السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا يريد ترامب قتل ابو بكر البغدادي ؟

نشر بتاريخ: 23/03/2017 ( آخر تحديث: 24/03/2017 الساعة: 12:04 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعد شهرين على فوز ترامب، لا يزال جزء كبير من الجمهور الامريكي غير مقتنع برئيسه المنتخب دونالد ترامب وفروة رأسه الشقراء الحمراء التي تبث القلق في صفوف الجمهور الامريكي وخصوصا في الجانب الاقتصادي. واذا اعطينا أهمية لما قاله المفكر الامريكي ناعوم تشومسكي فان سياسة ترامب ستؤدي الى كوارث على الاقتصاد الامريكي. وبالفعل بدأ سعر الدولار ينهار تدريجيا بطريقة مؤذية للمواطن الامريكي، وبطريقة تسعد الدول الفقيرة التي تستورد بالدولار.
الانفعال الجديد- القديم عند البيت الابيض، تجاه ما يحدث في الموصل. واعلان اكثر من مسؤول امريكي ان عملية قتل ابو بكر البغدادي مسالة وقت، تذكرنا بالازمات الامريكية الداخلية التي دفعت أوباما لملاحقة اسامة بن لادن وقتله في الباكستان، وهي عملية سينمائية لم تقدم للتاريخ سوى مشهد تلفزيوني جرى النفخ فيه بطريقة مبالغ فيها، وتم اخراجها على طريقة أفلام هوليوود لتعيش عليها ادارة اوباما ويستفيد منها الحزب الديموقراطي الحاكم اّنذاك.
اما الباكستان وافغانستان فلا تزالان تعيشان ويلات الحروب والدماء والقتال والتفجيرات، ولم تقدم امريكا وجيوشها أية خطة انقاذ حقيقية لامن هذه البلدان او اقتصادها او مجتمعاتها.
ترامب الذي يرغب في استقبال الرئيس عباس وباقي الزعماء العرب في البيت الابيض، يرغب بشدة في قتل ابو بكر البغدادي. ليس لان ضميره طيب ويريد مساعدة الشعب العراقي، وليس لانه حارب داعش وتنظيم الدولة في سوريا وليبيا واليمن وسيناء، بل على العكس، فان الجيش الامريكي متهم بنقل مقاتلي داعش من العراق الى ليبيا بواسطة سفن وغواصات وتقديم خطط هائلة لافشال اية خطط لوقف القتال في سوريا والعراق وليبيا لتمكين الشركات من نهب ثروات البترول وغيرها من هذه الدول، وفي كل مرة يأتي التدخل الامريكي بعد حسم المعركة ليحصد الجوائز ويدّعي انه ساهم في حسم نتيجة المعركة. تماما كما فعل الجيش الارميكي في الحرب العالمية الثانية حين ألقى قنابل ذرية على اليابان وادعى بعدها انه حسم الحرب في العالم وعاش على امجاد ذلك حتى يومنا هذا.
هي نفس الادارة الامريكية ونفس العقلية التي يمثلها ترامب (المهم مصلحة امريكا وبعدها فليحترق العالم) . ومن مصلحة ترامب الان ان يقتل ابو بكر البغدادي وان يظهر الكوماندوز الامريكي وهو يلتقط الصور مع جثته ليقول العالم ان الجيوش الامريكية هي التي هزمت داعش، مع ان هناك شبه اجماع عند المثقفين في العالم ان امريكا هي التي تسببت في جميع الكوارث التي دمرت بلدان العالم . ولغاية الان نهبت امريكا اكثر من اربعين تريليون دولار من العراق وباعت اسلحة ب22 مليار والحبل على الجرار.
الجيش الامريكي الذي ادّعى انه القى بجثة اسامة بن لادن في البحر، ربما سيدّعي انه ألقى بجثة ابو بكر البغدادي في البحر ايضا. ولكنه هو نفسه الذي دمّر هذه الدول العربية والاسلامية، ولولا ان وسائل الاعلام الامريكية بدأت تتحدث وتنتقد الادارة الامريكية لما قبل العالم منا ان نقول نحن ذلك . ولكن دعونا نستذكر :
أوليس ترامب هو الذي قال في حملته الانتخابية ان هيلاري كلينتون واوباما هما اللذان أسسا تنظيم داعش؟
اوليس ترامب هو الذي قال ان المخابرات الامريكية تتستر وتخفي المعلومات عن الجمهور الامريكي ؟
اوليس هو القائل: لن نتدخل في دول العالم وسنكتفي ان نعيش لوحدنا في امريكا ؟
فما باله في اقل من شهرين بدأ يرسل الكوماندوز والمخابرات الى الموصل والى سوريا ؟
صدق المثل: ذنب الكلب الاعوج لن يصح أبدا.