اليوم ينظر ملوك ورؤساء العرب الى القدس ولا يدخلونها

عمان - معا- موفدنا الى القمة العربية - بعد قليل يقف 16 ملكا وزعيما عربيا ليلتقطوا صورة جماعية في قاعة فندق يطل بكل وضوح على مدينة اريحا ( مدينة القمر ) ومن خلال واجهات الزجاج النظيفة سيشاهدون القدس وجبال رام الله بكل يسر. سيرون فلسطين لكنهم لا يدخلوها.
الوفود العربية وحين وصلت الى هنا سارعت للوقف على شاطئ البحر وكان المراقبون يستطيعون رؤية الأسى والحسرة ( والأمل ) في عيون الجزائريين والتوانسة والعراقيين واليمنيين وغيرهم ... حتى أشعر بالحيرة والارتباك. هل اشفق عليهم ام على أنفسنا نحن ابناء الارض المحتلة .
قمة ناجحة بمقاييس الحضور والغياب ؛ وانجح من ناحية الترتيب والنظام والامن وطيب الاستقبال والحفاوة ، واكثر نجاحا من ناحية مشروع القرارات .
ولكن . ماذا على ارض الواقع ؟
ماذا عن الاحباط الذي انتشر وسط الجماهير العربية وسط خراب ( لم يكن الزاميا) على هذه المدن.
حين تشتعل النار في ثوب الانسان لا يمكن له ان يكتفي بصلاة الاستسقاء. وانما لزاما ان يبدأ باخماد الحريق قبل ان تأكله السنة اللهب . وهذا بالضرورة ما تحتاجه سوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين.
قبل ساعات من انعقاد القمة وبعد دقائق من لقائه المبعوث الامريكي جيسون غرينبلات وفي حوار مغلق مع الرئيس ابو مازن ... كانت اسئلتنا نحن الصحفيين كلها تنصب حول القدس والحل الاقليمي و ترامب.
ويمكن لنا من الناحية المهنية ومن دون ان نقتبس حرفيا، ان ننقل هذه النقاط على لسانه:
"هذا ليس اول لقاء مع المبعوث الامريكي وانما قد يكون العاشر، فقد التقى بصائب عريقات، ورجال الدين، والمخيمات، والطلبة، ورجال الاعمال. والهدف ان تقوم الادارة الامريكية بتكوين وجهة نظر جديدة لانها ادارة جديدة بمكونات جديدة".
نحن كنا واضحين معه. وانا قلت له اليوم ما قلناه قبل 20 عاما.
وان الحل هو دولتين وعاصمتنا القدس الشرقية مفتوحة لجميع الديانات.
حول مبادرة السلام العربية لا يوجد اي جديد ولا نقبل باي تعديل على اي بند من بنودها ونلتزم بكافة بنودها من الالف الى الياء دون نقصان وبالذات انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية ويشمل ذلك هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية .
حول الاستيطان، اكدنا ان الاستيطان غير شرعي بكل اشكاله.
وكيفما تسميه اسرائيل وأينما كان على ارض دولتنا.
لا يوجد اساسا اية دعوات للعودة للمفاوضات فلماذا نتحدث عن شيء غير قائم .
نحن نعول كثيرا على زيارة الملك الاردني والرئيس المصري كي يحملا قضية فلسطين معهما خلال لقاءاتهما مع الرئيس ترامب
فالموقف العربي هو رسالة لكل العالم ان العرب موحدون بشأن قضية فلسطين ولا يوجد خلاف عربي على هذا.
اقول لكم ان نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس سيؤدي لتعقيد الاوضاع بشكل مطلق.
لا يوجد شئ اسمه حل اقليمي وان المبادرة العربية هي اجرأ حل يطرح للسلام بين العرب والإسرائيليين منذ العام ١٩٤٨ حتى يومنا هذا.