الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التكنولوجيا في خدمة تدريب الشباب وتوظيفهم في فلسطين

نشر بتاريخ: 03/04/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2017 الساعة: 14:47 )
التكنولوجيا في خدمة تدريب الشباب وتوظيفهم في فلسطين
رام الله- معا- بدأ طلاب التدريب المهني في جميع أنحاء فلسطين في تعبئة تقييم ذاتي عن طريق تطبيق الكتروني رائد يحفظ المعلومات الخاصة بهم. ويشارك طلاب خمسة وعشرين مركزا تابع لوزارة العمل الفلسطينية في كل التخصصات بما فيها السكرتاريا والتجميل والرسم المعماري والحدادة في هذا البرنامج الذي يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج "الحوكمة من أجل رفع قابليّة التّوظيف في منطقة المتوسّط (GEMM)".

يساعد الاستبيان الإلكتروني المراكز والطلبة على معرفة نسبة الخريجين العاملين وغير العاملين منهم، وما إذا كان الخرّيجون يستعملون المهارات التي اكتسبوها، وكيف وأين يستعملونها. ويكون الهدف الأول منه إحصائياً كأداة لجمع وتوفير المعلومات والبيانات، لكنه في ذات الوقت يقدم خدمة للطلاب من خلال توفير امكانية تقييمهم وارشادهم ومتابعة تقدمهم.

وداعا للورق
يشرف المهندس عيسى عمرو ٣٦ عاما على تنفيذ المشروع، وقد أشرف على تدريب منسقي المدارس والمراكز المهنية والصناعية على استخدام الاستبيان الالكتروني وجمع البيانات وتخزينها وتحليلها وإرسالها لأصحاب القرار.

يقول عمرو: "ميزة التطبيق هو أنه يمكّن مستخدميه من الإطلاع على مستويات المتدربين والطلاب خلال دراستهم، ويعمل على تحقيق التواصل معهم حتى بعد تخرجهم من الجامعة ومن ثم توجيههم للانضمام إلى سوق العمل، والمساعدة في البحث عن الوظيفة المناسبة لهم".

ويضيف عمرو: "يعمل التطبيق الإلكتروني على تقييم أداء التدريب والمدربين. ومن المتوقع في نهاية هذا المشروع الممول من قبل الاتحاد الأوروربي، أن يتم تسجيل ما يقارب 5 آلاف طالب وطالبة في البرنامج، مما يسمح لهم أن يكونون على اتصال دائم بالمركز ( اون لاين)، من خلال حسابات خاصة بهم تتيح لهم الاطلاع على التقييمات والارشادات الخاصة ببرنامجهم التدريبي، وكذلك بالخيارات المتاحة لهم في سوق العمل". ويذكر أنه في عام 2015، تم تسجيل 160 طالباً وطالبة من مختلف التخصصات من مدينة الخليل في البرنامج.

تطبيق سهل الاستخدام ومعلوماته موثوقة

يساعد التطبيق على جمع بيانات تتضمن معلومات موثوق بها، والتي تعود لمجموعة من أصحاب المصلحة المعنيين والشركاء الاجتماعيين، أي أن نتائجه ستكون مؤشرات لسوق العمل والوظائف الخالية أو الوظائف المحتملة للأجيال القادمة. وحسب المدربة ميادة عطا الله ( 30عاما) من قرية بيت عور التحتى غرب محافظة رام الله "ثقافة التقييم وتعبئة الاستبيان هي ثقافة قليلة الحضور في مجتمعنا الفلسطيني، وقد نكون هنا نحن السباقين في بناء قاعدة معلومات لا تقدر بثمن، والتي تفيد قطاع الشباب وتخدمهم في الحصول على الوظائف، وتعزيز قدراتهم وعلاقاتهم المجتمعية والمهنية."

وأشارت عطا الله إلى أن "البيانات التي يتم جمعها من خلال نهج تشاركي تساعد صانعي السياسات ومختصي التدريب المهني على اتخاذ القرارت المناسبة وصياغة السياسات بناءً على بيانات وطنية موثوقة ودقيقة وموحدة، مما يساعد على زيادة فرص التعليم و تقوية تطلعات الشباب والسوق أيضا، وتحسين وضع الشباب الفلسطيني، والمساهمة في تقليل نسبة البطالة."

