الأربعاء: 17/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

" بِنِتْ" يَلعب بالنارِ وفلسطين مش قوم حجار

نشر بتاريخ: 11/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 10:53 )

الكاتب: د. ياسر عبد الله

قدم الشعب الفلسطيني عشرات الالاف من الشهداء عبر مراحل النضال المستمر، الأسرى في السجون هم وثائق ودروس للتاريخ؛ منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر خلف القضبان التحرر والاستقلال، والجرحى شاهد عيان على إصرار الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين. وإن قبلنا بحل الدولتين وحدود الرابع من حزيران 1967 ، فأن حيفا ويافا وعكا والقدس تبقى في العيون ، لمن عاش الماضي والحاضر أن يروي تاريخ بطولات الشعب الفلسطيني ونضالاته ضد الاحتلال وأن يبلغ رسالة إلى كلِ العالم بأنَ فلسطين دولة في قلوبِ أطفالِ فلسطين وشواهد التاريخ راسخة كما هي الجبال الشامخة .
ورسالة الى "نفتالي بينت" وزير تربية الإرهاب والنازيين الجدد؛ زعيم حزب البيت اليهودي المتطرف في كلمة القاها في مستهل جلسة عقدتها كتلة حزبه البرلمانية في مستوطنة "معالية ادوميم" شرق القدس المحتلة قال فيها "نواصل اليوم طريق "ليفي اشكول" الذي فرض تطبيق القانون الاسرائيلي على القدس واسحاق رابين الذي أقام معاليه أدوميم ومناحيم بيغن الذي فرض السيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان ونحن اليوم نبدأ في معاليه أدوميم وغداً في كل مناطقِ وطننا". ويطالب بضم الضفة الغربية إلى دولة الكيان.
هذا الصبي الواهم تناسى انتفاضة الحجارة، ويجهل أن العالم اليوم قاطباً يقف مع القضية الفلسطينية، ويجهل أن العالم كشف القناع عن دولة الكيان لتظهر على حقيقتها الاجراميةِ؛ قتل الأطفال، الاعتقال الإداري، احتجاز جثامين الشهداء، هدم البيوت، مصادرة الأراضي، فقد مارست دولة الكيان الصهيوني كافة أشكال الإرهاب ضد الفلسطينيون.
بعد مرور سنوات على إغتصاب الأرض الفلسطينية من قبل منظمات الإرهاب الصهيونية وعصابات الهاغانا والتواطؤ البريطاني ضد الشعب الفلسطيني والخيانة التي قدمها اللورد بلفور في منح اليهود دولة وعدم التزامهم بإعطاء الفلسطينيين حقهم ، بعد كل ذلك يأتي صبي من أطفال المستوطنات القادم من شوارع شيكاغو وهو يعرف جيداً أن الفلسطينيون شعب لا يمكن أن يقهر؛ وعليه أن يرجع إلى سجلات التاريخ للثورة الفلسطينية ليعرف أنه صبي يجهل معالم التاريخ، وهو مريض نفسي يخوض مضمار السياسية عارياً فهو أعمى لا يرتدي نظارته وعقيم لا يمكنه الانجاب وجاهل لا يعرف من هم أطفال الحجار ومن هم أبطال السلاح والبندقية .
ويكفي أن رئيس حكومتهم "بيبي نتنياهو" قال عنه بتاريخ 13/11/2016 "نفتالي بينت صبياني وغير مسؤول" وقل أيضا " لن نضيع مزيدا من الوقت هنا من أجل اصحاب المدونات". وهذه شهادة من كبير أهلهم لا يمكن أن يتملص منها فهو صبي في مضمار السياسة بامتياز ولص يسرق أصوات المستوطنين ليجلس على كرسي فاخر يغازل العاملات في مكتبه.
هو لا يعرف أن القيادة الفلسطينية تفوقت في جولات عدة على الدبلوماسية الصهيونية؛ إعلان فلسطين عضو مراقب في الأممِ المتحدةِ، الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، التصويت ضد الاستيطان؛ إلى أن نصلَ للدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأممِ المتحدةِ دولة عاصتها القدس وحدودها الأردن وسوريا ولبنان ومصر والبحر، فإن لم يعطونا حدود ال 67 فإن اشبال وزهرات فلسطين سوف تطالب بحدود فلسطين التاريخية فصبيان فلسطين جنرالات مع وقف التنفيذ.
نخلص من ذلك بأن فلسطين شعب وأرض، فلسطين تاريخ وحضارة، فلسطين شهداء وأسرى، فلسطين قيادة حكيمة لا تعرف المساومة على الثوابت ـ فلسطين دول عاصمتها القدس، فلسطين لها ساحل بطول 242 كم مربع على البحر وفلسطين لا تقبل القسمة على أكثر من واحد وهذا الوحد هو الشعب الفلسطيني بكافة أشكاله وألوانه، يُجْمِع على حدودٍ وعاصمةٍ وثوابتٍ فلسطينيةٍ راسخة كما هي جبال الخليل ونابلس ورمل غزة؛ لأن فلسطين مش قوم حجار يا "نفتالي بينت".