الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بالحجارة: أهالي جبل البابا يكتبون "سنبقى هنا"

نشر بتاريخ: 17/04/2017 ( آخر تحديث: 17/04/2017 الساعة: 15:59 )
بالحجارة: أهالي جبل البابا يكتبون "سنبقى هنا"
القدس- معا- في عمل مقاوم غير مسبوق، قامت عائلات جبل البابا باستخدام الحجارة لكتابة رسالة ضخمة على سفوح جبال القدس في فلسطين، بلغ طولها ١٠٠ متر وعرضها ٣٥ متراً، مفادها :"سنبقى هنا" - حيث بني النصب الحجري مقابل مستوطنة معاليه أدوميم وعلى الطريق رقم ١ المؤدي إلى القدس، والذي يستخدمه آلاف المستوطنين يومياً.
كما أعلن أمس أهالي جبل البابا تحديهم لقرارات حكومة الاحتلال القاضية بتدمير منازلهم وطردهم من أرضهم. وقرر أهالي الجبل المقابل لمدينة القدس إعلان تصعيد مقاومتهم الشعبية حمايةً لمنازلهم، ورفضاً لتهديدات الاحتلال الذي يسعى إلى تدميرها من أجل بناء مستوطنات لمحاصرة مدينة القدس وتقسيم فلسطين إلى المزيد من الكانتونات.
وقال عطاالله مزارعة (٤٢ عاماً) أب لخمسة أطفال، وممثل أهالي الجبل: " نحن نقول اليوم إلى كل من يسمعنا أننا باقون هنا. سوف ننقذ أطفالنا من التشرد، وسوف نتمسك بأرضنا لأنه ليس لنا مكان آخر نذهب إليه، ولأن وجودنا هنا يحمي قدسنا ويحمي وطننا. ونحن نسأل العالم بأسره دعم قضيتنا والدفاع عنّا"
وتلقت عائلات جبل البابا أخباراً تؤكد بأن موعد عملية تدمير منازلها قد بات وشيكاً للغاية، وقد تحدث يوم الثلاثاء القادم. يؤمن سكان جبل البابا بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ أرضهم ومنازلهم تكمن في حمايتها من جرافات جيش الاحتلال بأجسادهم ومن خلال العصيان المدني والعمل الجماعي. ما يحدث في جبل البابا ليس سوى الحلقة الأخيرة من مسلسل تهويد القدس وهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم حول المدينة العتيقة.
ويترقب الجميع مصير عائلات جبل البابا التي لا تدافع عن أرضها ومنازلها فحسب وإنما تقاوم أيضاً تنفيذ المخطط الإسرائيلي E1, والذي يهدف إلى محاصرة القدس بالمستوطنات وفصلها عن باقي البلدات الفلسطينية. وقد حذر العديد من الخبراء من احتمال سقوط المدينة المقدسة في حال تهجير الفلسطينيين من جبل البابا - حيث ستُحاصر المدينة من كافة الجهات بالمستوطنات.
وقالت أم محمد مزارعة (٧٧ عاماً) من جبل البابا: "أعيش هنا منذ ٧٧ عاماً، جذوري هنا ولن يتم اقتلاعي من أرض أجدادي مهما كلف الأمر. هذه أرضنا وسنبقى فيها، وعلى الاحتلال أن يكف عن محاولته لتهجيرنا منها"
وقال فادي قرعان، مدير حملات آفاز في فلسطين، الموجود في جبل البابا: "عائلات جبل البابا تعيد إحياء العمل الجماعي المقاوم وبذلك تضيء شعلة الأمل في فلسطين. هذه العائلات لا تدافع عن وجودها وأرضها فحسب، وإنما بصمودها تحمي القدس. شكلت قصة هذه العائلات مصدر إلهام لأكثر من ٨٨٠ ألف شخص من جميع أنحاء العالم الذين تعهدوا بالتضامن وتقديم الدعم لهذه العائلات الشجاعة."
وخلال الشهر الماضي، قام مئات الألاف من الأشخاص حول العالم بالتوقيع على عريضة آفاز التي تطالب الاتحاد الأوروبي والمحكمة الجنائية الدولية بالعمل فوراً لمنع الاحتلال من تدمير جبل البابا.
وبعيد انتهاء الفعالية البارحة، قرر سكان جبل البابا الاستمرار في مقاومتهم إلى أن يوقف الاحتلال محاولته طردهم من أرضهم، وإلى أن يتمكنوا من تحقيق الحرية.
لاحقاً قام المئات من جنود الاحتلال باقتحام الجبل حيث دمروا النصب وقاموا بتهديد سكان الجبل. إلا أن أهل الجبل قرروا تحدي الاحتلال من خلال إعادة بناء رسالة #سنبقى_هنا خلال هذا الأسبوع.