الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لمياء.. لم تستسلم للظروف حتى ارتبط اسمها بالحياكة

نشر بتاريخ: 11/03/2017 ( آخر تحديث: 11/03/2017 الساعة: 17:28 )
لمياء.. لم تستسلم للظروف حتى ارتبط اسمها بالحياكة
قلقيلية- معا- قد تأخذك الظروف إلى منحنى آخر، لتؤدي دوراً ارتجاليا على مسرح الحياة دون أن تكون مهيّأ له، لكن في فلسطين عليك أن تعدّ نفسك لكل الأدوار المتاحة التي تمكنك من الاستمرار في مواجهة الظروف، وهذا ما دفع لمياء حسنين (51 عاما) من قلقيلية إلى امتهان حياكة الصوف وبيعه، قبل أن يرتبط اسمها بهذه المهنة في المحافظة.
اعتقلت قوات الاحتلال زوج حسنين وغيّبته في سجونها عن منزله لسبعة أعوام، ما اضطرها إلى تعلم حياكة الصوف وبيعه حتى تعيل أطفالها الثمانية، كما أفادت لمياء.
صعوبات واجهت لمياء
بعد اعتقال زوجها لم تكن الخيارات المتوفرة كثيرة، امتلاكها لماكنة خياطة دفعتها لتعلم الحياكة وخياطة الملابس، تعلّمت المهنة بنفسها حتى أتقنتها، وباتت قادرة على استخراج قوت أبنائها اليومي.
تقول لمياء لـ معا:" في البداية لازمني اليأس لكني لم أستسلم، فقد كنت مجبرة على متابعة هذا الطريق المليء بالصعاب لاعالة أطفالي".
وتشير إلى أن أكثر الصعوبات التى واجهتها تمثلت بانتقادات نساء الحي لها ولمهنتها التي غالبا ما كن يقلن عنها أنها غير مجدية، وخسارتها المادية خلال بيعها لبعض القطع التي كانت تحكيها، بسبب قلة الاقبال على شرائها، خصوصا أنها لم تكن دارجة في قلقيلية.
تضيف لمياء:" بإصراري وعزيمتي كنت أخرج قوية بعد كل خسارة أمر بها".
بعد 20 عاما في حياكة الصوف.. تفتتح معرض منسوجات خاص بها
بعد مرور 20 عاما على حياكة لمياء للصوف طورت من أدائها، وبدأت بتزيين أسلال الأفراح والمناسبات، وتشكيل الخرز والقش، لتصبح اليوم معروفة وسط نساء قلقيلية بهذه المهنة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل باتت تعلم كل امرأة تطرق بابها راغبة بالعمل في حياكة الصوف، كما أنها أصبحت تشارك في المعارض التي تقام على مستوى المحافظة.
لم تقتصر لمياء على تعلم كل ما يلزم لحياكة الصوف، بل بات طموحها يكمن في فتح متجر خاص بها، تعرض فيه ما تحيكه على يدها، وها هو حلمها يتحقق بامتلاكها معرضا يكفّ عنها عناء دفع الأجرة لصاحب محلٍّ أو معرض، فبعد خروج زوجها من السجن بنى معرضا خاصاً لها ليكافئها على ما قدّمته له ولأبنائها.
التعليم هو الوسيلة التي تحمي الفتاة لو جار عليها الزمان
لكن حسنين أصرت خلال نصيحة قدمتها للفتيات والشابات، على أن التعليم هو الوسيلة الصحيحة التي تحمي الفتاة وتعيلها لو جار عليها الزمان.
وتقول لـ معا:" لو أنني أكملت تعليمي الدراسي لما امتهنت حياكة الصوف، ولتوظفت بأفضل الوظائف"، مؤكدة أنها علّمت بناتها الأربع في حين امتهن أبناؤها الأربع مهناً مختلفة.
إعداد: غيداء الحج حسن وأزهار الجدع