مشاريع اسرائيل واكثرها سرية المعروف باسم " هموفيل هأرتسي" وهو اهم واكبر مشروع لنقل المياه في اسرائيل وكان احد اهم اهداف المخابرات السوفيتية وكذلك نجحت المخابرات بتجنيد العميل " جيمي" الذي تم تعينه في منصب هام وسري جدا في الصناعات الجوية الاسرائيلية تحديدا في اللواء الهندسي الذي عمل حينها على تطوير اول مقاتلة اسرائيلية نفاثة عرفت باسم " لافي" .

جند السوفيت عميلا اخر عمل في مجال صيانة دبابات الميركافا وسلم المخابرات السوفيتية تقارير حول درع هذه الدبابة .

وتضم قائمة الجواسيس الاسرائيليين التي وعدت صحيفة " يديعوت احرونوت" بنشرها كاملة يوم الجمعة القادم في ملحقها الاسبوعي " 7 ايام " عددا من الصحفيين ورجال الاعلام و ضابط سري في المخابرات الاسرائيلية حصل على الاسم الرمزي " ملينكا " وعمل كما يبدو في قسم التجسس المضاد التابع لجهاز الشاباك الاسرائيلي .

وفوق كل هذا نجح السوفييت في تجنيد جنرال اسرائيلي عضو في هيئة الاركان العامة عام 1993 سلمت بريطانيا اسمه وتفاصيله للشاباك بعد ان حصلت على الوثائق السرية لكن الشاباك رفض حتى الان الكشف عن اسم هذا الجنرال.

وقال احد رجال المخابرات الاسرائيلية القدماء للصحيفة " رفض الشاباك اطلاعي على اسم هذا الجنرال لكني فهمت منهم مدى الصدمة التي اصابتهم حين تلقوا المعلومات من البريطانيين ومراعاة لوضع هذا الجنرال الصحي وحسب اعتقادي لتجنب الارباك والإحراج الذي سيصيب الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل كلها تقرر عمل تقديم الجنرال للمحاكمة لكن حسب معلوماتي توفي هذا الجنرال بعد فترة قصيرة ".