الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتح-لبنان بذكرى اغتيال ابوجهاد: اضراب الاسرى رسالة لانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 16/04/2017 ( آخر تحديث: 18/04/2017 الساعة: 10:17 )
فتح-لبنان بذكرى اغتيال ابوجهاد: اضراب الاسرى رسالة لانهاء الانقسام
بيروت - معا - دعت قيادة حركة فتح اقليم لبنان في بيان عشية اضراب الاسرى المزمع انطلاقه يوم الاسير 17 نيسان كافة ابناء الحركة، وابناء شعبنا الفلسطيني في كل المناطق والمخيمات، لاستنفار قواهم وجهودهم للمشاركة الفعلية في كافة النشاطات المقررة تضامناً مع إخوتنا وأبنائنا الاسرى لإنجاح هذه المعركة الوطنية، معركة أسرى الحرية التي ستكون لها الآثار الكبيرة في نقل المجتمع الفلسطيني الى موقع التحدي الاول لإسقاط المخططات والمشاريع الاسرائيلية، والنصر قادم، وسيبقى الاسرى بصبرهم، وجَلَدهم، وقوة ارادتهم هم طليعة الشعب الفلسطيني.
وقالت حركة فتح في ذكرى اغتيال ابو جهاد الوزير إنَّ قيادة معركة الاسرى الحالية ترسل رسالة واضحة الى القيادة السياسية الفلسطينية بأنه آن الاوان ان نضع الانقسام تحت اقدمنا، وأن نوحِّد صفوفنا، وأن نعلن المصالحة رغم أنف الولايات المتحدة والاحتلال، وان نعيد الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وان يتوحَّد الشعب الفلسطيني على انقاض الاحقاد والضغائن، والخلافات، والآلام والعذابات، وان نعلنها ثورةً ضد الاحتلال والاسيتطان، متسائلين.. هل معاناة الاسرى ستوحدنا بوجه الانقسام؟
واضافت الحركة ان الاسرى يوجهون رسالة أخرى من خلال اضرابهم للهيئات الدولية، والى جمعيات حقوق الانسان، والى كل الشرفاء والاصدقاء في العالم تؤكد بأننا سنصنعُ حريتنا من آلامنا ومعاناتنا، واضرابنا عن الطعام، وآن الأوان ان يستمع العالمُ الى صوتنا المنطلق من جوف الزنازين والمعتقلات، وآن الأوان أن يضع العالمُ بكل هيئاته القيادية حداً لهذه الجرائم العنصرية التي تُرتكب بحق شعبنا، وآن الأوان ان تتدخل هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن لوضع حد لممارسات نظام الابرتهايد العنصري الاسرائيلي على ارض فلسطين. وان يقف العالم الى جانب شعبنا في تحقيق اهدافه الوطنية واقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على ارضه وعاصمتها القدس ارض المقدسات الاسلامية والمسيحية.
واكدت الحركة انه آن الأوان ان ينتصر العالم لأسرانا البواسل ضد الاعتقال الاداري، وضد الاجراءات التعسفية لأن اسرانا ليسوا ارهابيين وانما هم ثوار من اجل الحرية، ومقاتلون من اجل تحرير ارضهم المغتصبة، وهم في كفاحهم ينطلقون من قرارات الشرعية الدولية التي أعطت الحق للشعوب المضطهدة بأن تقاوم الاحتلال والظلم بكل الوسائل المتوفرة بين يديها.
وذكّرت الحركة في بيانها مسيرة القائد الفتحاوي ابو جهاد، وعملية اغتياله ودوره في الحركة الوطنية الفلسطينية:
ليلة السادس عشر من شهر نيسان العام 1988 اقدم الموساد الاسرائيلي على اغتيال القائد الفتحاوي البارز أبو جهاد أحد أهم القيادات التي أسست حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وهو الذي قاتل الاحتلال على ارض فلسطين بصمت مخيف، وجرأة نادرة، وخبرة عسكرية مميزة، وقدرة بارعة على الاستقطاب، والتجنيد، والتشغيل، والسهر على هذه الحركة ومسيرتها، استُهدف الشهيد القائد ابو جهاد لأنه بقيادته وهندسته لانتفاضة الحجارة، الانتفاضة الشعبية الشاملة والساخنة التي أقضت مضاجع الاحتلال الاسرائيلي بالمواجهات مع الاحتلال، والقدرة على الصمود، والاستمرار في إنتاج وابتكار الأدوات والاساليب والخطط والبرامج التي ساعدت المجتمع الفلسطيني على الصمود، وعزل الجانب الاسرائيلي سياسياً على الصعيد الدولي، والتراجع أمام إرادة الانتفاضة الفلسطينية، انتفاضة الحجارة التي قادها جنرالات الأشبال، والفتوة، والشبيبة.
