الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فيديو- اسرائيل تتحضر لمقاتلة حزب الله بالجليل وتحت الارض

نشر بتاريخ: 23/01/2017 ( آخر تحديث: 24/01/2017 الساعة: 14:23 )
فيديو- اسرائيل تتحضر لمقاتلة حزب الله بالجليل وتحت الارض

بيت لحم- معا- تتميز الاستعداد العسكرية الاسرائيلية الخاصة بما يعرف بحرب لبنان الثانية بتغيرين اساسيين، الاول يتعلق بتدريب واعداد قوات خاصة مهمتها مقاتلة قوات تابعة لحزب الله بحجم سرايا وكتائب كاملة قد تقتحم خط الحدود، فيما يتمثل التغيير الثاني بزرع الثقة والقناعة لدى الالوية العسكرية الاسرائيلية وأعدادها فنيا للتعامل بشكل منظم ومجدي مع الانفاق التي حفرها حزب الله، ذلك كجزء غير منفصل من العقيدة والنظرية القتالية التي تتربى عليها هذه الالوية .

وقال موقع " يديعوت احرونوت" الالكتروني الذي اورد اليوم هذا التقرير، ان هذين العاملين او المتغيرين يسريان ايضا على أي حرب او مواجهة قادمة مع غزة .

وأضاف الموقع أن العملية او المتغير الاول يغير بشكل كامل ومطلق نظرة وطريقة تعامل قادة الفرق والكتائب والألوية وآلاف الجنود في أي حرب قادمة حيث لم تعد الطريقة القديمة المعتمدة على احضار القوات من ميادين التدريب الى نقاط التجميع والدفع بها بسرعة، بعد فترة تدريب قصيرة، الى ساحة المعركة قائمة، حيث تخترق الحدود وتشرع بالتقدم في ارض العدو قائمة او ممكنه خاصة ان نظرية " بن غريون " القائلة بضرورة نقل المعركة الى ارض العدو باتت الان اساس عقدة حزب الله القتالية .



ويعتقد الجيش الاسرائيلي ان حزب الله سيدفع خلال الحرب القادمة بكتائب قوات " الرضوان" المدربة جيدا في المراحل الاولى للحرب وبشكل مفاجئ ومركب الى داخل " الارضي " الاسرائيلية ليحصل سريعا على " صورة النصر" التي ستميز بداية ونهاية هذه الحرب حيث يقوم عشرات المقاتلين التابعين للحزب برفع الراية الصفراء فوق احدى التجمعات السكنية او احدى القواعد العسكرية التي سيطروا عليها في الجليل ولو لساعات معدودة .


ويمكن لمن راقب التدريبات الاخيرة التي جرب على مستوى الالوية ان يلاحظ التغيرات التي طرأت على العقيدة القتالية ونظريات القتال التي يتبناها الجيش الاسرائيلي حيث شهد احد التدريبات، التي اجراها لواء دبابات النظامي 204 المكون من " ميركافا 4 " ،الزج بهذا اللواء مندمجا مع قوات برية تابعة للواء الناحال وغفعاتي الى ساحة الحرب في الشمال لكن حين وصلت هذه القوات كان بانتظارها مهمة اخرى غير تلك التي انطلقت في الاساس من اجلها والمهمة الجديدة تتمثل بشن قتال دفاعي داخل " الاراضي " الاسرائيلية بالتزامن مع تعزيز الدفاعات المحيطة بأحد الكيبوتسات القريب من الحدود مع لبنان .

وتقوم قصة هذا السيناريو على فرضية مفادها : تستعد قوة كبيرة تابعة لحزب الله لاجتياح المنطقة خلال وقت قصير لذلك يتوجب على لواء الدبابات والقوات سابقة الذكر التعامل مع هذا التهديد عبر انتشار مكثف وذكي للجنود ونصب كمائن في نقاط حساسة للقيام بأعمال تمويه وتضليل تكتيكية وإعداد الميدان لتدمير وتصفية التهديد القادم والمقترب .

وفي الواقع ستعمل قوات كبيرة بحجم كتائب او الوية خلال الايام الاولى للحرب على تعزيز ومضاعفة عدد القوات التي تقوم في العادة بالدفاع عن التجمعات السكنية وطرق خطوط التماس مع الحدود اللبنانية، وكذلك الحال لو كان الميدان هو قطاع غزة قبل ان تشرع هذه القوات بشن هجمات عبر الحدود .

