الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتفاضة القدس وبعدها انتفاضة الخليل والاّن انتفاضة النقب

نشر بتاريخ: 18/01/2017 ( آخر تحديث: 18/01/2017 الساعة: 12:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من دون أي حل سياسي . لجأت اسرائيل الى قمع انتفاضة القدس التي انطلقت في نهاية سبتمبر 2015 عن طريق القوة المفرطة عسكريا وهدم المنازل والاعدامات الميدانية واغلاق المدن وسحب التصاريح ، وهو ما زاد من الشعور بالظلم عند جيل الشباب في الارض المحتلة ، وعزّز مفهوم التحدي والمواجهة ، وحوّل كل قصة حكاية من حكايات البطولة تتناقلها المدن .
قال الفلسطينيون ان سبب انتفاضة القدس هو اعتداءات المستوطنين على المسجد الاقصى ، ولكن اسرائيل أنكرت ذلك .
وقال الفلسطينيون ان سبب انتفاضة الخليل هو اعتداءات المستوطنين على الحرم الايراهيمي وعلى احياء الخليل . ولكن اسرائيل أنكرت ذلك .
وقال الفلسطينيون ان زحف الانتفاضة الى تل ابيب ومناطق الخط الاخضر سببه الظلم وقهر العرب والاعتداء على حقوقهم . ولكن اسرائيل انكرت ذلك .
وقال الفلسطينيون ان اعتداء الاحتلال على أراضي البدو في النقب وحرمانهم من الخدمات والحقوق هو السبب . ولكن اسرائيل انكرت ذلك أيضا .
قبل ستة أشهر احتفل نتانياهو ووزراء حكومته وجنرالات جيشه مبكرا ، واعلنوا للعالم ان انتفاضة القدس انتهت وانه تم السيطرة عليها . ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك وعادوا الى الاعتراف بالحقيقة التي تؤكد ان الغضب الشعبي مستمر وان الانتفاضة تقود نفسها ذاتيا ، ولا احد يستطيع ان يتنبأ بخطواتها او مكان وقوعها . لان الغضب ينتشر من مكان الى مكان وبسرعة ومن دون خارطة معروفة .
ما حدث في النقب لم يكن صدفة وانما هو نتيجة تراكمات شديدة ومكثفة ، وما سيحدث في المثلث والجليل وشمال الضفة والقدس ومدن قطاع غزة وحتى داخل المدن اليهودية ليس صدفة ، وانما هو ضرورة وحتمية تؤكد صيرورة الاحداث وتجسيدها زمانيا ومكانيا .
واستنادا الى ما بعد مؤتمر باريس ورفض بريطانيا التوقيع على مخرجاته ، وبعد تولي ترامب لرئاسة امريكا ، وتوحش وزراء اليمين المتطرف في اسرائيل ، وبعد رغبة اسرائيل في ابتلاع الضفة وضم معاليه أدوميم . يتوقع ان تتصاعد عمليات الانتفاضة وبأشكال مختلفة ، وقد تكون اشكال جديدة وغير مسبوقة .
لا يمكن التنبؤ بها .
مفاهيم  المقاومة الشعبية تنتشر ، ارهاصات  العصيان المدني ، او المقاومة المسلحة ، او ضرب السكاكين .. ويصعب التنبؤ بشكل محدد لان القوى والفصائل لا تقود ولا تريد ان تقود الانتفاضة بقدر ما تريد ان تشارك في السلطة والمؤتمرات الدولية .
مجرد نظرة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي وطريقة تفاعل الجمهور الفلسطيني مع صور اعدام الفتى الشهيد قصي أبو مفرح في تقوع شرق بيت لحم ستظهر للجميع مدى الاحتقان والقهر والشعور بالظلم  في صدور الناس .  الغضب الشعبي يتصاعد ، ومن دون قيادة ، ومن دون شكل محدد ، ومن دون سيطرة . ومن دون مكان محدد ، ومن دون خوف ، ومن دون أمل ، فلم تعد مدن غزة تختلف عن مدن الضفة ، ولا القدس تختلف عن يافا وحيفا والناصرة ..