لقد خضعت ميادة للتدريب على بناء استمارة تقيمية هي وخمسة وعشرون من زملائها في مراكز التدريب المهني في الضفة الغربية. وهذه الاستمارة ترافق المتدرب خلال سنته الدراسية في المركز. ليلى غنام 19 سنة من قرية يطا بالخليل وهي تتعلم الحياكة تشرح: "هذه الاستمارة ترافقني حيثما ذهبت وتحديدا بالبداية خلال السنة الدراسية في المركز، حيث نقوم بتعبئة النموذج في الثلث الأول من البرنامج. وفي الثلث الثاني نضع أجوبتنا فيما يخص أحلامنا وتطلعنا للمستقبل والمادة الدراسية وبعد مرور 3 شهور يطلب منا إجابات تتمحور حول إيجاد مستقبلنا في المهنة التي نتعلمها. أما في الثلث الأخير، فتمكننا الاستمارة من الالتحاق بالمؤسسة أو الورشة التي سنعمل بها. وبعد الانتهاء من المرحلة الدراسية نتوجه لسوق العمل."

يصبح المتدرب أو الطالب بعد ذلك قادراً على متابعة متدربين آخرين واخضاعهم لعدد من الدورات التي تمكنهم من التواصل والاتصال مع المدربين وتبادل المعلومات معهم. "أريد أن أساعد البنات التي سأعمل معهن في مجال الحياكة على استعمال التطبيق لتمكينهن من التواصل والاتصال مع مراكز التدريب المهني والمدربين وإيجاد ما يحلمن أن ينجزنهن بالمستقبل" تقول ليلى.

وقالت المدربة ميادة عطاالله وبنبرة تبعث التفاؤل: "نعم علينا أن نعلمهم ثقافة جديدة، وهي أن نكون على اتصال دائم في كل مرحلة من مراحل حياة الطالب بعد خروجه من المركز".

وفي ذات السياق، أشارت ميادة إلى أن التطبيق يهدف إلى جمع المعلومات من قبل طلاب المركز التدريبي، ومن ثم العمل على وضع تقييمات تخص المادة الدراسية، ومعرفة احتياج سوق العمل والتواصل مع جميع ذوي الاختصاص من أصحاب المصالح التجارية والصناعية.

الإصرار أساس النجاح
كمال عابدين (43 عاما) يعمل كمرشد في مركز التدريب المهني في الخليل دون أن يكترث لعجزه والرصاصة التي أصابته في جسده منذ 20 عاماً لم تثقل همته، في الواقع كانت نقطة التحول في حياته حيث كان من الفائزين بجائزة فلسطين للتميز والإبداع لعام 2004.

وقد تم اختيار عابدين من بين عدد من المشاركين لتنفيذ تطبيق الاستبيان. ويقوم عابدين بتوجيه الطلاب بعد التعرف على قدراتهم لمساعدتهم في اختيار التخصصات التي يرغبون العمل فيها مستقبلاً، وهو عامل مهم لم يكن ممكن قبل اطلاق التطبيق الالكتروني. ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذا المشروع لجعل هذا التطبيق أول نموذج عربي للمعلومات التي تخص قطاع الشباب ودعمهم في القطاع المهني ومراكز التدريب.

ويشرح عابدين أنه "ليس من السهل اقناع الطلاب التائهين بخصوص مستقبلهم والمهنة التي سيمارسونها بعد سنوات، وقد لاحظت أن الطلاب والطالبات يعتمدون على أراء أهاليهم فيما يخص العمل أو المهنة التي يختارونها، وهنا تكمن فائدة التطبيق حيث يوجههم حسب رغبتهم واهتماماتهم وقدراتهم بالنسبة لما يدرسونه والتدرج الذي يعيشونه خلال مسارهم التعليمي. وهنا يبدأ دوري في اقناعهم وتوجيهم نحو اتجاه جديد من خلال استخدام التطبيق لمحاولة تقييم ذاتهم في مرحلة أولى، ثم ننتقل الى المرحلة المتوسطة ومن ثم الى التقييم النهائي. وأشعر بالسعادة الغامرة عندما يبقون على اتصال مستمر الكترونيا."