جرى تدريب لواء الدبابات 401 معززا بقوات من الوية الناحال وغفعاتي في منطقة جبلية وعرة مغطاة بالأشجار الكثيفة قريبة من جبال " الغلبوع " وشمل احتلال " دون اطلاق نار " لمدينة بيسان التي لعبت في التدريب دور مدينة لبنانية .



ونقل الموقع الالكتروني عن ضابط رفيع في الفرقة رقم 162 التي جرى التدريب ضمن عديدها قوله " لقد تحسنت قدرات العدو الهجومية لذلك تدربنا على نشر جنود حاملين اسلحتهم الشخصية وستراتهم الواقية فقط ضمن تشكيلات دفاعية حتى قبل وصول قوات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وهذه الخطوة ستعطي لفرقة الجليل المسئولة عن الدفاع عن المنطقة الشمالية مرونة، لان القوات والكتائب تعلم الان ان اول مهامها ستكون الانتشار الدفاعي دون أي علاقة باوامر اطلاق النار او انتظار مصادقة على اجراء هذا التحرك ".

ويحمل الضباط الذين شاركوا في التدريب ذكريات قاسية من حرب وقعت قبل عامين ونصف في غزة حيث قتل الكثير من الجنود داخل المنطقة الاسرائيلية وهذه الذكريات بالذات كانت السبب وراء تعزيز المفهوم الدفاعي داخل المناطق الاسرائيلية في أي حرب قادمة .


وذات الشيء ينطبق على تغيير النظرية القتالية للجيش الاسرائيلي تحت الارض، تلك الحاجة التي برزت بإلحاح شديد خلال الحرب الاخيرة على غزة حيث خاض الجيش الاسرائيلي معارك دامية مع المقاتلين الفلسطينيين الذين استخدموا الانفاق للوصول الى اهدافهم خاصة المعركة التي شهدها الحرش الواقع بين مدينة "سديروت" وكيبوتس "نير عام" و برج المراقبة الواقع بين "ناحل عوز" ومعبر كارني المهجور حيث اقتحم المقاتلون الفلسطينيون الموقع عبر نفق وأثخنوا في الجنود الاسرائيليين قتلا وتجريحا .


وتشير تقديرات الجيش الاسرائيلي الحالية الى ان حزب الله لم يقم حتى الان بحفر انفاق عابرة للحدود على شاكلة انفاق حماس، لكنه بكل تأكيد طور بينة الانفاق القتالية التابعة له داخل القرى والبلدات اللبنانية وفي المناطق الجنوبية المفتوحة التي قد يحاول الجيش الاسرائيلي احتلالها .
وفحصت التدريبات التي اجرتها مؤخرا الالوية 188 و 401 مدى جاهزية واستعداد وقدرات كتيبتين من قوات الهندسة واحدة ضمن القوات النظامية وأخرى ضمن قوات الاحتياط وهي الكتائب التي ستتحمل العبء الاساسي في مواجهة انفاق حزب الله .


وتقوم نظرية الربط بين قوات الهندسة والمشاة والمدرعات المعنية بتدمير الانفاق على مبدأ " اكتشاف - عزل – تدمير " وفقا لتعبير الموقع الالكتروني .

ويعترف الجيش الاسرائيلي بعدم جدوى المتفجرات السائلة التي استخدمها لتدمير انفاق غزة، كما ان هذا النوع من المتفجرات لن يكون في متناول جميع الفرق والألوية لذلك قد يتخذ في بعض الحالات قرار بتدمير مدخل او مخرج النفق بواسطة الالغام والعبوات الناسفة بدلا من تدمير النفق بشكل كامل على طول مساره .


"يوجد في كل لواء او قوة من عدة الوية فرقة هندسة كاملة تمتلك معدات ثقيلة مثل جرافات D9 " قال ضابط رفيع مضيفا ان افضل طريقة للتعامل مع النفق تتمثل في عزله وتحيد خطره دون حاجة للدخول اليه، لذلك لا يخلو تدريب عسكري على مستوى الكتائب من تدريبات على التعامل مع 10-12 مدخل لنفق افتراضي "علما اننا ننظر في الجبهة الشمالية للصواريخ المضادة للدروع على انها الخطر الاكبر الذي يفوق خطر الانفاق ".