الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشهد سريالي - اسرائيل تتوسط عند ترامب لصالح الفلسطينيين !!

نشر بتاريخ: 05/02/2017 ( آخر تحديث: 05/02/2017 الساعة: 13:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

اذا صح القول ان اسرائيل هي التي طلبت من " القطار المنفلت " دونالد ترامب تأجيل نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس ، واذا صح القول ان رئيس الموساد يوسي كوهين " عارض الازياء " قد طلب من ادارة ترامب التدخل لاحياء المفاوضات مع الفلسطينيين . فاننا نكون امام مشهد سريالي مذهل ، يتدخل فيه الاحتلال لصالح الفلسطينين ( ظاهريا ) . وفي حقيقة الامر ان اسرائيل لا تريد من ترامب ان يحطم كل خطط اسرائيل بحماقة الاستقواء وان يعيد الامور الى المربع الاول لان لديها مخطط أكثر خبثا وأكثر خطورة على صعيد الفلسطينيين .
وربما في محطة ثالثة اذا طلبت اسرائيل من ترامب عدم وقف الدعم المالي للسلطة فانها تكون قد أثبتت مرة اخرى ان لديها خطة كاملة وشاملة لاقامة دولة فلسطينية في غزة وابتلاع الضفة . وفي حال واصل الاحتلال وتيرة الاستيطان بهذه الكثافة التي نشهدها هذه الايام فان عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية سوف يصل الى مليون في اقرب وقت وهو ما يعني استبعاد ( الخطر الديموغرافي العربي ) والاستعداد لضم الضفة بشكل غير واضح .

خيارات القيادة الفلسطينية محدودة جدا وواضحة جدا ، وتعتمد على كسب الموقف الامريكي والابقاء على شعرة معاوية مع البيت الابيض وهي استراتيجية بطيئة ومؤلمة تعتمد على التراكمات من جهة وعلى الصبر الشديد القاسي من جانب المواطنين ، وهو ما قاله الرئيس عباس في كلمته خلال افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح / وان التراكمات الناعمة التي كان يستهتر بها البعض قد حققت أكثر من القفزات العنيفة التي لم تسفر عن نتائج مضمونة .
اذن نحن امام استراتيجيات مختلفة يمكن تلخيصها على النحو التالي :
استراتيجية ترامب وتقضي بتحطيم الخصوم بقوة القوة وحرمانهم من المشاركة .
- استراتيجية اسرائيل التي تعتمد على التراكمات الهادئة لتغيير الواقع لصالحها من خلال ترطيب العلاقة مع حكومات العرب .
- استراتيجية ابو مازن التي تعتمد على التراكمات الهادئة لتغيير الواقع الدولي لصالح الفلسطينيين من خلال كسب الامم المتحدة واوروبا .
استراتيجية العرب التي تعتمد على حماية نفسها من الربيع العربي واستعادة الرضى الامريكي من خلال ترطيب العلاقة مع اسرائيل .
استراتيجية اوروبا التي تعتمد على استيعاب الاختلاف وتحويله الى شراكة .
استراتيجية روسيا التي تعتمد على احياء التحالفات القديمة ومحاصصة امريكا في نفوذ العالم .
استراتيجية الصين القائمة على حزام الطريق واستخدام التطور الاقتصادي لفرض نفوذها العالمي .

أمامنا اربع سنوات قاسية وخطيرة ، ويفترض ان لا يكون هناك حسم بالضربات القاضية من جانب أي طرف ، وانما سيتم حساب الفوز والخسارة من خلال النقاط . حتى وان اضطرت الاطراف احيانا الى ضربات الجزاء .