الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

أنا عايزة ورد يا ابراهيم

نشر بتاريخ: 07/03/2017 ( آخر تحديث: 07/03/2017 الساعة: 20:43 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في العام الماضي وبيوم المراة ، كنت في القاهرة ، وكانت مذيعة الراديو تقرأ على ركاب التاكسي مقالة بعنوان ( انا عايزة ورد يبراهيم ) . ويبدو ان هذه العبارة لخصت أكثر ما يمكن تلخيصه في الحكاية بين الرجل والمرأة في ايامنا هذه.

وقد قرأت لمصطفى السيد نفس عنوان هذه المقالة ، وكانت كتابة " جامدة " وتشفي غليل القارئ واستند فيها الكاتب الى فلم أحلى الاوقات الذي قدمه الفنان القدير المرحوم خالد صالح ( ابراهيم ) مع الفنانة القديرة هند صبري ( يسرية ) .

وجئت اليوم احاول ان استخدم الطريقة المصرية في التفكير بالمرأة الفلسطينية . وهل تريد وردا من ابراهيم ؟ هل تريد يسرية الفلسطينية وردا ام كبابا لها ولاطفالها ؟

في حوار على ركن طاولة العمل ، سألني صديقي المصري عن المرأة الفلسطينية . ومع أنني استغربت السؤال رحت اسرد عليه " روايتنا الحزينة " وان المرأة الفلسطينية حارسة نارنا وتنتظر زوجها الاسير ، وتقف مع زوجها الجريح وأسهبت في تفاصيل دراما المشهد الموثق لدينا . فقاطعني بالقول : ايه يا عم ايه يا عم !! دي المرأة الفلسطينية بألف نعمة واللهي، دي حتى ما تشاركش في تأثيث البيت والعفش وايجار الشقة وكل شئ على الراجل عندكم . هي بس تروح عروس ومعليهاشي حاجة ولا اي عبء اقتصادي ولا أية مشاركة وكل الحمولة على الراجل ذات نفسو .

لم اكن قد فكرت بالامر من هذه الزاوية طوال حياتي . لذلك لذت بالصمت وصرت اربط بين يسرية التي تريد وردا، وابراهيم الذي يشتهي الكباب . وبين ما قاله صديقي عن المشاركة ( رغم قناعتي ان تربية الاولاد تعتبر عملا غير مدفوع الاجر ) .

وبعيدا عن الكباب . اقول للمراة الفلسطينية في يوم المرأة : ابراهيم ايضا يريد وردا . وابراهيم يريد حنانا . وابراهيم يريد وسادة خالية من الهموم يتكئ عليها . ابراهيم تكفيه ابتسامة صادقة نابعة من القلب .

يسرية الغالية،

ابراهيم مثلك يشقى في هذه الحياة ويبحث عن رومانسية تحمي عقله من القلق ، ومن صوت الطائرات من دون طيار ، يريد وردا حتى لو كان بلاستيكا ، إبراهيم تعبااااااااااان ، ابراهيم يختنق من قهر الاحتلال وعسف السجان وشظف العيش والانتظار المؤبد والبطالة والخيانة وغدر الأصدقاء ، إبراهيم الذي نهبوا أرضه واستولوا على ممتلكاته وهدموا منزله وقتلوا اولاده ومنعوه من السفر ، لم يبق لديه الا عيونك أنت ، لم يبق له قبر يدفن فيه ولا شجرة يرسم عليها قلب حب .

ابراهيم ينزف كل يوم وكل ساعة ، وينتظر مرة واحدة في الحياة أن تسأله الحبيبة : ايش بدك ؟

فيرمي الكباب ويرمي اللحمة ويرمي العظمة ويقول : أنا كمان عايز ورد يا يسرية .