الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

العمل التطوعي ودوره في تعزيز المواطنة

نشر بتاريخ: 11/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 10:51 )

الكاتب: أ. خلود دراس

منذ القدم, اكتسب العمل التطوعي في المجتمع الفلسطيني قيمة ايجابية و سلوكاً حضارياً ومكوناً أساسياً من مكونات التنمية, كونه يمثل قيمة نبيلة تجسد السلوك الحضاري. وتشير الادبيات المختلفة الى تعريف العمل التطوعي بأنه: " أي نشاط خيري انساني يقوم به الانسان بشكل طوعي", و البعض يعرف العمل التطوعي بأنه: " عمل انساني يقوم به الاشخاص بغرض تقديم العون والمساعدة للمجتمع دون انتظار لأية مكافأة او تعويض".
كما حضت جميع الأديان السماوية على العمل التطوعي, فقد وردت مجموعة من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة التي تحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الاسلام, قال تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى", " ومن تطوع خيرا فهو خير له" , ويقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: " خير الناس أنفعهم للناس". وتتوسع دائرة التطوع والعون والصدقة كما جرت عليه العادة في المجتمع الفلسطيني لتشمل الناس على اختلاف اديانهم, وخير دليل على ذلك الامثال الشعبية الفلسطنية والأغاني التراثية التي تزخر بالعديد من الأمثلة التي تحض على العمل التطوعي, " سيد القوم خادمهم".
وتسهم بيئة العمل التطوعي في تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات, ويشعر المتطوع بالايجابية والقدرة على حل المشاكل المجتمعية,ضمن اطار الاقدام والمثابرة واتقان العمل.
ويشمل العمل التطوعي جميع نواحي الحياة البشرية والإنسانية والتعليمية والبيئية, والصحية وغيرها من المجالات التي تدعم متطلبات المواطنة, كما يشمل العمل التطوعي الحفاظ على الممتلكات العامة والثروات الوطنية كالمدارس والمستشفيات والشعور بالمسؤولية والانتماء نحوها, ولا يمكن للمواطنة او الانتماء ان يكتمل, الا اذا اقترن بخدمة الوطن والنهوض بمؤسساته.
وتبرز الحاجة حالياً الى غرس مبادئ وقيم العمل التطوعي لدى الاجيال الناشئة التي لا تدرك قيمة التطوع, فعلى الرغم من ازدياد مؤسسات المجتمع المحلي الفلسطينية, غابت الروح الملهمة للعمل التطوعي, وهنا يأتي دور المعلمين التوعوي في غرس وتنمية هذه القيمة وتعزيز السلوك التربوي الذي يجسد ثقافة العمل التطوعي ويبرز روح التنافس لخدمة المجتمع بين طلبتنا ليس فقط وهم على مقاعد الدراسة بل ليبقى اثرها لاحقا في المجتمع.
وما كان التفاف الفلسطينيون مع بعضهم البعض وتطوعهم خلال مراحل الانتفاضة الشعبية الا خير دليل على تمسكهم بالقيم والمبادئ السامية النابعة من تاريخ الشعب الفلسطيني المتمسك بقيم التكافل بين افراده ايماناً من شعبنا بأن تحقيق الأماني لا يكون سوى ببذل المزيد من الجهد وارساء دعائم التعاون وتشجيع المبادرات التطوعية على كافة الاصعدة وهذا هوالمعنى الحقيقي للمواطنة.