ويؤكد سالم محمد ذو السبعة عشر عاما ذلك ويتعلم التمديدات الكهربائية في مركز بيت عور التحتى غرب محافظة رام الله والذي يقول: "بصراحة اعتمد عادة على أراء أهلي فيما يخص الدراسة والمهنة حيث ليس بإمكاني التفكير في هذا الموضوع بشكل منفرد، لكنني لا أعرف حقا هل اختيار أهلي لتمديد الكهرباء جيد ام سيء وهنا يمكن لي الاستفادة من التطبيق حيث سيوجهنا بعد مرحلة معينة من الدراسة."

لا يوجد لدى كمال عابدين أي شك بشأن الفوائد التي يمكن الحصول عليها من التكنولوجيا الجديدة: "المجتمع الفلسطيني تغيب لديه الأدلة الإرشادية والمعيارية حول بناء مؤشرات تدلل على احتياجات السوق الفعلي، ومدى استيعابه للخريجين الجدد، وما هي اهتمامات الشباب في القطاع المهني. التطبيق الجديد يعمل على دمج تكنولوجيا المعلومات في الأنظمة التعليمية، من أجل تحسين نوعية نتائج التعلّم، وتسهيل تكوين المهارات الفنية، مما يحقق ديمومة التعلّم على مدى الحياة، ويحسن إدارة المؤسسة ومن ثم المجتمع."

ويقول عيسى عمرو، مشرف على تنفيذ المشروع "ميزة التطبيق هو أنه يمكّن مستخدميه من الإطلاع على مستويات المتدربين والطلاب خلال دراستهم، ويعمل على تحقيق التواصل معهم حتى بعد تخرجهم من الجامعة ومن ثم توجيههم للانضمام إلى سوق العمل، والمساعدة في البحث عن الوظيفة المناسبة لهم".

ليلى غنام، طالبة ومنتفعة من المشروع قالت "أريد أن أساعد البنات التي سأعمل معهن في مجال الحياكة على استعمال التطبيق لتمكينهن من التواصل والاتصال مع مراكز التدريب المهني والمدربين وإيجاد ما يحلمن أن ينجزنهن بالمستقبل" تقول ليلى.

كمال عابدين، مرشد في مركز التدريب المهني في الخليل قال: "لاحظت أن الطلاب والطالبات يعتمدون على أراء أهاليهم فيما يخص العمل أو المهنة التي يختارونها، وهنا تكمن فائدة التطبيق حيث يوجههم حسب رغبتهم واهتماماتهم وقدراتهم بالنسبة لما يدرسونه والتدرج الذي يعيشونه خلال مسارهم التعليمي."

وقال سالم محمد، طالب في التمديدات الكهربائية "لا أعرف حقا هل اختيار أهلي لتمديد الكهرباء جيد ام سيء وهنا يمكن لي الاستفادة من التطبيق حيث سيوجهنا بعد مرحلة معينة من الدراسة."

نبذه تعريفية بالمشروع
الحوكمة من أجل رفع قابلية التوظيف في منطقة المتوسط

الجزائر، مصر، إسرائيل، الأردن، ليبيا، المغرب، فلسطين، تونس

الإطار الزمني: 2013 –2016
الموازنة: مليوني يورو

تنفذ البرنامج مؤسسة التدريب الأوروبية (ETF)، وهو يهدف إلى تحسين نوعية وملاءمة نظم التعليم والتدريب المهني من خلال المساعدة على تعزيز قدرات الأطراف المعنية، على المستويين الوطني والمحلي، بهدف تعزيز فرص توظيف الشباب، وزيادة قدرات المدربين من أجل الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات سوق العمل.
موقع مشروع الحوكمة من أجل رفع قابلية التوظيف في منطقة المتوسط
http://www.etf.europa.eu/web.nsf/pages/GEMM
إعداد: رفا مسمار