نشر بتاريخ: 03/03/2017 ( آخر تحديث: 04/03/2017 الساعة: 18:48 )
شارك
بيت لحم- خاص معا- إعداد ياسمين الأزرق- عادة ما تكون الفنادق مقصداً للراحة والاستجمام والهروب من كدر العمل، أو مكاناً حاضناً للسياح فيما يحاول ملاكها توفير جميع الكماليات التي تفصلُ مرتاديها عن فوضى المدينة، خاصة في فلسطين التي يقف فيها الاحتلال أمام كُل النوافذ محاولا منع الحياة من أن تتسرب إليها مع الهواء، لكن في فندق "The walled off hotel" انقلبت الصورة إذ قال مديره لـ معا:" إن لديه الإطلالة الأشد بشاعة في العالم". مبنى قديم ملاصق لجدار الضم والتوسع بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، يحتضن بين جنباته لوحات عالمية تجسد الم ومعاناة يتجرعها الفلسطينيون جراء ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي اليومية ضدهم، نقل لوحات الفنان البريطاني الخفيّ المشهور باسم "روبرت بانكسي" إلى جدرانه مع لوحات أخرى سارت على نهجه، حتى عُرف باسم "بانكسي" بدلا من "The walled off hotel".
في مدخل المبنى شاب يرتدي اللباس التقليدي الفلسطيني وبرفقته حمار، وكأنه يقول للزوار "هنا بدأت القضية" إذ يعود بهم إلى بداية الحياة القروية، وقرب الباب يقف قرد يرتدي ملابس النادل وبجانبه حقيبة تخرج من أشلائها ملابس وكأن صاحبها راح على عجل ليثير فضول السائح الذي سيتساءل عن رمزية الحقيبة لتجيبه غرف الفندق وجدرانه لاحقا بكل ما يتعلّق بالقضية مُنذ النكبة الفلسطينية حتى اليوم.
يقول وسام سلسع مدير الفندق لـ معا، إن الفكرة جاءت من لوحات الفنان "بانكسي" الذي جاء إلى فلسطين مرات عدة، واخترنا الموقع بجانب جدار الضم والتوسع ومنه أخذنا اسمه".
في أروقة الفندق ثمانية غرف وجناح واحد، وغرفتان تحتويان على صور ولوحات بالاضافة إلى شاشات عرض توضح للزوار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. ويوجد في الفندق مكتبة وكتب متفرقة تحكي عن القضية الفلسطينية لكتاب فلسطينيين وأجانب، وتعكس الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. ويضيف سلسع: بالنسبة لنا أن نبيع ولو كتاباً واحداً لسائح فهو انجاز، إذ أننا سنعطيه معلومات حقيقية وواضحة غير التي يأخذها من الإعلام الذي يعكس صورة خاطئة.
وبالنسبة لزيارة السياح الإسرائيليين، يوضح سلسع:" نحن نُعرّف الاسرائيليين بشكل موثق بانتهاكات الاحتلال، ولا نمنع أي زائر أو سائح من الدخول إلى الفندق، وأعتقد أنّ الكثير من الإسرائيليين لا يعرفون ما يفعله الاحتلال بالشعب الفلسطيني، هذا الفندق سيجعلهم يرون الجانب القذر له إن حضروا إليه".
وظهرت رسوم بانكسي على مقاطع من جدار الضم والتوسع في بيت لحم والذي تبنيه إسرائيل في العام 2005، وتعكس اللوحات العزلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وبعضها يعبر عن السخرية من الجنود المسلحين الذي وصل بهم الحد الى تفتيش الحيوانات على الحواجز.
ورسم بانكسي لوحة للالهة "نيوبي" كسيرة القلب على باب حديدي من بقايا عمارة سكنية مكونة من طابقين قصفت في الحرب الاخيرة على قطاع غزة، وفي واحدة من لوحات عدة رسمها بانكسي على جدران منازل مهدمة، يظهر اطفال وهم يتأرجحون بسلاسل على برج مراقبة عسكري.
وفي لوحة أخرى رسمها على الحائط الوحيد المتبقي من أحد المنازل التي دمرها القصف الاسرائيلي على بلدة بيت حانون، تبدو قطة مزينة بشريط وردي على رقبتها بينما تلعب بكرة من الاسلاك الحديد الشائكة.
و"بانكسي" هو رسام جداريات انجليزي مشهور ومجهول في نفس الوقت، يعتقد أن أسمه روبرت بانكسي من مواليد سنة 1974 وأصله من بلدة ييات القريبه من مدينة بريستول، الا أنه لا يوجد تأكيد على هوية بانكسي الحقيقية وسيرته الذاتيه تبقى طي الكتمان.