الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

في سبيل تركيز العيون صوب بني صهيون

نشر بتاريخ: 09/01/2017 ( آخر تحديث: 09/01/2017 الساعة: 10:18 )

الكاتب: فادي أبو بكر

تحاول "اسرائيل" مراراً وتكراراً منذ نشوءها اقتلاعنا من جذورنا بشتى الطرق والأساليب، سواء عبر تزوير التاريخ والكتب المقدسة، أو عبر إنشاء المنظمات، الاقتصاد، التعليم، الجيش، والأحزاب من أجل بسط النفوذ الصهيوني في سبيل خدمة "إسرائيل" واقتلاع الفلسطيني من أرضه.
يقول جان بول سارتر: "المثقف مسئول عن الجرائم التي لم يسمع بها" ومن هنا فإن مهمة كل مثقف فلسطيني يجب أن تقوم بشكل أساسي على تركيز العيون صوب بني صهيون وجرائمه ومحاولاته التي ترمي إلى اقتلاع بتلات زهرات فلسطين، ومن الضروري على كل فلسطيني، بل من الواجب عليه أن يعرف ماذا يقول العدو؟ وكيف يفكر؟ .. أن يعرفه من النشيد حتى العلم، يعرف كل من يمثله سواء كان قاتل أم صاحب قلم.
السلام الوطني لأي دولة هو عنصر مهم في تشكيل الوعي المجتمعي ... ومن هنا اخترع قادة بني صهيون سلاماً وطنياً يزور التاريخ و يحرض على الشرق ويعزز العنصرية في أرواح الأجيال القادمة. أما العلم الإسرائيلي فإن الخطين الزرقاوين فيه يرمزان إلى نهري النيل والفرات ويمثلان حلم دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والنجمة شعار للدولة اليهودية المزعومة .
انطلاقا من قول العالم الاجتماعي السوري أنطون سعادة مؤلف كتاب نشوء الأمم الذي يقول فيه : " بعد الإطلاع يمكن تكوين رأي، وحينئذٍ لا يبقى مجال لحدوث بلبلة "، نقول أن مخك يحتاج أن ينمو أيها الفلسطيني، فكثير من الأمور تراها بسيطة لكنها تمثل اختزال لمعاني شاسعة.
أكثر مؤسسي الصهاينة من الحديث عن الأرض وأهمية الارتباط بها، وكيف أن الابتعاد عن هذه الأرض هو الذي دفع باليهود إلى المنفى، وأن العودة إليها سيضع حداً لمعاناة هذا المنفى، وكانت هذه البروباغندا التي استطاعوا عبرها تجييش اليهود من كافة أنحاء العالم في سبيل تحقيق حلم إنشاء دولة "إسرائيل".
في المقابل خلق الزعيم الراحل ياسر عرفات لنا عالماً مليئاً بالعنفوان والثورة، ليقول لنا أن أملنا لم ينتهي بعد، وجاء من بعده الرئيس محمود عباس ليكمل المسير وعمل على تركيز عيون العالم على بني صهيون، ومن آخر انجازات هذه السياسة تبني مجلس الأمن قرار ضد الاستيطان لأول مرة منذ 36 عاماً..
عندما قال الرئيس عباس أن العام 2017 هو عام دحر الاحتلال، وعندما أشار في خطابه بالمؤتمر السابع لحركة فتح أنه " علينا أن نبحث وننبش ونبحبش"، فهو ببساطة يقول لنا أننا نستطيع أن نكون لهم نداً، وإن كان رصاصهم لا يحتاج إلا للمسة أصبع، فنحن نستطيع أن نهزمهم بصبرنا ونضجنا، وقناعتنا بأن تحرير فلسطين هدف واقعي.