جاء قرار إغتيال الشهيد القائد خليل الوزير في تونس العاصمة، بعد حشد البواخر والطائرات، ومجموعات الموساد التي اخترقت الأمن التونسي ووصلت الى بيت الشهيد، وفجرت مداخله بواسطة متفجرات صامته. جاء هذا الاصرار على الاغتيال لأنَّ سلسلة العمليات البطولية العسكرية التي تمت على ارض الوطن ومنها سافوي، وعملية الشهيد كمال عدوان وبطلتها دلال المغربي، وآخرها ديمونا الذري في النقب حيث تم قتل مجموعة من الضباط العسكريين، وقتل وجرح مجموعة من المهندسين والفنيين الذريين.
وكانت هذه العملية هي القشة التي قصمت ظهر البعير. ويوم استشهاد ابو جهاد عمت موجات من الغضب الفلسطيني والجماهيري العربي استنكاراً للجريمة، وعمّت المظاهرات والاشتباكات مختلف ارجاء الوطن الفلسطيني، وسقط في هذا اليوم قرابة الخمسة والعشرين شهيداً وعشرات الجرحى، ومئات الأسرى. وهذا كان تعبيراً جماهيرياً عن حجم المأساة، وعن الخسارة الكبيرة بفقدان ضمير حركة فتح، الرجل الصامت، الذي كان يعمل ويمارس اكثر مما يتحدث، وهو الذي اسهم في بناء شبيبة حركة فتح، والخلايا المقاومة في كل ارجاء الوطن، وهو الذي بنى وأسس علاقات متينة مع حركات التحرر الثورية في العالم، وله علاقات مميزة مع الكثير من القيادات الفلسطينية، وايضاً اللبنانية وهي التي مازالت تتغنى وتذكر هذا القائد الفتحاوي الذي عُرف بجرأته، وتماسكه الثوري، وعقليته التوحيدية، ومرونته، ومحبة الناس له.
يوم السابع عشر من نيسان وهو يوم الاسير الفلسطيني، وهو اليوم الذي شيَّع فيه كل شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات جثمان الشهيد حيث دُفن في مخيم اليرموك.
لقد كان الاسرى الابطال في المعتقلات والزنازين اشدُّ الناس حزناً وبكاءً على رحيل القائد ابو جهاد لانهم عايشوه، وتربَّوا على افكاره ومبادئه، ونفذوا تعليماته، وكانوا يرون فيه الامل الكبير بقدرته وخبرته على تأجيج نار الثورة.
هؤلاء الاسرى رجالاً ونساءً وأطفالاً الذين تربَّوا في احضان مدرسة الرَّمز ياسر عرفات، ومهندس الانتفاضة خليل الوزير ابو جهاد، وبطل المعارك الامنية مع اجهزة الموساد صلاح خلف ابو اياد. هؤلاء الاسرى احفاد اولئك العظماء يتقدمهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي ابو القسام، والقائد احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقائد الصامت فؤاد الشوبكي وكافة القيادات والكوادر الاسرى، هؤلاء جميعاً يعلنون اليوم، وبصوتٍ واحد وقبضةٍ واحدة، وقرار موَّحد الإضراب الواسع عن الطعام في كافة المعتقلات والزنازين. صوت الاسرى سيكون مجلجلاً ، ارادتهم ستكون صلبة لأنَّ وراءهم شعب الجبارين في الداخل والشتات الذي سيواكب هذه المسيرة النضالية، وسيقف جنباً الى جنب مع هذه الهامات الوطنية من كافة الفصائل، وخاصة قيادات وكوادر واعضاء حركة فتح القابضة على الجمر خلف القضبان، وسلاسل السجَّان، والاحقاد العنصرية السوداء.
6500 معتقل منهم 57 امرأةً، و300 طفل هم يحملون الهمَّ الفلسطيني بإرادة قوية رغم معاناتهم، وأمراضهم المزمنة، رغم آثار التعذيب والانتقام، رغم حرمانهم من ابسط الحقوق التي أقرتها مؤسسات حقوق الانسان، ورغم تقليص زيارات ذويهم لهم، إنهم يعيشون تحت كابوس العنصرية الصهيونية الكريهة.
إنَّ قيادة معركة الاسرى الحالية ترسل رسالة واضحة الى القيادة السياسية الفلسطينية بأنه آن الاوان ان نضع الانقسام تحت اقدمنا، وأن نوحِّد صفوفنا، وأن نعلن المصالحة رغم أنف الولايات المتحدة والاحتلال، وان نعيد الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وان يتوحَّد الشعب الفلسطيني على انقاض الاحقاد والضغائن، والخلافات، والآلام والعذابات، وان نعلنها ثورةً ضد الاحتلال والاسيتطان. فهل معاناة الاسرى ستوحدنا بوجه الانقسام؟