الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغاء مؤتمر باريس سيؤدي الى تدهور ميداني كبير في الارض المحتلة

نشر بتاريخ: 21/11/2016 ( آخر تحديث: 21/11/2016 الساعة: 12:14 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تحاول اسرائيل بكل امكانياتها " اغتيال " مؤتمر باريس اعلاميا وسياسيا ، من خلال تسريب معلومات خاطئة وأخبار ملفقة عن فشله ، أو من خلال اعلاء شأن مصادر ما ، تعلن مواقف سلبية تجاه هذا المؤتمر ، كما انها اغتالت المقترح الروسي للقاء نتانياهو - عباس في موسكو . لأنها تدرك ان هاتين الخطوتين سوف تنزعان من تل أبيب امكانية الاستخدام المفرط لفوز ترامب .
تصريحات وزراء اسرائيل ، ومكتب نتانياهو حيال فوز ترامب تدلل على أن تل أبيب تكرّر نفس الخطأ السياسي المعروف ( الارتهان المفرط لعامل الوقت و للعوامل الخارجية ) على أمل ان يساعدها ذلك في التهرب من استحقاقات الدولة الفلسطينية والحل السياسي . وقد فعلت ذلك حين كان اسحق شامير رئيسا للوزراء ايام الرئيس بوش الاب ، وفعلت ذلك أيام نتانياهو ومقابل بوش الابن ، وتفعل ذلك الان دون وعي ان كل هؤلاء لن يساعدوها في الاستقرار والبقاء من دون حل القضية الفلسطينية .
ان محاولات اسرائيل اغتيال مؤتمر باريس ، محاولة استباقية غبية من جانب حكومة اليمين الاسرائيلي لمنع اي تدخل دولي في الصراع ، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر لانها تمنع الامل السياسي عند الفلسطينيين وستؤدي الى تدهور ميداني كبير في العام 2017 ، بل انها جهالة سياسية وفكرية تؤكد ان قيادات اسرائيل وصلت الى مرحلة العقم السياسي , لان شعب الارض المحتلة يعيش على بارقة الامل التي انبثقت في باريس بعدما فشلت الادارة الامريكية السابقة في ترويض وحش الاستيطان الصهيوني في القدس والضفة الغربية عموما .

كا أن اصرار القيادة الفلسطينية على تجربة الحل الدولي مرة اخرى ، لا تحظى اساسا بتأييد واسع في صفوف الشعب الفلسطيني ، وهناك فصائل وقوى ترفض مجرد المحاولة في هذا المضمار ، ولكن الرئيس عباس يضع كل ثقله في هذا الامر لاتمامه ، وهو يعرف ان الجمهور الفلسطيني لن يسكت ولن يقبل هذا الفراغ السياسي في العام 2017 .