الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لنفترض أن لدينا أفضل رئيس وأسوا نظام سياسي. أفضل مطرب وأسوا فن و...

نشر بتاريخ: 05/04/2017 ( آخر تحديث: 05/04/2017 الساعة: 13:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بسبب الانسداد المستمر في الافق السياسي اقليميا ودوليا، يثور جدل بيزنطي حاد داخل الاراضي المحتلة، وقد انعكس الامر سلوكيا على اداء وتصريحات وسلوكيات القادة والتنظيمات والوزارات. وهو جدل لن يفضي الى اية نتيجة مفيدة، ولو استمر طويلا فانه سيتحول الى مواقف متحجرة، تكسر ظهر المنطق.
ومن خلال اطلاعي على بعض الامور، احاول ان ارسم عناوين لهذا الجدل الذي تحوّل الى ازمة تلد أزمات اصغر منها تارة، وأكبر من الازمة الام تارة اخرى:
- التسريب المنشور عن وثيقة حماس فتح شهية بعض الجهات للتفكير بتركيع حماس. وان هذا هو الوقت المناسب لاظهار نقاط ضعفها السياسي في ظل تنكر الرئيس ترامب للاخوان المسلمين ونتائج المعارك في الموصل والرقة.
- لا علم لاعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح بخصومات الرواتب على موظفي غزة. وعدد كبير منهم يعتقدون انها خطوة متأخرة ونتائجها تؤدي الى معاقبة نشطاء فتح في غزة وليس معاقبة حماس في غزة.
- يعتقد خبراء الاقتصاد في رام الله ان حالة التشفي التي تعيشها حماس في غزة تجاه موظفي فتح هناك حالة مؤقتة فقط. لان انخفاض قيمة النقد في القطاع سيؤدي لاحقا الى نقص طلب البضائع بشكل كبير وهو ما سيقلص حجم ضرائب سلطة حماس الى ارقام شديدة الانخفاض وهو ما يطلق عليه في علم الاقتصاد (تاّكل الطلب الكلي).
- سؤال محرج للحكومة: طالما أن خزينة السلطة تعاني أزمة حادة، فلماذا طالت الخصومات موظفي غزة ولم تطل الضفة الغربية؟
- السؤال الاهم: لماذا جرى الغاء وزارة التخطيط رغم ان هذه المرحلة من عمر السلطة تحتاج الى تخطيط؟
- هل غزة جزء من الموازنة العامة للسلطة في الاعوام القادمة؟ وهل عائدات القطاع التي تصل الى 341 مليون دولار التي لا تشكل سوى 10% مما تصرفه الحكومة على القطاع تعني اي شيء لسلطة حماس في القطاع؟
- ان من يقوم بانتقاد الحكومة الان هم كوادر فتح وقيادات فتح. ولكن هذا هو شكل الازمة الخارجي. أمّا مضمون الازمة المتصاعد فهو بين منظمة التحرير وحماس. وسرعان ما ستتفاقم هذه الازمة.
- لا ينكر أي مسؤول في رام الله ان هناك خلية بحث تتابع قيام حماس باعلان تشكيل وزاري يقود القطاع. وربما ان ما ستفعله الحكومة لاحقا ( ليس ما فعلته حتى الان ) سيأتي في اطار الرد المخطط من رام الله على هذه الخطوة.
- الازمة المتصاعدة بين الشعبية وفتح وفي حال لم تهدأ حتى انعقاد المجلس الوطني القادم "حتى الصيف القادم" سيكون لها تبعات اقتصادية ايضا، وسيكون لها شكل اداري جديد مبني على مفاهيم جديدة. فاما ان يحصل التوافق في المجلس الوطني وتزداد مشاركة الشعبية في مؤسسات منظمة التحرير والسلطة. واما ان تتأزم فتتقلص مشاركة رفاق الشعبية في هذه المؤسسات بشكل واضح وكبير.
- هناك تيار قوي ودافق حول الرئيس يحاول اقناعه ليل نهار ان الوقت لم يفت بعد لاعلان قطاع غزة متمردا على السلطة وفك ارتباط الحكومة به في الكهرباء والدواء وغيرها لحرمان حماس من الضرائب واجبارها على العودة لبيت الطاعة. الرئيس غير متحمس لهذا الرأي.
- اليوم سألت احد قادة فتح الى أين نحن ذاهبون؟ فاجاب: تعال نفترض الاّتي ( لنفترض أن لدينا أحسن معلمة ونظام تعليمي سيء. ولدينا أفضل بنك وأسوأ تنمية. وأفضل مطربي اراب ايدول وأسوأ حركة فنية. ولنفترض ان لدينا أفضل رئيس وأسوأ نظام سياسي. ولنفترض ان لدينا أفضل تنظيمات وأسوأ حركة وطنية). فالى اين نحن ذاهيون!!.