الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجامعة العربية تحذر من تقويض حل الدولتين

نشر بتاريخ: 23/02/2017 ( آخر تحديث: 25/02/2017 الساعة: 09:50 )
الجامعة العربية تحذر من تقويض حل الدولتين
القاهرة - معا - حذر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط من تعرض مشروع حل الدولتين لخطر كبير وتهديدات غير مسبوقة.
وطالب ابو الغيط في ختام اعمال المؤتمر العاشر لمجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات بمقر جامعة الدول العربية بضرورة الحفاظ على حل الدولتين في ظل الاستيطان الاسرائيلي المتواصل للاراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أبو الغيط ضرورة الحفاظ علي حل الدولتين في مواجهة الزحف الشرس من جانب قوى الاستيطان الإسرائيلي بهدف تقويضه للأبد.
وتابع ابو الغيط إلى أن هذا كان هو المحرك الرئيس وراء حالة الإجماع الكاسح التي توفرت لقرار مجلس الأمن رقم (2334 ) في ديسمبر من العام الماضي، وخاصة بما يمثله هذا القرار من قيمة سياسية قانونية تمكن مرة أخرى من فتح مجال للعمل السياسي والقانوني وصولا إلى المساءلة القضائية.
واكد ابو الغيط أن بعض القوى في المجتمع الدولي صارت أكثر إدراكا بخطورة الوضع، مشيرا في هذا السياق إلى مخرجات مؤتمر باريس الذي عقد في يناير الماضي والتي أكدت على صياغة موقف دولي جماعي يجدد الالتزام الراسخ بحل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع.
واكد أبو الغيط بما جاء في البيان الختامي للمؤتمر بعدم الاعتراف بشرعية الإجراءات الأحادية التي يقدم عليها أي طرف استباقا للتسوية النهائية بما يعكس الإدانة الكاملة والصريحة للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
واشار أبو الغيط الى أهمية متابعة هذا الزخم الذي تولد على الصعيد الدولي والبناء عليه من أجل تكثيف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية وإشعارها بأنه لا بديل عن العودة لطاولة التفاوض لحل الصراع.
ونبه أبو الغيط إلى أن القضية الفلسطينية تمرُ بمنعطف خطير بعد أن كادت الأحداث العاصفة والنوازل الخطيرة التي ألمت بالمنطقة خلال الأعوام الستة المنصرمة أن تُحيلها إلى مرتبة ثانية على الأجندة الدولية.
وقال أبو الغيط إن اسرائيل كانت الرابح الأكبر جراء هذه التطورات حيث وظفت حكومة نتنياهو حالة الانشغال الإقليمي والدولي بما يجري في المنطقة من تغيرات غير مسبوقة لكي تدفع قدما بأجندتها الاستيطانية والتوسعية، وتمعن في سياساتها العنصرية في الضفة الغربية.
وأشار أبو الغيط إلى أن الحكومة الإسرائيلية صارت على ما نرى جميعا أسيرة بالكامل لتيارات اليمين المتطرف وقوى الاستيطان ولم تعد تتقن سوى فنون المراوغة والتسويف وإضاعة الوقت وكيف تمكنت من إفشال مساعي الإدارة الأمريكية السابقة لاستئناف العملية السلمية ووقف الاستيطان.
وأكد أن هذا التعنت الإسرائيلي الذي يحتمي بمنطق القوة وحدها ولا شيء آخر صار مكشوفا للجميع ومعروفا للكافة وهو لا يمثل تهديدا للفلسطينيين وحدهم، ولا حتى للعرب وإنما يضرب مصداقية المُجتمع الدولي في الصميم كما يسهم في تعزيز قوى التطرف والإرهاب والعنف في المنقطة بل وفي العالم.
وحذر أبو الغيط من أن انسداد الأفق السياسي أمام الشعب الفلسطيني الذي ولد نحو 20 في المئة من أبنائه بعد انتفاضة الأقصى لن يكون من شأنه سوى دفع الشباب الفلسطيني إلى نبذ سياسة الاعتدال والوقوع أسرى للأفكار الراديكالية والأجندات المتطرفة.
وقال أبو الغيط لقد وعد الفلسطينيون بأن السياسة والتفاوض هما السبيل إلى نيل الحقوق واليوم لم يعد واضحا إلى أين يفضي هذا الطريق في ظل غياب أي استعداد لدي اسرائيل في الانخراط في عملية تفاوضية جادة تقود في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
وأكد أبو الغيط أهمية الاجتماع السنوي العاشر لمؤسسة ياسر عرفات في رحاب جامعة الدول العربية معتبرا أن تواصل جهود هذه المؤسسة بل وتوسع نشاطها ومجالات اهتمامها هو رسالة وفاء للزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات وعنوان الاعتراف بدوره الرائد كقائد استثنائي ومُلهِم للشعب الفلسطيني في أصعب وأعقد مراحل نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
وقال أبو الغيط إن الأمم العتيدة ذات التاريخ أبدا لا تنسى أبناءها البررة وبناتها المؤسسين وأن فلسطين ولا شك أمة مكتملة الأركان وشعب يعرف قيمة البطولة الوطنية ويحتفي بها ويخلدها لتصير ذكرى متجددة تلهم أجيالا وأجيالا من الفلسطينيين الذي يحملون بين جوانحهم سيرة هذا الزعيم الفذ نبراسا للعمل الوطني وتجسيدا لكل قيم التضحية والذوبان في القضية وإنكار الذات.
وأضاف أن اجتماع مجلس أمناء مؤسسة عرفات الخميس 23 فبراير هو فرصة لاستحضار ذكرى الرجل وإرثه النضالي الذي طالما مزج بين المقاومة والسياسة في براعة شهد له بها الجميع.
وتابع أبو الغيط نحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذا المزيج على طريق نضالنا المشترك من أجل تحقيق حلم عرفات بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مضيفا "إن تماسكنا وثباتنا على المبدأ وإيماننا بعدالة القضية هو ما سيجعل هذا الحلم حقيقة عما قريب".