الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة أبو توفيق ومنحة التغيير

نشر بتاريخ: 19/03/2017 ( آخر تحديث: 19/03/2017 الساعة: 20:23 )
قصة أبو توفيق ومنحة التغيير
الخليل- معا- لمْ يمنعه جلوسه على كرسي متحرك، أنْ يكون عصامياً يبحثٌ ويعمل بلا كلل أو ملل؛ من أجل تأمين قوتِ اسرته وبناء حياة هنيئة تغنيه عن المساعدات، إنه نعيم جرار "أبو توفيق" 54 عاماً من الحاووز الأول في الخليل، حظي بمنحة لمشروع تنموي غير مجرى حياته.
"أبو توفيق" أبٌ لأربعة أبناء كان يعتاش خلال ما مضى من حياته على ما تيسر من مساعدات يقدمها أهل الخير، إلى أن بدأ يبحثٌ عن استقلال مادي يقوده نحو استقرار نفسي، ففتح بقالة صغيرة لمْ تنجح بالبقاء مشرعة الأبواب؛ لاحتياجها إلى بضاعة ورأس مال يجعلها قادرة على جذب الزبائن.

نقطة التغير التي هطلت على أرض القحط

الإصرار الذي تسلح به "أبو توفيق" نحو العمل توج بالأمل حين ظفر بمنحة فردية لإنشاء مشروع تنموي ضمن برنامج "تعزيز الاستجابة المجتمعية في التجاوب مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر الشريكة في برنامج تمكين الأسرة" بمحافظة الخليل والذي ينفذ من قبل قرى الاطفال (SOS) وبالشراكة مع جمعية تنمية المرأة الريفية، وبتمويل من الوكالة الدنماركية للتنمية الدولية (DANIDA) و(CISU).

وكان مشروعه الذي اقترحه على المؤسسات الداعمة تمثل بفتح متجر لتأجير مستلزمات الأفراح والأتراح، بدأه بـ 150 كرسياً و4 "حبال زينة"، ثم وسع المشروع من ارباحه خلال عام واحد، ليصبح عدد الكراسي القابلة للتأجير 500، وأيضاً فتح تعاون مشترك مع طباخ حفلات زفاف بالمنطقة، الأمر الذي وسع من دائرة زبائنه.

"المشاريع والمنح التنموية خيارٌ أمثل للمحتاجين"

ويقول أبو توفيق: "أنا الآن اشجع المؤسسات وأي جهات داعمة لذوي الدخل المحدد والمحتاجين لاستعمال الخطة التنموية التي اتبعتها المؤسسات التي اعطتني المنحة، اعتقد أنّها ستخلصهم من الفقر نحو اعتماد الناس على نفسهم وتغير حياتهم، من خلال الحصول على مالهم بعرق جبينهم، فأنا لم أكن اريد أن يعطف علي احد".
ويضيف: "غيرت المنحة من شخصيتي اصبحتُ أكثر انخراط مع المجتمع، خاصة في ظل نظرة الناس نحوي لأني على كرسي متحرك، منذ أن بدأت العمل بما وفرته المنحة، احسست بتغير نظرة المجتمع نحو، وشعرت بالفخر أكثر عندما يطلب مني أبنائي المال فأوفره لهم دون تردد كما كان حالي سابقاً".

"قليل دائم خير من كثير منقطع"

"لا يهم ما مقدار الدخل الذي يوفره المشروع علي، لكن الأهم بنظري هو وجود قليل دائم غير من كثير منقطع، خاصة وأني مصدر الدخل الوحيد في الأسرة في ظل تعرض احد ابنائي لعجز جراء اصابة عمل، وصغر عمر الأخر، ومرض زوجتي التي لا تقوا على الحركة وهي التي تقاوم مرض السرطان منذ أعوام".
أبو توفيق يؤكد خلال حديثه أنّه لن يوقف مشواره نحو تطوير وتوسيع مشروعه أي عثرات أو عقبات قد تعترض طريقه، متأملاً أن يتجاوز نطاق عمله منطقة سكنه ويصبح من كبار المتاجر التي تؤمن احتياجات الناس.
وتقدم أبو توفيق بالشكر لكل شخص قدم له المساعدة، ووقف بجانبه وكان اداة تغير في حياته، الماضية نحو التطوير.