الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حول مكالمة الرئيس الامريكي والحلول الاقليميه!

نشر بتاريخ: 13/03/2017 ( آخر تحديث: 13/03/2017 الساعة: 10:48 )

الكاتب: عقل أبو قرع

بعد مكالمة الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع الرئيس أبو مازن ومن ثم الدعوه الى زيارة البيت الابيض، يظهر بوضح الاهتمام الامريكي الجدي وغير المتوقع بتحريك ملف القضيه الفلسطينيه، أو بتسليط الاضواء على ملف المفاوضات الفلسطينيه-الاسرائيليه، وبالاخص بعد التصريحات الاسرائيليه المتواصله وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن خلال الاسابيع القليله الماضيه، والتي صورت الرئيس الامريكي الجديد بأنه الاكثر ايلاء أو الاكثر صداقه وتقربا الى المواقف الاسرائيليه، وبأنه لا يمكن له أن يتحرك بمعزل عن ارادة الجانب الاسرائيلي أو على الاقل بعد التشاور معه، ولكن من الواضح أن التحرك الامريكي الاخير نحو الجانب الفلسطيني، لم يتم بسبب الحب المفاجئ أو الاشتياق غير المتوقع الى الجانب الفلسطيني، ولكنه يعكس أمرين مهمين، الامر الاول هو أولوية الحفاظ على المصالح الامريكيه الاستراتيجيه الاوسع في المنطقه وفي العالم، والامر الاخر هو البعد الاقليمي الذي سوف يتم اتباعه فيما يتعلق بملفات متعدده ومنها التحرك السلمي القادم في المنطقه.
فحماية أو الحفاظ على المصالح الامريكيه الاستراتيجيه في المنطقه كان وما زال وسوف يبقى هو المحرك الاول، سواء أكان للاداره الامريكيه الحاليه أو لغيرها من الادارات، وصحيح أن الجانب الاسرائيلي يبقى هو الحليف الاستراتيجي الذي حافظ وسوف يعمل للحفاظ على هذه المصالح لانه يستفيد من ذلك، ولكن التغيرات الدرامتيكيه التي عصفت خلال السنوات الخمس الماضيه بمنطقة الشرق الاوسط، وما نتج عنها من تبدلات ومن تقلبات وانهيارات ودخول أطراف اخرى مؤثره وبل صانعه للاحداث في المنطقه، ومن أهمها الجانب الروسي، واللاعب التركي، ومن ثم دخول الجانب الاسرائيلي للعب دور بقوه، وبالاخص من خلال التنسيق وبل العمل المشترك مع الجانب الروسي، كل ذلك من الواضح أنه يعطي الاطار بعيد المدى للاداره الامريكيه في العمل للحفاظ على المصالح الامريكيه، ومن ضمن ذلك التعامل مع الجانب الفلسطيني الرسمي مع ما يتبناه من مواقف حول المفاوضات والحل السلمي، وبالتالي الجانب العربي، ومن ثم الاسلامي الابعد في الحفاظ على مصالحه.
أما الامر الاخر، فهو وفي ظل بروز تحديات أخرى في المنطقه وبعيده بشكل مباشر عن الملف الفلسطيني، سواء في العراق أو في سوريا أو في اليمن، والدور الايراني المتنامي في كل هذه الملفات، ومن ثم بدء تورط أو تدخل امريكي جاد ومباشر عسكري وسياسي في المنطقه، فمن الواضح أن ذلك يتطلب النظره الاقليميه للتعامل مع هذه الملفات وبالتالي الحفاظ على استدامة الحلول لها، ومن الواضح أن ذلك يتطلب التعاون أو التنسيق مع أطراف اقليميه متعدده في المنطقه، ومن ضمنها اسرائيل ومصر والاردن وربما السعوديه ودول الخليج الاخرى، ولنجاح ذلك فأنه من الواجب العمل على ايجاد اطار مستقر يجمع هذه الاطراف، وهذا فقط يأتي من خلال ايجاد حل أو اقتراح للملف الفلسطيني في الاطار الاقليمي، أي اطار يجمع كل هذه الاطراف معا في الملف الذي يهمها أو يتداخل مع مصالحها أي الملف الفلسطيني، وبالطبع بالاضافه الى الملف الذي تهاب أن تخشى منه وهو الملف الايراني.
ومن ناحية الجانب الفلسطيني والتعامل مع الحل الاقليمي أو الحل في الاطار الاقليمي أو متعدد الاطراف، فأن هناك ما يتم الاستناد عليه وبدون أي تحفظ أو خجل أو تردد، الا وهو ما بات يعرف ب " مبادرة السلام العربيه"، والتي تم تبنيها من خلال مؤتمر قمه عربي، اي بموافقة العرب، ان لم يكن جميعهم فمن قبل الاطراف التي سيكون لها دوراساسي في الحل الاقليمي، وبالتالي فأن الثوابت الفلسطينيه، أو على الاقل القضايا التي تم ترحليها الى مفاوضات المرحله النهائيه هي مشموله أو متفق عليها عربيا من خلال هذه المبادره، وبالتالي وبعيدا عن الضغوط الامريكيه وغيرها بكل انواعها المتوقعه على الجانب الفلسطيني، وبعيدا عن الضغوط الاقتصاديه الامريكيه المتوقعه على اطراف عربيه، وبعيدا عن التلويح بالملف الايراني وبلمفات الديمقراطيه وحقوق الانسان عند أطراف عربيه اخرى، فأنه ليس هناك للجانب الفلسطيني ما يخشاه، وبالاخص أن أنوع مختلفه من الضغوط قد مورست عليه خلال عشرات السنوات الماضيه، وربما كانت ضغوط أقسى وأعمق وأشد وفي ظروف أصعب، وما زال يتمسك بالثوابت أو بالحقوق الاساسيه، والتي يعتبر الشعب نفسه هو الضامن لها أو المحافظ عليها.