الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسؤول إسرائيلي: البدو لصوص وبدلا من زجّهم في السجن نمنحهم الأرض

نشر بتاريخ: 05/04/2017 ( آخر تحديث: 07/04/2017 الساعة: 09:05 )
مسؤول إسرائيلي: البدو لصوص وبدلا من زجّهم في السجن نمنحهم الأرض
النقب – تقرير معا - أثارت تصريحات نقلتها مجلة ألمانية عن المدير العام لـ"سلطة تطوير وتوطين البدو"، يائير معيان، غضبا واسعا في أوساط عرب النقب، بعد أن وصفهم وفقا للمجلة بأنهم "لصوص استولوا على أراضي دولة". وقد أنكر معيان جملة وتفصيلا ما نّسب إليه من تصريحات، إلا أن مراسلنا حصل على التسجيل الصوتي للمقابلة، والذي أكد أنّ معيان وصف سكان قرية بير هدّاج بأنهم "لصوص أرض" - ما يثبت أنه لم يقل الحقيقة أيضا في تعقيبه الرسمي.
وكانت تصريحات معيان جاءت في تقرير موسع على 16 صفحة نشرته مجلة "S ddentsche Zeitung Magazine " الألمانية حول دور "الصندوق القومي اليهودي" (الككال) في تهجير عرب النقب واستخدام التحريش كأداة للسيطرة على الحيز وطمس المعالم.
ونقلت المجلة عن معيان قوله "البدو لصوص، لقد قاموا بسرقة أرض الدولة"، مضيفا أنه "بدلا من زجهم في السجن نمنحهم قطعة أرض".
وكشف التسجيل الصوتي للمقابلة، في موقع صحيفة "معاريف"، عن مخطط السلطة الذي يقضي بتهجير القرى غير المتعرف بها، حيث يقول معيان إن "كل القرى غير المعترف بها ستهجّر، وسنقيم بدلا منها 8-10 بلدات". إلا أنه وفقا لهذا التسجيل فقد قال معيان إنّ "البدو في بير هدّاج لصوص"، وحين سأله المراسل هل تعني بالتحديد سكان بير هدّاج أجابه معيان "أنا أقصد هذه القرية بالذات".

وردا على سؤال لمراسل المجلة الألمانية، ميخائيل أوبرت، الذي زار المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2016، حول ما إذا حاول السكان التصدي لعمليات الهدم، رد معيان بالقول إنّ "الشرطة ستجبرهم على هدم بيوتهم".
يشار إلى أن "سلطة تطوير وتوطين البدو" تتولى صلاحية حصرية في كل ما يتعلق بقضايا التخطيط والبناء في القرى والبلدات العربية في النقب.

ردود فعل غاضبة

وعقب إبراهيم الهواشلة، رئيس مجلس "واحة الصحراء" – حيث تتواجد قرية بير هدّاج ضمن مناطق نفوذه – في تعقيبه لمراسل "معا": "لا شك عند تسلم يائير معيان مهامه كمدير عام لسلطة توطين البدو كان هناك، على ما يبدو، نوعا ما جدية وفرصة للتعاون والتغيير للواقع المرير لعرب النقب".
وتابع قائلا: "المنطق والمعقول بأن الشخص الذي أوكلت له مهمة خدمة المواطنين، من المفروض أن يخدمهم باحترام وصدق وأن يتفهم وضع الجمهور وأن يتعامل معهم على أساس الاحترام ضمن الحقوق المشروعة، ولكن يؤسفنا أن تخرج هذه التفوهات من شخص يمثل الدولة، ويجب عليه الاعتذار والرجوع عن هذه التفوهات العنصرية فورا".
إلا أنّ مديرة منتدى التعايش في النقب، حايه نواح، طالبت بإقالة معيان من منصبه، حيث قالت إنه "من المخجل أن يتم علاج قضايا القرى البدوية في النقب من خلال جهاز حصري كالسلطة، حيث يجب التعامل معها ككل فئة سكانية أخرى في البلاد".
وتابعت قائلة إنه "حتى لو فرضنا أن هناك حاجة لمثل هذا الجهاز، فيجب أن يكون من يقف على رأسه إنسان يشعر بالمواطنين. معيان ينكشف وليس للمرة الأولى بأنه إنسان عنيف في كلامه ضد السكان المسؤول عنهم، وبالتالي لا مكان لمنحه الثقة ويجب أن يستقيل فورا من منصبه".

النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، أكد أن أقوال معيان تتسق مع أفعال الهيئة التي يديرها، والتي تعمل على التضييق على السكان العرب البدو وتهجيرهم حسب وصفه.

وقال الزبارقة "هذه الأقوال تتسم بالعنصرية والأفكار النمطية، وتتنافى مع الوظيفة المناطة به وهي خدمة الناس والسكان".

وتابع قائلا: "نحن نرفض رفضا باتا نظام الوصاية الممعن في العنصرية، والذي ينفذ مخططات استعمارية في النقب". وناشد الزبارقة رؤساء المجالس المحلية والأهل في النقب بمقاطعة معيان، وقال "علينا عدم التعاون مع سلطة تدمير البدو حتى إقالة معيان، كما نطالب بإبطال سلطة تطوير وتوطين البدو".

وأصدر المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بيانا جاء فيه أنّ "هذه التصريحات التي أدلى بها يائير معيان، رئيس سلطة تهجير البدو، تكشف القناع عن وجهه الحقيقي، وعن نيته ومخططاته وعنصريته التي كانت واضحة لنا في المجلس الإقليمي من قبل، وظهرت كذلك في تصريحات سابقة له، وطالما حذرنا منها في السابق، وامتنعنا عن التعامل مع هذه السلطة ورئيسها".

وجاء في البيان أن "المجلس يتباحث إمكانية رفع دعوة ضد معيان ومقاضاته على تصريحاته التي تمس السكان العرب في النقب، حيث تضمن أن 'المجلس الإقليمي يدرس إمكانية مقاضاة يائير معيان على تصريحاته التي تمس بالسكان العرب في النقب، واتهامهم بتهم باطلة، والتحريض ضدهم، وهو يعلم أنه استولى بالفعل على معظم أراضي البدو في السابق، وقام بتشريد العديد من سكانها، وعليه ينطبق المثل القائل: ضربني وبكى، سبقني واشتكى".

وكان النائب طلب أبو عرار فقد بعث برسالة مستعجلة إلى وزير الزراعة، أوري أريئيل، يطالب فيها بإقالة معيان.

وجاء في الرسالة أنّ "تصريحات هذا المتطرف، والتي يصف فيها السكان البدو باللصوص، هي تصريحات عنصرية من الدرجة الأولى، ولا تساهم في حل المشاكل العالقة بين البدو والسلطات، التي يسعى الوزير لحلها بطرق متنوعة".

من جهتها نفت "سلطة تطوير البدو" صحة الأقوال المنسوبة لمعيان، وصرحت عن نيتها تقديم دعوى بحجة القذف والتشهير ضد المراسل الألماني. وقالت "هذه الأقوال كاذبة. معيان لم يستخدم هذه الألفاظ، وسنقوم برفع دعوى ضد الصحافي"، إلا أن التسجيل الصوتي الذي نشر – أثبت أنه تفوه بهذه الأقوال المنسوبة إليه.