الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ثقافة الترشيح للانتخابات يجب أن تحكمها معاير وطنية

نشر بتاريخ: 11/01/2017 ( آخر تحديث: 11/01/2017 الساعة: 15:45 )
ثقافة الترشيح للانتخابات يجب أن تحكمها معاير وطنية
كتب / أسامة فلفل

الأمانة والمسؤولية الوطنية والأخلاقية والأدبية وإنكار الذات والعمل الصادق من أجل مصلحة الوطن والرياضة الفلسطينية والغيرة على مستقبلها يجب أن يكون المنهج والفلسفة التي يحملها المتسابقون والمتقدمون لانتخابات الاتحادات خلال المرحلة قادمة.

الجميع عايش الدورات السابقة وشاهد بأم عينيه قبل الانتخابات على الأبواب التنظير والتربيطات، والعزف على أوتار حب العطاء والإخلاص وخدمة الرياضة الفلسطينية، المصالح والمنفعة أعمت الإبصار، فالتعهدات والوعود التي تطلق أغلبها واهية تحكمها المصلحة وللأسف كل هذه الأمور تبتعد تماما عن خدمة المشروع الوطني الرياضي الكبير والبحث عن مسيرة تطوير الرياضة الفلسطينية وتندرج تحت عنوان بات معروف في الوسط الرياضي (شيلني وأشيلك).

إن ممارسة الفعل الديمقراطي والممارسة الحضارية والتطلع لمستقبل باهر للرياضة الفلسطينية من خلال الانتخابات النزيهة والحرة لتسمية مجالس إدارات الاتحادات الرياضية الفلسطينية لكافة الألعاب كان مطلبا رئيسيا من الوسط الرياضي منذ زمن بعيد بهدف الوصول للتوليفة التي تخدم مسيرة كل لعبة وليس للوصول لتوليفة المصالح الشخصية المقيتة.

الأمر الغريب والعجيب المشاهد والنماذج التي شاهدناها خلال الدورات السابقة أن الإدارات المنتخبة للاتحادات الرياضية أغلبها لم تخض تجربة التواجد في تلك اللعبة سواء" لاعبا أو إداريا أو مدربا " وبالتالي نجد في نهاية المطاف الفشل في إبراز الوجه الحقيقي للعبة أو تطويرها للأفضل.

بكل تأكيد لو تتبعنا ذلك لوجدنا تراجعا بشكل لافت وهذا الأمر أجهز على الانجازات وعطل مسيرة وطريق التطور والتقدم وأبعدنا عن المشاركة والحضور وتحقيق الانجازات على المستوى الإقليمي والدولي.

اليوم ونحن على أبواب مرحلة ومحطة تاريخية وهامة أحوج ما نكون أن نرى ونشاهد شكلا مختلفا وجديدا لمجالس إدارات اتحاداتنا الرياضية القادمة من خلال انتخابات نزيهة تعيد أغلب الألعاب التي تراجعت إلى مكانتها الطبيعية في ساحة العطاء والإنتاج والانجاز ليشمخ بها الوطن والرياضة الفلسطينية وتعزز من هويتنا وحضورنا وتثبت اسم فلسطين على الخارطة الرياضية العالمية.

ما أخشاه ومعي الكثيرون أن تسير الانتخابات المقبلة على نفس المنهج والمنوال كما سارت عليه الانتخابات السابقة وحينها نقول المثل الدارج "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".

السؤال الذي يطرح في الوسط والشارع الرياضي وعند الجماهير الفلسطينية التي اكتوت بنار الإخفاقات, هل ستكون الانتخابية القادمة بداية تدشين مرحلة جديدة نرى فيها أبطالا فلسطينيين حصدوا الذهب والفضة والبرنز واعتلوا منصات التتويج وهز مشاعر الأمة بانجازاتهم التاريخية في مختلف الرياضات على المستوى القاري والدولي؟؟؟!!

أعتقد جازما الآن الكرة في يد الأندية الرياضية التي تمثل الجمعية العمومية للاتحادات الرياضية وهي صاحبة الاختيار والترشيح فهل يا ترى ستكون على مستوى المسؤولية وتسهم في إنجاح المهمة ضمن مشروع الإصلاح والتطوير للرياضة الفلسطينية؟؟؟! هل ننجح بأن تكون الأربعة سنوات القادمة مليئة بالتطوير والانجازات الحافلة؟؟؟؟ هل سنمنح الوطن و الرياضة الفلسطينية فرصة ثمينة نعيد فيها عملية البناء الرياضي بالإطارات المهنية والعلمية والتأسيس لمرحلة جديدة تتناغم مع حالة التطور التي تعيشها الرياضة في الدول المجاورة ؟؟؟!!

هل ستكون هناك جرأة حقيقية لرؤساء وأعضاء اتحادات رياضية حالين لم يحققوا انجازا أن يتنحوا ويفسحوا المجال لكوادر وعناصر وقيادات رياضية قادرة على التطوير ؟؟؟!!

حقيقية نحن في الوسط الرياضي والإعلامي لا نريد أبدا أن تكرر نفس المأساة التي حدثت في السنوات الماضية والتي طغى بها بعض الاتحادات الرياضية التي كانت أعينهم فقط على السفر والرحلات.

اليوم ثقافة الترشيح لابد أن تتغير وتحكمها معاير وطنية ورياضية وفي الوقت نفسه ثقافة الانجاز لابد أن تترجم لواقع ونتمنى أن تكون الكفاءة والخبرة وحجم العطاء والإنتاج والانجاز هو الأساس والمعيار الحقيقي وعلى الجميع أن يأخذوا بمصلحة الوطن والرياضة الفلسطينية فوق كل اعتبار.