الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فيديو - عائلة تنجو بأعجوبة من رصاص الاحتلال

نشر بتاريخ: 18/03/2017 ( آخر تحديث: 20/03/2017 الساعة: 13:35 )
فيديو - عائلة تنجو بأعجوبة من رصاص الاحتلال
بيت لحم- تقرير وجدي الجعفري - معا- يجلس أحد الشبان من مخيم الدهيشة (22 عاما) على كرسيه المتحرك في احد ردهات مستشفى الجمعية العربية ببيت جالا يشرح لأصدقائه وعائلته الذين جاءوا لعيادته، حالته الصحية بعد إصابته برصاص الاحتلال فجر الخامس عشر من الشهر الجاري خلال محاولته إسعاف احد الجرحى امام المخيم.
الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أصيب برصاصة في ركبته مما استدعى الأطباء لإجراء عملية جراحية سريعة لمنع مضاعفات الاصابة، ولفها بضمادات استعدادا لفترة علاج تمتد لعدة أسابيع لحين شفاء الجرح بالكامل.
إلى جانب الشاب، أصيب أربعة آخرين خلال قيام قوات الاحتلال بمداهمة منزل الأسير المحرر مراد الزغاري (27 عاما) واعتقاله، بعد أسابيع قليلة من الإفراج عنه حيث اعتقل ليلتها على يد قوات خاصة إسرائيلية.
مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين الواقع الى الجنوب من مدينة بيت لحم، ويقطنه أكثر من 15 الف لاجئ ممن هجروا قسرا عام 1948.


المخيم الذي يعاني من أوضاع معيشية صعبة، وبنية تحتية متهالكة دفعت العشرات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لاطلاق "هاشتغات" تطالب الجهات المسؤولة بضرورة تعبيد الشوارع ومنح المخيم المزيد من الاهتمام في الوقت الذي يعاني شبانه من ارتفاع في مستوى البطالة، ويتعرض المخيم لاقتحامات متكررة من قبل الجيش الاسرائيلي واعتقالات متواصلة بحق اطفاله وشبانه، ناهيك عن اطلاق العنان لجنود الاحتلال للإيقاع بهم وإصابتهم بإصابات مختلفة لكن الملفت ان معظم الاصابات تقع بالأرجل.

وحكاية عائلة رمضان التي نجت من الموت بأعجوبة واحدة من الحكايات المؤلمة التي لولا لطف الله لاستشهد أبناؤها الثلاثة، كان ذلك بعد ان فتح جنود الاحتلال النار عليهم عند نقل ابنهم اياد الى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابته برصاصة في ساقه فجر الخميس، "جريمة اسرائيلية " جديدة كشفت معا خلال شريط مصور تفاصيلها.

ويقول اياد رمضان (34 عاما) أحد أفراد العائلة إنه استيقظ وعائلته عند الخامسة صباحا على صوت رصاص الاحتلال أمام منزله الواقع في مدينة الدوحة والمقابل لمخيم الدهيشة، مضيفا: ابنتي الصغيرة بدأت بالبكاء خوفا من صوت نيران الجيش، احتضنتها وخرجت بعد دقائق الى سطح المنزل لمعرفة ما اذا كان بإمكاني التوجه للعمل في أحد فنادق بيت لحم.
وتابع: لم يمض على صعودي دقائق الا وأطلق أحد الجنود الرصاص على ساقي اليمنى فطرحت أرضا، ساعدني أشقائي واحد الشبان من الخارج ونقلوني الى السيارة من نوع "جولف" للذهاب الى المستشفى.
ويضيف شقيقه محمود رمضان الذي يعمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وضعنا شقيقي اياد في المقعد الخلفي، فيما ركبت أنا في المقعد الامامي، وقاد شقيقي الثالث شادي المركبة، وعند وصولنا الى مدخل منطقة الإسكان على بعد مئات الأمتار من المنزل، تفاجأنا بقيام جنود الاحتلال بفتح النار علينا دون أي سابق إنذار.

وتابع: على الفور استدرك السائق الموقف وعاد أدراجه الى الخلف بعد أن صدم مركبته بالحائط وتوجه الى طريق أخرى للوصول الى المستشفى، مؤكدا أن إطلاق النار كان مفاجئا رغم أنهم لم يشكلوا خطرا على الجنود.
وأضاف: نجينا من الموت بأعجوبة خاصة أن المركبة أصيبت بالرصاص في أكثر من موقع، ما أدى الى إصابتي بشظايا في الرأس فيما لم يصب السائق بأي أذى.
هذا ويظهر شريط مصور حصلت عليه وكالة "معا" من أحد الأماكن القريبة من المكان صحة شهادة عائلة رمضان، ويؤكد استهداف قوات الاحتلال للمركبة دون سابق إنذار، نترككم لمتابعته:

.

جوابرة: الاحتلال يتعمد استهداف الركبة
ويقول د. ناصر جوابرة اختصاصي قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى الجمعية العربية، إن الإصابات الخمسة التي وصلت الى المستشفى تم إجراء العلاج اللازم لها وهي في تحسن مستمر.
"لم يكن مفاجئا موقع الإصابة بالركبة بالنسبة لنا كأطباء، فقد وصلنا عشرات المصابين خلال الأشهر الأخيرة في نفس الموقع، فجنود الاحتلال يبدو أنهم يتعمدون إطلاق النار في هذا الجزء من الجسم كونه يجمع الأعصاب والشرايين الرئيسية بالجسم ويسبب الإعاقة"، قال الطبيب.
لكن جوابرة أشار إلى أن جميع الإصابات التي وصلت الأربعاء لم تكن خطرة، حيث أصيب أربعة منهم بالساق والركبة بالرصاص الحي والخامس بشظايا بالرأس.
محافظ جنين يحذر من تدهور الاوضاع ويؤكد وقف التنسيق الامني
بدوره، حذر محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان والد الشابين "اياد ومحمود" من تدهور الأوضاع بالضفة الغربية والقدس حال استمرار إسرائيل في انتهاكاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين، محملا حكومة الاحتلال مسؤولية تصاعد أحداث الهبة لتصل لمستوى انتفاضة شعبية.
وأشار أنه تلقى خبر المواجهات وهو في جنين، ولم يكن مفاجئا، مشيرا أن الجميع مستهدف والاحتلال يمارس جرائمه في كل مكان ولا يميز بين طفل ورجل وامرأة، وأن الكل أمام فوهة بنادقه.
وأضطر رمضان لدخول المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضه لوعكة صحية متأثرا بإصابة اثنين من أبنائه، قائلا: الفيديو يوثق جريمة جديدة للاحتلال، ثلاثة شبان عزل كانوا في طريقهم الى المستشفى فيما فتح الجنود نيران رشاشاتهم دون مبرر.
وقال نحن دولة تحت احتلال، وأن السيطرة للطرف القوي لكننا متمسكون بالإرادة وسيف الحق.